الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المشهد الشعري المغاربي في دائرة الضوء

14 فبراير 2007 02:12
القاهرة - حلمي النمنم: لا توجد أضواء ساطعة يمكن من خلالها رصد المشهد الشعري في بلاد المغرب العربي·· ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا·· هناك تركيز أكبر على الأدب الروائي المغاربي ونعرف اسماء كبيرة في هذا المجال·· كما أن هناك تركيزا واضحا في الفترة الأخيرة على الفن المغاربي من تمثيل وغناء واخراج وكتابة سيناريو لكن الشعر المغاربي مازال منطقة مجهولة ومظلمة الى حد ما بالنسبة للمواطن العربي· ولهذا خصص معرض القاهرة للكتاب إحدى ندوات مقهاه الثقافي لإلقاء الضوء على الحركة الشعرية في المغرب العربي· تحدث في الندوة د· أحمد الحمدي وهو شاعر وناقد من الجزائر ممن سماهم جيل المؤسسين للشعر العربي في الجزائر مثل حفني زكريا وآخرين وقبل هذا الجبل كان هناك الشاعر المجاهد الأمير عبدالقادر الجزائري فقد كان شاعرا وكان هذا الجيل يسير على التقاليد العربية في الشعر من حيث العبارات القوية والقصيدة العمودية الى أن تحقق الاستقلال فبدأ الشعر يقترب من الواقع ومن حياة الناس ومنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي بدأت موجة كبيرة من الشعراء والآن هناك ما يسميه استسهال شعري في الجزائر فمع تعدد وسائل النشر وقلة النقد صار الشعر ينشر وفيه الغث والسمين والصالح والطالح لكن في العموم فإن المشهد الشعري الجزائري في تطور وديناميكية· التجربة الجزائرية وتوقف الشاعر الجزائري سمير سطوف أمام المشهد الشعري في بلاده لحظة قيام ثورة التحرير اذ أخذ الشعر طابع التحريض المباشر واستمر هكذا الى ما بعد الثورة وظل حتى مطلع الثمانينيات لدى عدد من الشعراء فلم يدرك هؤلاء أن الثورة حققت أهدافها وبعد الاستقلال كان الشعر الملتزم هو السائد وكانت القصائد تتحول الى ما يكاد يكون بيانا سياسيا وتقيد الشعراء بحرفية الالتزام المرتبط بالقضايا الوطنية السياسية فقط بينما قصائد الغزل مثلا يمكن أن يكون فيها التزام وقد تم تجاوز ذلك فيما بعد ومنذ مطلع الثمانينيات ظهرت أصوات شعرية متطورة من الرجال والنساء من حيث الأشكال الشعرية فصار هناك الى جوار القصيدة العمودية والشعر الحر قصيدة النثر والشكل ليس هو الفيصل في القصيدة فحين يكون الشعر شعرا يفرض نفسه على المتلقي والناقد· وتوقف سطوف أمام أسماء بعينها من الشعراء والشاعرات في الجزائر مثل سليمة رحال ونصيرة حمدي وعياش يحياوي وهؤلاء يكتبون شعرا راقيا· التجربة الليبية الكاتب الليبي أمين مازن رئيس رابطة الكتاب الليبيين سابقا ومستشار وزارة الإعلام والثقافة حاليا تحدث عن التجربة الليبية في الشعر مؤكدا أنها كانت جزءا من الحركة الشعرية العربية في القرن التاسع عشر وتأثرت بالموجات والتجارب التي كانت ترد الى ليبيا من القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت ومثلما كان هناك البارودي وشوقي وحافظ في مصر كان هناك رفيق المهدي ومصطفى بن ذكري وآخرون في ليبيا قدموا نصوصا متميزة وحداثية حتى إن عباس العقاد اطلع على هذه النصوص خاصة أشعار رفيق المهدي وأشاد بها وقدم رؤى نقدية مهمة حولها· الأدب الموريتاني الشاعر الموريتاني محمد أحظانا الحائز على جائزة الدولة التقديرية في الأدب بموريتانيا توقف أمام التجربة الموريتانية في الشعر قائلا إنه يمكن النظر اليها في إطارها المغاربي باعتبار ان موريتانيا من بلاد المغرب العربي ويمكن النظر اليها في بعدها العربي لأن موريتانيا بلد عربي كما يمكن تأملها في البعد المصري لأنها تأثرت بالتجربة والشعراء المصريين· والبداية عنده من كتاب صدر في القاهرة عام 1911 بعنوان ''الوسيط في تراجم أدباء شنقيط'' وغطى الكتاب القرون الثلاثة السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر وتلك كانت فترة ازدهار شعري وكانت هناك عودة للشعر العباسي وشعر صدر الاسلام بل والشعر الجاهلي وكانت هناك معارضة شعرية للقصائد الجاهلية وقامت مساجلات شعرية على غرار الفرزدق وجرير بينما في مصر وبلاد الشام لم تحدث عودة الى القصيدة العربية القوية الا في القرن 19 اي ان موريتانيا لم تعرف ما يسمى شعر الانحطاط او فترة الانحطاط الشعري التي سادت منذ العصر المملوكي واشتدت في العصر العثماني وربما كان السبب انها بلاد مرتحلة وربما يكون الشعر العربي الوحيد المرتحل هو الشعر الموريتاني· ويتوقف أمام الشاعر أحمد عبدالقادر ويصفه بأنه الأبرز في شعراء موريتانيا اذ يكتب من الستينيات والى اليوم وتناول كل القضايا في أفكاره وهو يكتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وهناك الآن حركة شعرية كبيرة ونشطة في موريتانيا ونشر بعض الشعراء الموريتانيين أشعارهم في القاهرة وفي بيروت مثل خديجة بنت عبدالحي· الشعر التونسي عبدالكريم الخالقي -رئيس اتحاد الكتاب في تونس فرع بنزرت- بدا متمردا على الندوة وعلى زملائه فقد تحدث كل واحد منهم عن الشعر في بلده ولم يتحدثوا عن الشعر في المغرب العربي اجمالا، وهكذا فقد قاموا بتجزئة المجزأ اصلا وركزوا على الشعر العربي دون أن يتنبهوا الى أن الشعر بسبب الحالة الاستعمارية في بلاد المغرب ليس كله بالعربية وهذا موجود بشدة في الجزائر وبدرجة اقل في كل من المغرب وتونس ويقول الخالقي إن الساحة الشعرية في بلاد المغرب العربي كانت سباقة للتحديث نظرا لارتباطها باللغة والثقافة الفرنسية وفي المغرب العربي تحديدا هناك انفتاح على اللغة الاسبانية وان كان لذلك أثره السلبي والذي ارتبط لدى البعض بالتماهي التام مع النموذج الغربي والانفتاح بشدة عليه· وقال إن الشعر في تونس مرتبط بالقضايا العربية الكبرى فمنذ حرب 48 وحرب 56 وبقية الحروب مع إسرائيل وحتى سقوط بغداد انعكس كل ذلك في الشعر التونسي وكل القضايا كانت حاضرة وابان نكسة 1967 كتب الصالح المدني ''زلزال في تل ابيب'' ويقول إن هناك مدرسة الطليعة في الشعر وظهرت في أواخر الستينيات وكتابها لم يلتزموا بالقصيدة العمودية ولا بالتفعيلة وكان هؤلاء رد فعل للتجربة الاشتراكية التي فرضت على المجتمع وهؤلاء الطليعيون سبقوا زملاءهم في المشرق العربي الى ما يعرف اليوم باسم قصيدة النثر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©