الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"الفيزا" الأميركية تؤرق رجال الأعمال

"الفيزا" الأميركية تؤرق رجال الأعمال
15 فبراير 2007 01:10
إعداد - محمد عبد الرحيم: خطط ديمتري سيمرنوف، مدير المبيعات في موسكو في الصيف الماضي لحضور مؤتمر في مدينة نيويورك برعاية شركته المخدمة ''هيلمس بريسكو'' الأميركية الأصل المتخصصة في مساعدة الزبائن على حجز قاعات الاجتماعات· ومن أجل الحصول على التأشيرة تمكن سميرنوف من الحصول على موعد مع السفارة الاميركية قبل أربعة أسابيع من الاجتماع لإجراء مقابلة شخصية وهو المطلب الذي تم رفضه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر· وبمجرد انتهاء المقابلة أصيب سميرنوف بحالة من العصبية والإحباط، وقال: ''السفارة تريد الاحتفاظ بجواز سفري أثناء فترة اكتمال إجراءات الفيزا لكنهم في الوقت نفسه لا يضمنون الحصول عليها لذا فقد قررت إلغاء الرحلة''· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تربيون'' فإن سميرنوف ليس التنفيذي الوحيد الذي تحول الإجراءات الصارمة أمام دخوله للولايات المتحدة الأميركية فجموع المسافرين من رجال الأعمال في الاقتصاديات الناشئة مثل الهند والصين وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية جميعهم يتطلب منهم الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة ''علماً بأن المواطنين في أوروبا الغربية وكندا واستراليا واليابان وسنغافورة لا يحتاجون إلى تأشيرة للزيارة لفترة أقل من 90 يوماً'' بينما يشتكي العديد منهم من أن صعوبة الإجراءات قد وقفت حائلاً أمام القيام بالرحلة· ويشير لويس جوميز هيرنانديز مخطط ومبرمج الاجتماعات في مدينة مونتيري في المكسيك إلى أنه درج على جلب مجموعات تتألف من 30 او 40 شخصاً الى الولايات المتحدة أربع مرات سنوياً لكنه توقف عن أداء هذه الاعمال في عام 2003 بسبب صعوبة الحصول على الفيزا، إذ يستغرق الأمر وقتاً يصل إلى ثلاثة أشهر للحصول على موعد للمقابلة الشخصية في السفارة أو القنصلية وأسبوعين إضافيين على الأقل للحصول على التأشيرة· وكما يقول ''بل إن ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط يحصلون عليها من مجموعة تضم أربعين شخصاً''· وذكر جوميز بأنه اتجه الآن لتسفير الجماعات الراغبة في الذهاب إلى كندا التي لا تحتاج إلى تأشيرات من المواطنين المكسيكيين·· وفي نوفمبر المنصرم أجرت جمعية ''ديسكفر أميركا'' الخاصة بالتنفيذيين في صناعة السفر مسحاً لأكثر من ألفي مسافر دولي خلص إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أقل الدول ترحيباً بالمسافرين الدوليين في العالم فيما صنف 2 في المئة فقط من الأشخاص الذين تم استبيانهم كندا كأسوأ دولة في هذا المجال· ويقول جيوف فريمان، المدير التنفيذي لاتحاد صناعة السفر العالمي: ''نحن أمام دولتين متجاورتين يتشاركان الحالة الثقافية نفسها وكلتاهما مهددة بالإرهاب إلا أن إحداهما فيما يبدو قد اهتدت إلى طريقة توازن بها بين الظروف الأمنية وعملية الدخول بشكل أكثر جذباً للمسافرين الدوليين''· وأضاف: ''بالنسبة لمسألة الأمن فإذا لم يتمكن الأشخاص من الدخول بعقد الاجتماعات أو شراء المنتجات الأميركية المرغوب فيها واختاروا ممارسة الأعمال التجارية مع دول أخرى فإن هذا الأمر يعتبر تهديداً خطيراً للاقتصاد الاميركي''· وعلى كل فإن المسؤولين في الحكومة الاميركية يصرون على أن العملية بدأت تشهد تحسناً كبيراً في السنوات الأخيرة اذ تقول مورا هارتي مساعدة وزير الخارجية للشؤون القنصلية: ''إن التغيرات الخاصة بمتطلبات الدخول التي قمنا باضافتها بعد الحادي عشر من سبتمبر جاءت بسرعة أكبر من طاقتنا في التعامل· لكننا بدأنا الآن في تسريع الخدمة بالنسبة لتأشيرات رجال الأعمال في كل قنصلية وسفارة أميركية في جميع أنحاء العالم''· وأشارت هارتي أيضا إلى أن 29 في المئة فقط من الأشخاص الذين تم استبيانهم في المسح الذي أجرته جمعية ''ديسكفر أميركا'' تقدموا بطلبات للفيزا في غضون فترة الـ 18 شهراً الماضية· وأضافت: ''أحث الأشخاص الذين لم يتقدموا بطلب للفيزا في السنوات القليلة الماضيين أن يعودوا إلينا مرة أخرى وسوف يجدون معاملة لائقة''· ولا يتفق ان جاري شابيرو، الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد اليكترونيات المستهلك، مع هذا الرأي حيث ذكر بأن معرض السلع الالكترونية للمستهلك الذي نظمه الاتحاد في الشهر الماضي في لاس فيجاس حضره 24 ألف زائر فقط من خارج الولايات المتحدة من مجموع 140 ألف شخص وجهت لهم الدعوة· وقال شابيرو: ''ربما كنا قد استضفنا عدد يصل الى 40 ألف شخص اذ لم تكن اجراءات التأشيرة تنطوي على هذا الكم من التحديات''· وذكر شابيرو بأنه مارس ضغوطاً على الحكومة في هذه المسألة قبل أن يشير إلى أن الحضور الأجانب وصفوا عملية اجراءات الفيزا بأنها ''مُذلة''· ومضى يقول ''تخيل أنك قبل أن تسافر إلى أي مكان سوف يتعين عليك أيضا السفر إلى مدينة أخرى للحصول على وثيقة للتأشيرة وتقف في صف لساعات طويلة وتذهب إلى البنك للحصول على كشف حساب بصافي دخلك ثم تدفع مبلغ 100 دولار وتنتظر لمدة شهرمن دون شرح أو توضيح· وأضاف: أن ''سياسات الفيزا محبطة للأعمال التجارية الدولية في الولايات المتحدة وتمنح الدول الأخرى ميزات تفضيلية وتنافسية على حساب اقتصادنا''· وفي نوفمبر الماضي، خلصت شركة يورو مونيتر انترناشونال المتخصصة في بحوث السوق في لندن إلى أن عدد الشركات والأعمال التجارية التي دخلت الولايات المتحدة الاميركية قد تراجع بنسبة 10 في المئة من عام 2004 إلى 2005 بينما شهدت أوروبا نمواً في عدد الواصلين بمعدل 8 في المئة في الفترة نفسها· أما في الشهر الماضي فقد اجرت جمعية سفر التنفيذيين في المؤسسات والشركات بولاية فيرجينيا استبياناً لاعضائها غير الأميركيين الذين درجوا على السفر إلى الولايات المتحدة لأداء أعمال تجارية· وكشفت الدراسة أنه على الرغم من تذمر معظمهم من سياسات السفر في أميركا خاصة صعوبة الحصول على التأشيرة إلا أنهم أشاروا إلى أنهم سوف يستمرون في القدوم إلى أميركا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©