جبريل يعتبر إعادة إعمار ليبيا «مهمة مستحيلة»

أكد رئيس السلطة التنفيذية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل في الأردن أمس، أن إعادة إعمار ليبيا “مهمة مستحيلة”، مشدداً على أنه يجب أن يتمكن الليبيون من إجراء انتخابات لاختيار مجلس وطني يتكفل بصياغة دستور جديد وتشكيل حكومة مؤقتة خلال 8 أشهر. وفيما يستعد المجلس الانتقالي للإعلان رسمياً عن “تحرير ليبيا” اليوم، جدد جبريل تأكيده أنه يعتزم الاستقالة (السبت)، في خطوة أعلنها أكثر من مرة، وذلك بمجرد سيطرة الحكومة على البلاد بالكامل، موضحاً على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، أن الأولوية الآن يجب أن تمنح لتجميع الأسلحة من شوارع البلاد وتسليمها للجهات الأمنية، إضافة إلى إعادة الاستقرار والنظام. وقال جبريل في كلمة أمام المنتدى المنعقد حالياً في الشونة على شاطئ البحر الميت (50 كلم غرب عمان)، إن “إعادة الإعمار في ليبيا ليست مهمة سهلة بل هي مهمة مستحيلة لتوم كروز”، في إشارة إلى الفيلم الأميركي الذي يحمل العنوان نفسه. وشدد جبريل على أنه “لا بد من استعادة الاستقرار والنظام في البلاد، والأمر يتطلب جمع الأسلحة من الشوارع”، مشيراً إلى أن “هذه ليست عملية سهلة”. وقال “نحن بحاجة أيضاً إلى الشروع في عملية مصالحة، وإلا فإننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء”. وأكد أنه “لابد من إجراء أول انتخابات بعد تحرير البلاد في غضون مدة أقصاها 8 أشهر”. وتابع “أول انتخابات يجب أن تجرى خلال 8 أشهر بحد أقصى لتأسيس مجلس وطني ليبي وهو كيان أشبه بالبرلمان..هذا المجلس الوطني ستكون له مهمتان..صياغة دستور يجري الاستفتاء عليه وتشكيل حكومة مؤقتة تستمر لحين إجراء أول انتخابات رئاسية”. وكان المجلس الانتقالي أعلن من بنغازي في 17 أغسطس الماضي، “وثيقة دستورية” تنص على تسليم السلطة إلى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز 8 أشهر وتبني دستورا جديدا. وأعلن المجلس الانتقالي أنه ينوي إدارة ليبيا حتى انتخاب مجلس تأسيسي يضم مئتي عضو خلال 8 أشهر، وذلك قبل إجراء انتخابات عامة في غضون 20 شهراً. وفي تعليقه على شعور الكثيرين بالاستياء من رؤية القذافي وهو ملطخ بالدماء والرصاص يخترق جسده، قال “الناس في الغرب لا يفهمون العذاب والألم الذي مر به الشعب خلال 42 عاماً الماضية”. وأضاف أن جثة القذافي التي توجد حالياً في وحدة تبريد للحوم بمصراتة، ستدفن خلال 48 ساعة طبقاً للشريعة الإسلامية. وربط جبريل إحراز تقدم في البلاد بعاملين “الأول هو نوع العزم الذي سيظهره المجلس الانتقالي في الأيام القليلة المقبلة، والشيء الآخر يعتمد بالأساس على الشعب الليبي، وما إذا كانوا سيفرقون بين الماضي والمستقبل”. وتابع جبريل أن بلاده التي حولها القذافي إلى مصدر كبير للطاقة، بحاجة إلى رؤية لإيجاد مصدر جديد للدخل لانها استهلكت بالفعل 62% من نفطها. وقال “ينبغي لنا انتهاز هذه الفرصة المحدودة جداً..يجب أن نستخدم هذا الوقت بشكل مناسب لبناء اقتصاد بديل بأسرع ما يمكن”. وفي تحذير لقادة ليبيا في المستقبل، قال جبريل إن الحكومة الليبية المقبلة يجب ألا تسمح للسياسة بالتأثير على ترسية عقود النفط. وتابع “أنصح الحكومة المؤقتة المقبلة بالالتزام بالمعيار الاقتصادي. من الخطورة بمكان أن تتأثر العقود بالسياسة”.