الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تكايا الدراويش» يرصد فترة انتشار الطرق الصوفية وتألقها في تركيا

«تكايا الدراويش» يرصد فترة انتشار الطرق الصوفية وتألقها في تركيا
23 أكتوبر 2011 10:51
أصدر مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاباً جديداً بعنوان “تكايا الدراويش.. الصوفية والفنون والعمارة في تركيا العثمانية”. للمؤلف رايموند ليفشيز ونقلته للعربية عبلة عودة. يسلط الكتاب الضوء على فترة خاصّة من التاريخ الإسلامي في تركيا، وهي فترة انتشار الطرق الصوفية وتألقها وزيادة عدد أعضائها ومحبيها، وذلك عبر عدة مقالات حواها الكتاب لباحثين وأكاديميين ومختصين في التاريخ الإسلامي، والعبادات والتصوف، بالإضافة إلى اختصاصيين في التاريخ والشعر والسّير الذاتية والاقتصاد والخط العربي، وقد اجتمعوا كلّهم حول موضوع “التكايا” لدراسته من جوانب عدة، وتأتي أهمية الكتاب من أنه يُدخِل القارئ إلى تفاصيل حياة العثمانيين اليومية في بيوتهم ومزارعهم وعباداتهم. وتخص المقالات التكايا الفاعلة في إسطنبول خلال القرن الأخير من الحكم العثماني (1836– 1925)، مخالفة بذلك ما كان سائداً في الأبحاث التي تناولت الفنّ المعماريّ العثماني، إذ كانت تركز على دراسة فن العمارة العثمانيّة في المساجد الفخمة، التي بنيت في الفترة ما بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، مع أنّ هذه المساجد لا تمثل إلاّ جزءاً يسيراً من التراث المعماري العثماني، في حين تقوم عمارة التكايا على الجمع بين الفخامة السلطانية والبساطة الشعبية، وهذه ميزة تتفرّد بها، وهي تمثل عبر ذلك جزءاً مهمّاً من الطراز المعماريّ العثمانيّ. كما تناولت أبحاث الكتاب فنوناً أخرى ارتبطت طويلاً بالطرق الصوفية مثل فنّ الخط العربي، وما يحفل به من رموز وتقنيات فنية عالية، وكذا فنون النحت والنقش والرسم وطقوس الرقص الدوراني الذي عُرفت به الطريقة المولوية، التي ابتكرها جلال الدين الرومي، فضلاً عن الفنون الأدبية من كتابة فنية وقصائد شعرية تناولت الفكر الصوفي من جوانب متعددة، وأدخلتنا إلى رحاب الحياة اليومية للدراويش بتفاصيلها المثيرة، ولاتزال بعض هذه الأعمال نابضة بالحياة حتى الآن، ممثلة جزءاً من التراث الموسيقي والأدبي في تركيا وخارجها. ومن أهم الباحثين في هذا الكتاب، إيرا م. لابيدوس، الذي يتناول الصوفية في القرون الوسطى، ويوضح بدايات عملية بناء “التكايا”، مشيراً إلى عمق جذور الصوفية التركية، وكيف يتعذر فهم المصطلحات والأفكار الصوفية بمعزل عن جذورها العربيّة، وهكذا فإن بحث لابيدوس يضع المصطلحات الدينية الإسلاميّة في موقعها المناسب. أمّا مقال جمال كفادار فهو يحلل تأثير الصوفية في المجتمع التركي الحديث بالتوازي مع الحركة الصوفية في الإمبراطورية العثمانية، كاشفاً بذلك اللثام عن مناطق كانت مهملة من قبل في الدراسات الصوفية مثل دور المرأة، والدمج بين أكثر من طريقة صوفية، وهو يشرح أسباب تصدّر الطريقة المولوية لصورة الصوفية أمام العالم الخارجي، كما أنّ ملاحظاته تتعدّى فضاء الدراسات الاستشراقية المتعارف عليها، فهي تعتمد طرقاً علمية ترتكز على الدراسات الاجتماعية والتاريخية التي تنتهج الأسلوب الغربي. كما يظهر كافادار أن الصوفية تخترق بتأثيرها جميع جوانب الثقافة التركية الحديثة من شعر ولغة وسينما وموسيقى، لتبدو قوة ثقافية محرّكة في تركيا الحديثة. وهناك أيضاً الفصل الذي عقده كلاوس كريسر حول حياة الدراويش، وفيه يعرض معلومات مهمّة تتناول اليومي والمهمش فيها، متجاوزاً المعلومات التاريخية المحضة، وثمة مقال رايموند ليفشيز حول الفنّ المعماريّ في التكايا الذي يتقصى الاتساق والانسجام الداخلي الواضح في عمارة هذه التكايا. يعمل محرر الكتاب في نسخته الإنجليزية: رايموند ليفشيز، أستاذاً في فن العمارة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وله كتاب حديث بعنوان “فن العمارة.. رؤية جديدة” وقد قام بالإسهام في هذا الكتاب ما يزيد على سبعة عشر خبيراً في الثقافة العثمانية والتركية والصوفية، معظمهم يعمل في أهم الجامعات العالية. قام بترجم الكتاب إلى العربية المترجمة عبلة عودة، وهي أكاديمية ومترجمة فلسطينية، حصلت على شهادة الماجستير في اللغويات من جامعة باث – إنجلترا، وهي عضو مؤسّس في جمعية المترجمين واللغويين التطبيقيين الأردنيين، لها ترجمة منشورة بعنوان “مذاق الزعتر” صدرت عن مشروع “كلمة” 2010، وفازت بجائزة أفضل كتاب مترجم، التي تمنحها جامعة فيلادلفيا للعام نفسه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©