السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروبات الطاقة تدس سم الموت في عسل زيادة النشاط

مشروبات الطاقة تدس سم الموت في عسل زيادة النشاط
21 أكتوبر 2013 20:38
رغم المخاطر الناجمة عن تناول مشروبات الطاقة، التي تروج لنفسها بأنها قادرة على تزويد الجسم بجرعات من الطاقة التي تؤهله لمزيد من السهر والقدرة على بذل مجهود بدني وذهني مضاعف؛ فإن الإدمان عليه من قبل الشباب والأطفال في تزايد، في ظل تساهل الآباء مع أبنائهم والسماح لهم بشرب هذه المواد بمختلف أنواعها. تناقلت مواقع تواصل اجتماعي وجرائد خبر وفاة مراهق كويتي يبلغ من العمر 16 سنة، إثر تناوله ثلاث علب من مشروب طاقة، وكشف هذا الخبر الستار عن المخاطر الكامنة وراء تناول مشروبات الطاقة، التي يدمن عليها العديد من الشباب حول العالم رغم التحذيرات والدراسات. وكان الشاب يجالس مجموعة من أصدقائه في ديوانية؛ فدخل في تحد معهم بمقدرته على شرب ثلاث علب من أحد مشروبات الطاقة الشهيرة، ما أدى إلى إصابته بهبوط في الدورة الدموية ومن ثم وفاته. خطر حقيقي للتعليق على أضرار ومخاطر مشروبات الطاقة على صحة الأطفال والشباب، قال استشاري أمراض وجراحة القلب الدكتور عبد الله النعيمي: إن تناول هذه المشروبات في تزايد، خاصة من قبل الشباب، بارتفاع نسبة الذكور عن الإناث، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من المراجعين يأتون للعيادة يشتكون من تسارع نبضات القلب وبمعرفة السبب والتاريخ المرضي يتضح أن تناول مشروب الطاقة سبب في بعض الحالات. وأضاف النعيمي: «هناك مشكلة تواجهنا، وخاصة تلك المرتبطة بالذين يتناولون مشروب الطاقة، ويعانون من ارتفاع في دقات القلب، بحيث قد يكون التسارع خفيفاً أو قوياً، وقد يصل أحياناً إلى 200 نبضة في الدقيقة وهذا مؤشر خطير». وأضاف النعيمي، تعليقاً على وفاة الشاب الكويتي، نتيجة تناوله ثلاث علب من مشروب طاقة: إن «التسارع في نبضات القلب، قد يكون قاتلاً أحياناً، ويحتاج من صاحبه مراجعة العيادة المختصة، وهنا قد لا ينتبه الأخصائي لسبب هذا التسارع، ويغفل جانب تناول مشروب الطاقة». ومن التجارب التي مرت على النعيمي حالة لأحد الأشخاص، الذي يقطع مسافة 150 كلم نهاية الأسبوع ليصل إلى أبوظبي؛ فقرر شرب علبة من مشروب طاقة لزيادة نشاطه وإعلاء طاقته، ما أدى إلى حرمانه من النوم، كما وجد دقات قلبه تتسارع إلى أقصى حدها في الدقيقة، وعند مراجعته للعيادة لم يسألوه أبدا عن تناول مشروب الطاقة، الذي لم يأت ضمن البيانات المطلوبة لمعرفة السبب. وأشار النعيمي إلى أن متناولي هذا المشروب ينقسمون إلى قسمين؛ منهم من هو مريض بالقلب، ومنهم من لا يعاني من أي مرض، موضحاً أن الذين يشتكون من انسداد في الشرايين، أو يشتكون من أمراض قلبية وراثية، والذين من المفروض أن تتراوح دقات قلبهم بين 120 إلى 130 نبضة في الدقيقة، عندما يتناولون هذا النوع من المشروبات قد يتسبب لهم في مضاعفات، وقد يؤدي أحياناً إلى الموت، أو قد يصابون بالجلطة أو الذبحة الصدرية الكبيرة. وأضاف: «معظم الأدوية التي يصفها أخصائيو القلب للمريض تعمل على تقليل دقات القلب في الدقيقة لتصل إلى 70 دقة، وبتناول مشروب الطاقة فإن النتيجة تكون عكسية، ففيما يعمل الدواء على تقليل دقات القلب يقوم مشروب الطاقة برفعها إلى أعلى مستوى». جهل بالمضاعفات حول تجربة أبنائه مع مشروبات الطاقة، قال محمد سعيد، أب لأربعة أبناء: إنه لم يكن يعلم بمخاطر مشروبات الطاقة، بل كان يضعه في يد ابنه ما جعله يدمن عليه، لافتا إلى أن أبناءه وأصدقاءهم لا يحبون هذا المشروب فقط، بل يفضلونه على المشروبات الأخرى. ويضيف: «في البداية كنت أتدخل في تحديد عدد العلب التي يشربونها أما الآن فيصعب علي ذلك خاصة أنهم يتناولونها خلال نزهاتهم مع أصدقائهم وتزيد نسبة ذلك أثناء فترة الامتحانات ظنا منهم بأنها تساعدهم على التركيز». من جهته، قال الشاب سلطان علي إنه لا يتصور حياته من دون مشروب الطاقة فقد تعود عليه، موضحا أنه يشرب في اليوم بمعدل أربع علب بشكل متفرق وليس دفعة واحدة. وأشار إلى أنه يزيد هذه الجرعة أثناء ممارسته للرياضة، مضيفاً: إنه