الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفجيران انتحاريان يدكان أخطر مقر استخباراتي بريف دمشق

تفجيران انتحاريان يدكان أخطر مقر استخباراتي بريف دمشق
10 أكتوبر 2012
سقط 100 قتيل وجريح على الأقل بهجوم انتحاري مزدوج الليلة قبل الماضية، مستهدفاً الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية بمدينة حرستا الذي يعد أكبر مركز للتعذيب بمنطقة ريف دمشق، وسط مخاوف جديدة على مصير مئات المعتقلين في أقبيته، الذين ما زال مصيرهم مجهولاً. وفيما تبنت “جبهة النصرة” المتطرفة الهجوم، لم يصدر تعليق من جانب الحكومة السورية على الهجوم بينما أفاد مصدر أمني سوري طالباً حجب هويته، أن القوات النظامية أحبطت المحاولة التفجيرية على الفرع رغم أن إحدى السيارتين المفخختين انفجرت بالقرب منه موقعة خسائر مادية كبيرة. وأوقعت أعمال عنف أخرى 160 قتيلاً منهم 105 مدنيين إضافة إلى 45 جندياً نظامياً و10 مقاتلين معارضين، في وقت سيطر فيه مقاتلو المعارضة على مجمل مدينة معرة النعمان الاستراتيجية بمحافظة إدلب التي تمر بها التعزيزات الحكومية في الطريق إلى جبهة حلب، بينما أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن القوات النظامية اقتحمت أجزاء كبيرة من حي الخالدية أبرز معاقل مسلحي المعارضة في حمص. وفي محافظة إدلب نفسها، تمكنت مجموعة من مقاتلي المعارضة من أسر نحو 50 عسكرياً نظامياً بينهم ضابط في منطقة داركوش. وقال مدير المرصد الحقوقي رامي عبد الرحمن “قتل عشرات الأشخاص في الهجوم المزدوج الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا” ليل الاثنين الثلاثاء، مشيراً إلى أن “مصير مئات السجناء المعتقلين في أقبية الفرع ما زال مجهولاً”. وكان المرصد أفاد أن انفجارين استهدفا الليلة قبل الماضية، “الرحبة 411 (وهي مركز صيانة للآليات العسكرية) وفرع المخابرات الجوية الواقع على أطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا”، تلتهما “اشتباكات استمرت حتى الساعة الأولى بعد منتصف الليل”. ووقع الانفجار الأول قرابة الساعة 20,30 ليل الاثنين، تلاه بعد نحو 20 دقيقة انفجار ثان أقل قوة. وأبدى عبدالرحمن خشيته على مصير المعتقلين في الفرع الذي يعد “أكبر مركز اعتقال بريف دمشق”، لا سيما “مع تكتم النظام على ما حدث”، محملا إياه مسؤولية كشف مصير هؤلاء. وقال إن النظام حول السير على الطريق السريعة حمص دمشق “لئلا يرى الناس ما جرى”. وفي حين لم يقدم المرصد أي تفاصيل عن عدد ضحايا الانفجار، توقع عبد الرحمن أن يكون الرقم “كبيراً جداً”. وتبنت “جبهة النصرة” المتطرفة الهجوم قائلة إن أحد الانتحاريين استخدم سيارة إسعاف مفخخة. وقالت “جبهة النصرة” إن الهجوم الذي نفذه إنتحاريين بسيارتين مفخختين، تلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، مبينة أن العملية جاءت “للثأر لمن ظلم أو قتل من المسلمين”. وسبق لـ”جبهة النصرة” المتطرفة أن تبنت عدداً من الهجمات التي استهدفت في مجملها مراكز أمنية وتجمعات للقوات النظامية، كان آخرها التفجيرات في ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب والتي أودت بحياة 48 شخصاً غالبيتهم من القوات النظامية. في حين أفاد مصدر أمني سوري طالباً عدم كشف هويته، أن القوات النظامية أحبطت المحاولة التفجيرية على الفرع رغم أن إحدى السيارتين المفخختين انفجرت بالقرب منه وأحدثت أضراراً مادية جسيمة، قائلاً إن ما جرى “كان إشارة إلى هجوم كبير الحجم من قبل الإرهابيين الذين كانوا يريدون