الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفل يستمتع بأداء مهامه اليومية

الطفل يستمتع بأداء مهامه اليومية
15 أكتوبر 2015 22:35
خورشيد حرفوش (القاهرة) يتفق خبراء تربية أن قدرة الفرد على تحمل المسؤولية تبدأ من الطفولة المبكرة، وعلى الأم تقع مسؤولية جعل الطفل يستمتع بأداء واجباته الشخصية والمنزلية، ويعتمد على نفسه، فيحاول إنجازها حتى يكتسب ثقته في نفسه مبكراً. وعلى الأم أن تفهم أن الطفل يحس بأن ارتداء ملابسه بنفسه أو ترتيب الأشياء أعمال مثيرة يقوم بها الكبار، وإذا نجح أبواه في تشجعيه، فيستمتع كلما كبر بإنجاز أعمال تحتاج مهارة أكبر، لأنه سيكتسب الخبرة والثقة في النفس، شرط أن ينجحا في تفادي نظرة الطفل إلى الأعمال المنزلية على أنها شيء غير مستحب، وألا يكلفاه بأي مهام، وهما في حالة غضب، حتى لا يتكون لديه رفض داخلي لما يطلب منه. أهمية التذكير حول كيفية تنمية الوالدين إحساس الاستمتاع بأداء المهام اليومية لدى طفلهما، تقول شذى مخلوف، اختصاصية نفسية بمركز لرعاية الأمومة والطفولة: «إنه لا ينبغي أن نتوقع من الطفل أن يكون مسؤولاً مسؤولية مطلقة عن أداء واجباته الشخصية بنفسه حتى حين يبلغ الخامسة عشر، فمعظم البالغين يمرون قي فترات من انعدام الشعور بالمسؤولية، ومن ثم كان لا بد من تذكير الطفل بواجباته من حين لآخر، وعلى الوالدين أن يتشبثا بالصبر، ويجعلا تذكير الطفل بواجباته جزءاً من واجباتهما تجاهه، شريطة أن يتم ذلك بود ولطف وهدوء وكأنهما يخاطبان شخصاً بالغاً؛ فالنكد والعصبية والصراخ من شأنه أن يقتل الشعور بالثقة والاعتزاز بالنفس لدى الطفل عندما ينجز الأعمال التي وكلت إليه، ويفضل أن يكلف الطفل بتلك الأعمال التي يتبرم منها أحياناً بإشراك أحد الوالدين أو أي فرد في الأسرة، حتى تثار حماسته، وبالتالي يستمتع بعمله». ضبط النفس حول أهمية ضبط النفس، تقول: «يجب ألا تنزعج الأم إذا حاول ابنها في عمر الثانية ارتداء ثيابه بنفسه أو حاول تسريح شعره من دون تدخل الأم، ولا يجب أن تنفعل، وهي تتعجل الخروج لأمر عاجل، فضبط النفس، والسيطرة على الغضب مهم للغاية في تلك الأثناء، وهناك خبرات عديدة يكتسبها الطفل يومياً من أمه، وتحتاج إلى كثير من الكياسة والصبر واللباقة والمداراة. فالطفل في سن الأربع سنوات مثلاً يرفض تدخل الأم في أشياء كثيرة خاصة به، وإن حدث، فإنه يغضب، وقد يفقد الاهتمام في عمل تلك المهام. وإذا تركته الأم وشأنه فإنه قد يفشل، وهذا الفشل يثبط عزيمته، لذا عليها أن تكون قريبة منه لتقديم المساعدة إن لزم الأمر، ومن الأهمية أن توجهه بلباقة حتى يتم ما يريد القيام به. ما سيشعر الطفل أن أمه معه وليست ضده». لبنات السلوك حول الشكوى من التزام الطفل بأداء مهامه، تقول: «قد تشكو الأم أن ابنها البالغ لا يتعلم النظام، ونسيت أنها لم تشجعه على ذلك منذ الصغر. فمن الأهمية أن تعي الأم كيف تضع لبنات السلوك لدى أبنائها في وقت مبكر، منذ المرحلة التي كان يبعثر فيها قطع المكعبات، واللعب، والدمى في أرجاء البيت. عندها يجب على الأم أن تذكره بعد اللعب أن جمع وترتيب تلك الأشياء الجميلة سيحفظها من التلف، وأن كل شيء يبقى جميلاً لو بقي مكانه، وقد تطلب منه وتشاركه أن يفعلا ذلك سوياً أو تذكره بأن يضع ملابسه في مكانها، وأن تحرص هي أن يتعلم منها ذلك. وإذا ما أرادت أن تعوده أن يفرش أسنانه قبيل النوم، فيمكن أن تطلب منه أن يشعل أضواء الحمام حتى تتمكن من تفريش أسنانها، وتجعله يشاهدها بنفسه، ولا بأس أن تشجعه أن يقوم بذلك، فالطفل بطبيعته مقلد جيد، وسرعان ما يطلب منها ذلك، ومن الأهمية أيضاً أن تذكره أن ينجز العمل نفسه يومياً». حذار من الإلحاح تحذر شذى مخلوف، أخصائية نفسية بمركز لرعاية الأمومة والطفولة، الأمهات من اتباع أسلوب الإلحاح، وتقول: «الأم التي دأبت على إيقاظ طفلها المتأخر عن موعد الروضة أو المدرسة، منذرة وموبخة، وملحة عليه أن يسارع إلى الاغتسال وارتداء ملابسه، عليها أن تتذكر أن الطفل الكسول لم يولد هكذا، وأنه تحول إلى هذه الحالة شيئا فشيئا بسبب الإلحاح والزجر الدائم، فغالبا ما يسمع الطفل عبارات «عَجل.. إنه غذاؤك»، كم مرة قلت لك ارتد ملابسك بسرعة»، «كم مرة قلت لك نم مبكرا؟» ومثل هذه الجمل تولد طفلا عنيدا، وبالتالي تتكرس لديه صفتا العناد والكسل، ويكرر ما يفعله، وتدور جميع الأطراف في حلقة مفرغة، لأن هذا النموذج من الأمهات غالبا ما يكون من النمط الذي يفقد صبره بسرعة، أو تحدوه رغبة ما للسيطرة، ويفوتها أنها تجرد طفلها مبكرا من القدرة على أخذ زمام أموره بنفسه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©