أحياناً يتناول المشروب مقروناً ببعض المشروبات الأخرى كالقهوة أو بعض الأدوية ما يشعره بتسارع دقات قلبه. وقالت شيخة أحمد: إنها دأبت على شرب «فيتامين سي» برفقة صديقاتها منذ صغرها، مؤكدة أنها توقفت عن ذلك بعد فوات الأوان، إذ أصبحت قليلة النوم، ويصيبها الأرق بعد شربه. وأكدت أنها راجعت أحد الأطباء وسألها عن المنبهات التي تتناولها في محاولة لمعرفة سبب ذلك فأرجع الموضوع مبدئيا لإدمانها على تناول مشروبات الطاقة. ويشار إلى أن العديد من الدراسات حذرت من الأضرار الناجمة عن تناول مشروبات الطاقة. وأرجع الباحثون هذه الأضرار إلى احتوائها على كميات كبيرة من السكر والسعرات الحرارية، التي تعمل على زيادة الوزن، متهمين مصنعي هذه المشروبات بتضليل المستهلكين حول الفوائد الصحية الجمة لها، ودورها في رفع الطاقة، إلا أنها قد تتسبب فيما يعرف بانتفاخ خلايا المخ المؤقت. وتشير إحصاءات إلى ارتفاع مبيعات مشروبات الطاقة بالسوق البريطانية بنسبة 10% بقيمة مليار جنيه إسترلينى، حيث قام البريطانيون بشرب نحو 440 مليون لتر من هذه المشروبات سنويا وفق أحد المواقع الاجتماعية. تحذيرات خبراء عمر الإنسان يتلاءم مع عدد نبضات قلبه في الدقيقة الواحدة. في هذا الإطار، قال الدكتور عبدالله النعيمي: «إذا عمل الشخص على زيادة دقات قلبه، التي تنجم عن عدة أسباب، منها التوتر والقلق وضغط العمل وتناول مشروبات الطاقة والمنبهات فإنه يقلل من عمره وينقصه، بدلالة أن أطول الحيوانات عمرا هو السلحفاة، التي تعيش أكثر من 300 سنة لا تزيد دقات قلبها على 15 نبضة في الدقيقة، بينما الخفاش، الذي تصل دقات قلبه إلى 200 نبضة في الدقيقة فإنه عمره لا يزيد على أشهر»، لافتا إلى أن أكبر سبب لتسارع دقات القلب عدم ممارسة الرياضة. ويوضح أن الكسول الذي لا يمارس أي نشاط بدني تصل دقات قلبه إلى 90 دقة في الدقيقة، بينما معدل دقات إسماعيل مطر مثلاً 50 نبضة في الدقيقة فقط، ما يجعل الخطورة مرتفعة عند الذين يتناولون هذه المشروبات إلى جانب عدم ممارسة أي نشاط حركي، ما يجعلهم عرضة للسكتة القلبية وللجلطة وأحياناً للوفاة نتيجة الإفراط في تناول مشروبات الطاقة إلى جانب المنبهات. وتوصل باحثون أستراليون إلى أن تناول علبة من مشروب الطاقة يومياً يمكن أن يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وحذروا من كون مشروب الطاقة يزيد من لزوجة الدم، ويفاقم خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. إلى ذلك، ?قال الأخصائي في أمراض القلب في مستشفى «إديلايد الملكي» بأستراليا الباحث الدكتور سكوت ولوفبي: إنه «بعد ساعة على تناول مشروب «ريد بول» تتوقف أجهزة الدم عن العمل بشكل طبيعي»، مضيفا: إن هذه العوارض يمكن توقعها عند المصابين بالأمراض القلبية الوعائية. ?وأكد أنه يشعر بالقلق إلى درجة أنه امتنع عن تناول هذا المشروب خشية خطره عليه بسبب احتوائه على نسبة مهمة من الكافيين. فعالية الجهاز العصبي أكدت دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية، أن مشروب الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبي، وأن تناول هذه المشروبات المشبعة بالكافيين يتسبب في حالة من الإدمان وحدوث اضطرابات نفسية، إضافة إلى ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الجسم، ما يؤدي إلى حصول نزيف في الأنف أو ما يعرف باسم «الرعاف المزمن» والنوبات القلبية، نتيجة زيادة كميات الدم التي يتم ضخها من وإلى القلب. ويذكر أن بعض الدول مثل النرويج وأورجواي والدانمارك حظرت بيع مشروبات الطاقة بسبب أخطارها الصحية المحتملة. فئة الشباب ظهر مشروب الطاقة للمرة الأولى في الولايات المتحدة عام 1977، واتسع انتشاره كمنتج يسوق على أنه يعمل على رفع مستويات النشاط الذهني والجسدي، حتى وصل إلى أكثر من 500 علامة تجارية مختلفة في عام 2006. ويستهدف هذا المنتج فئة الشباب من عمر 18 إلى 35. وحذرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية في تقرير صدر عام 2007 من أن بعض الشركات المنتجة له تروج للمنتج على أنه بديل قانوني للمخدرات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©