السيطرة على الفرع، لكن بعد 5 ساعات من الاشتباكات تم صدهم”. ولم يشر الإعلام الرسمي السوري إلى الحادث. وفي بيان نشرته مواقع الكترونية لإسلاميين، قالت “جبهة النصرة” إن المسؤولين العاملين بالمجمع كان لهم دور رئيسي في الحملة الأمنية ضد الانتفاضة. وأشار البيان إلى أن المرحلة الأولى من الهجوم شملت “نسف المبنى بسيارة مفخخة محملة بـ 9 أطنان من المتفجرات يقودها انتحاري يدعى أبو ذر الشامي”. وأضاف “بعد 25 دقيقة، اقتحم الانتحاري أبو يحيى الشامي لينسف تجمع من بقي من عناصر الجوية ومن جاء لمددهم واسعافهم”. وأشار البيان إلى أن المرحلة الثالثة كانت عبارة عن “إمطار الموقع بعد التفجير الثاني بوابل من قذائف الهاون”. من جانبهم، أكد سكان ونشطاء أن الهجوم أحدث انفجاراً ضخماً وأعقبه تبادل نار. ويقود المخابرات الجوية اللواء جميل حسن وتتشكل أساساً من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. ولم ترد أنباء عما إذا كان حسن موجوداً وقت الهجوم. كما قالت صفحات “الثورة السورية” على الإنترنت أن “فرع المخابرات الذي تم استهدافه قد تم تدميره بشكل شبه كامل”. وفي تطور متصل، اقتحمت القوات النظامية أمس، حي الخالدية بحمص، بحسب التلفزيون السوري الرسمي، بينما أكد المرصد سيطرة المقاتلين المعارضين على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في إدلب. وقال مدير المرصد إن القوات النظامية “انسحبت من كل الحواجز الواقعة بمدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند أحد المداخل”، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها “كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب”. وجاء ذلك بعد معارك استمرت 48 ساعة. وفي شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، بدا حوالى 20 مسلحاً بعضهم وقف على دبابة راحوا يطلقون النار في الهواء ابتهاجاً. وقال صوت مسجل إن “كتائب والوية شهداء سوريا استولت على حاجز الدلة” في معرة النعمان بإدلب. ثم أضاف “هذه دبابتك يا بشار الأسد”. واستولى مقاتلو المعارضة على معرة النعمان في 10 يونيو الماضي، لكنهم انسحبوا منها في أغسطس تحت ضغط هجمات القوات النظامية. وباتت مجمل مناطق ريف إدلب خارج سيطرة القوات النظامية. وأوضح رامي عبد الرحمن أن “المناطق الواقعة شرق وغرب مدينة معرة النعمان هي بين أيدي الثوار”. وبدوره، أفاد التلفزيون الرسمي أن القوات السورية بسطت الأمن في أجزاء كبيرة من حي الخالدية وتلاحق فلول الإرهابيين في ما تبقى منه”. ويعد هذا الحي أحد أبرز معاقل المقاتلين المعارضين. وكان المرصد ذكر أن القوات النظامية تتقدم في الحي الذي تدور حوله معارك منذ أشهر طويلة، “لكنها لم تتمكن من الوصول إلى وسطه”. وقال الناشط أبو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة، إن الجيش النظامي “اقتحم جزءاً من الخالدية ولم يقتحم الحي بشكل كامل”. وأضاف “هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة إن تم الاقتحام الكامل”. في حلب، أفاد المرصد عن تعرض حيي طريق الباب والشعار شرق المدينة للقصف من القوات النظامية. كما تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط حي الصاخور (شرق) والحمدانية (جنوب غرب). ونقل مراسل فرانس برس عن أبو محمد، أحد سكان حي الشيخ مقصود (شمال)، قوله إن قذيفتين سقطتا على شركة خاصة لجمع القمامة “وادتا إلى قتل عاملين وجرح 4 اسعفهم أهل الحي بسياراتهم الخاصة وهم في حالة خطرة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©