الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العقاد يعشق مديحة يسري.. ومصطفى أمين يتزوج أم كلثوم في السر

العقاد يعشق مديحة يسري.. ومصطفى أمين يتزوج أم كلثوم في السر
21 أكتوبر 2013 20:45
أحمد السماحي (القاهرة) - لم تكن قصة حب وزواج الإعلامي والكاتب الصحفي عماد الدين أديب من الممثلة مروى حسين هي الأولى في زواج الصحافة والفن، فسبقه في بداية الستينيات الكاتب العالمي الكبير آرثر ميللر الذي تزوج من فنانة الأغراء الذائعة الصيت مارلين مونرو، وقبلهما كان العقاد يسبح في بحر الحب مع مديحة يسري، فقصص الحب والزواج في حياة نجوم الصحافة والفن بعضها اكتمل، والبعض الآخر ذهب أدراج الرياح من دون أن يكتمل، لكن لحظاتها السحرية ظلت بمثابة الأساطير التي لاتنسى، ومن فرط شفافيتها بقيت سطورها عالقة ومحفورة في ذاكرة العشاق. كانت آخر حب دق له قلب الأديب الكبير عباس محمود العقاد، وكان العقاد أول رجل شغل قلبها، عرفته وهي فتاة مراهقة، كان هو نجم نجوم المجتمع المصري آنذاك، فهو الكاتب الفذ والمفكر العملاق والسياسي البارع. وعلى الرغم من ذلك هربت من حبه، وتجاهلت رغبته في الزواج أكثر من مرة، كانت أمنيته أن يجعل منها أديبة مثل «مي زيادة»، وكانت أمنيتها أن تعمل في السينما، وتصبح مشهورة، اسمها الحقيقي «هنومة خليل»، واسمها الذي عرفها الناس من خلاله «مديحة يسري». دقة قلب العقاد قصتها مع الأديب الكبير عباس العقاد بدأت أحداثها في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث كان يطالع كعادته يومياً صحيفة «الأهرام»، وكان ذهنه مشغولا بأفكار تطارد خاطره، وظن أن مطالعة الصحيفة سوف تنتشله من انشغاله. لكنه ظل شارداً إلى أن وقعت عيناه على صورة فتاة سمراء صغيرة السن لا يميزها غير عينيها الواسعتين، توقف لحظة لكنه وجد نفسه مضطراً للنظر إلى صاحبة الصورة مرات ومرات. شيء ما في عينيها يشغله عن أفكاره، دق قلبه بعنف ظنها لحظة عابرة لكنه سرعان ما تأكد أنها لحظة عمر، أمسك الكاتب الكبير بالجريدة وقرأ الكلمات المكتوبة تحت الصورة، فعرف أن اسم صاحبة الصورة «هنومة خليل»، تلميذة في مدرسة التطريز بشبرا، مؤهلها الابتدائية، وتهوى التمثيل، كلمات بسيطة وعابرة لكنها خطفت قلب الأديب الكبير. ترك العقاد الجريدة وانصرف إلى عمله الأدبي لكن صورة الفتاة ظلت تطارده، نهض وارتدى ملابسه وخرج من دون هدف طاف بشوارع شبرا ربما رآها. وفي المساء حكى قصته مع الفتاة الصغيرة لتلاميذه، هبوا جميعاً يبحثون عن الجريدة التي نشرت الصورة، وفجأة صاح أحد التلاميذ « أنا أعرف هذه الفتاة يا أستاذ إنها جارتنا»، صمت الجميع، واتسعت عينا العقاد!. وأكمل التلميذ أنه سوف يخبرها بإعجاب المفكر الكبير بعينيها الواسعتين، لكن العقاد قاطعه باللهفة الطفولية نفسها، طالباً أن يراها، وجاءت «هنومة» إلى مجلس العقاد، ووجدها جميلة سألها عمن تقرأ لهم فارتبكت ولم تنطق!. سألها عن طه حسين؟! فأطرقت إلى الأرض صامتة، حدثها عن شكسبير فتثاءبت، سألها إن كانت تعرف العقاد فابتسمت وقالت له بصراحة لم أسمع باسمك إلا وأنا في الطريق إليك، من جارنا الأستاذ محسن. «بيجماليون مصر» وعلى الفور تذكر العقاد بطلة مسرحية «بيجماليون» لبرناردشو، لقد استطاع حبيبها المثقف أن يحولها من امرأة جاهلة ومغمورة إلى نجمة تجيد الثقافة كما تجيد الأنوثة. وقرر العقاد أن يجعل من «هنومة» «بيجماليون مصر»، وبالفعل بدأ معها من الصفر، علمها ألف باء الثقافة والحياة، ووقع الأستاذ في حب التلميذة، وقفزت الفتاة السمراء لتحتل في قلب العقاد مكان مي زيادة، وسارة. وأحبت هنومة العملاق، وبدأت تنتظر مواعيده، لكن حبها للسينما وللشهرة والأضواء كان أقوى من أي حب، ولأن لكل حب فاتورة، بدأت سمراء شبرا تدفع فاتورة حبها للعقاد من أعصابها، بعد أن بدأ يضيق عليها الخناق ويحاصرها. ويراقب حركاتها، ويتتبع خطواتها، كانت تذهل من أنه كان يعرف كل شيء عنها، بدأت تشعر أن كل خطواتها محسوبة وكل كلماتها مراقبة، وكل حركاتها موضع سؤال أو تحقيق، كان يريد منها أن تلزم بيتها ولا تخرج منه إلا لتذهب إليه. وكانت تعشق الخروج والانطلاق مع زميلاتها الطامحات إلى الفن، كان يطلب منها أن تقرأ دواوين الجاحظ والبحتري وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي، وكانت تطلب منه أن يسمع أم كلثوم وعبدالوهاب وفتحية أحمد وعبد اللطيف البنا، وغيرهم. حلم السينما وفي أحد الأيام قرأت مديحة يسري، أن أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب تبحث عن وجوه جديدة، وأفهمت العقاد أنها ذاهبة لتزور خالتها، بينما ذهبت إلى مكتب عبد الوهاب، وتم قبولها في الفيلم الجديد، واتصلت بالعقاد تليفونياً، وقالت له سوف أشتغل بالسينما، أخيراً حلمي سيتحقق. قال لها: أنت مجنونة كيف تعملين بالسينما؟! تعالي عندي!. فقالت له: لا لن أعود أبداً. وانفجر العقاد فيها لكنها أغلقت الهاتف وذهبت إلى الدنيا الجديدة، ومثلت أمام عبد الوهاب الذي غنى لها «بلاش تبوسني في عينيه»، وغيرت اسمها إلى مديحة يسري، وكتب فيها العقاد قصيدة شهيرة، قال في مطلعها «خوني فأنت أحلى من الوفاء». كما طلب من صديقه الرسام المعروف صلاح طاهر أن يرسم صورة لها والذباب يغطي وجهها، إشارة إلى الوسط الفني الذي انغمست فيه. وبقي العقاد يحبها من بعيد يتتبع أخبارها، ويبحث عن صورها في المجلات، فإذا وجد صورتها مزقها وداسها بقدمه، وإذا لم يجد صورتها عاد يقلب المجلة من جديد، ثم يتطلع إلى صورتها المعلقة والذباب يغطي وجهها، ويبتسم في شماتة! زواج أم كلثوم ومصطفى أمين‏ كانت أم كلثوم تمثل فيلم‏ «فاطمة‏›» الذي كان بالمصادفة آخر أفلامها السينمائية بتأثر شديد، لدرجة أنها في أحد المشاهد الذي تستعطف وترجو فيه أنور وجدي أن يعترف بزواجها بكت بدموع حقيقية‏،‏ ولم يكن أحد يدري أنها تشعر بكل حرف تنطق به‏،‏ لأنها على أرض الواقع تعيش أحداثاً مشابهة‏،‏ حيث كانت متزوجة سراً في ذلك الوقت من الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين‏،‏ واستمر هذا الزواج عشر سنوات من عام ‏1942‏ إلى ‏1952،‏ حتى كشف عنه‏ سمير خالد إبراهيم‏ ابن الشيخ خالد شقيق أم كلثوم عام ‏2000‏ في جريدة «الأهرام»،‏ حيث قال لقد نشأت مع عمتي أم كلثوم في بيتها بالزمالك‏،‏ وأذكر أن والدي وافق على زواجها من أحد كبار الصحفيين‏،‏ ولم يذكر اسم الصحفي الكبير‏،‏ حتى كشف عنه الكاتب الصحفي الراحل رجاء النقاش في مقال عن علاقة أم كلثوم بالكاتب الكبير مصطفى أمين، حيث قال‏:‏ كانت أم كلثوم في رحلتها الطويلة الشاقة بحاجة إلى من يقف إلى جانبها ويساندها ويساعدها على مواجهة أي مصاعب تعترض حياتها‏،‏ وفي هذه الظروف التقت مصطفى أمين‏،‏ فوجدت فيه شخصية قوية وقادرة على أن تقوم بدور أساسي في حياتها‏،‏ فقد كان مصطفى أمين في الأربعينيات من ألمع شباب مصر‏،‏ ومن عائلة أرستقراطية تمت بصلة قرابة إلى الزعيم سعد زغلول وزوجته صفية زغلول أم المصريين‏،‏ وتعلم في أميركا مع شقيقه الصحفي الكبير علي أمين‏،‏ وقد أنشأ هو وشقيقه جريدة‏‏ «أخبار اليوم‏» عام ‏1944،‏ وشاركت أم كلثوم بأموالها في إنشاء هذه الجريدة، كما ذكر مصطفى أمين نفسه مراراً‏،‏ وأثناء تأميم‏ «أخبار اليوم‏»‏ عام ‏1960،‏ وأثناء التفتيش في مكتب مصطفى أمين وقعت في يد مسؤول كبير بعض الأوراق الخاصة بصاحب المكتب‏،‏ ووجد من بين هذه الأوراق عقد زواج رسمياً‏،‏ وليس عرفياً بين مصطفى أمين وأم كلثوم‏،‏ كما وجد مجموعة رسائل تخاطبه فيها بقولها‏ «زوجي العزيز»،‏ وحمل المسؤول الكبير هذه الأوراق على الفور، وقدمها كما هي إلى الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان يحب أم كلثوم ويحترمها ويعتبرها قيمة وطنية عالية ولم يكن يتهاون في الدفاع عنها‏،‏ وتكريمها وحمايتها من أي محاولة للإساءة إلى مكانتها أو المساس بمشاعرها‏،‏ لذلك أمسك عبد الناصر بقسيمة الزواج ونظر إليها وابتسم من دون أن يعلق بشيء‏،‏ ثم وضعها في جيبه‏،‏ ومن يومها لم تظهر هذه الأوراق على الإطلاق، ولم يطلع عليها أحد‏،‏ واعتبر جمال عبد الناصر زواج أم كلثوم من مصطفى أمين شأناً خاصاً‏،‏ لا يجوز لأحد أن يتدخل فيه‏.‏
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©