الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منهج دراسي للغة الإشارة بهدف دمج الصم

منهج دراسي للغة الإشارة بهدف دمج الصم
15 أكتوبر 2015 22:20
أشرف جمعة (أبوظبي) مشاعل.. فتاة تسلحت بالإرادة فسلكت دروب العلم، من دون أن تكترث بعالم «الصم والبكم» الذي تنتمي له، فعرفت طريق التميز، الذي ظهر بوادره منذ الصغر، واستمر خلال التحاقها بمركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين، فحققت معدلات دراسية مرتفعة، حيث تذكر مشاعل أحمد الشحي التي تواصلت معها «الاتحاد» عبر معلمة الإشارة موزة جاسم آل علي أنها تضع العلم في مقدمة اهتمامها، وهو ما جعلها تبذل ما في وسعها أثناء التحاقها بالمركز من أجل التفوق. مشاعل التي تعلقت كثيراً بمعلمتها التي رافقتها ثلاث سنوات في المرحلة الثانوية حتى تفوقت في السنة النهائية بحصولها على 91?، تهوى التعامل مع برامج الكمبيوتر، وتتمنى أن تعمل في المستقبل بمجال التقنية، مشددة على أن «فئة الصم والبكم» تحتاج إلى أن يتوافق المجتمع معها من خلال تدريس لغة الإشارة في المدارس. وتفاعلاً مع حالة مشاعل وغيرها، وحول أهمية تطبيق لغة الإشارة في المدارس.. أجرت «الاتحاد» استطلاعاً شمل 200 طالب حول رأيهم في تدريس لغة الإشارة في المدارس للجميع، كشف عن موافقة 78% من الطلبة على تدريسها بينما لم يتقبل نحو 22% إقرارها في المدارس، فيما نصح 80% منهم بتدريسها بواقع حصة واحدة في الأسبوع، وطالب 20? منهم بحصتين، ورفض أغلب الذين شملهم الاستطلاع استمرار تدريس لغة الإشارة في جميع مراحل التعليم، ومن ثم الاكتفاء بها من الصف الأول حتى التاسع، مع إيمانهم بضرورة محو أميتها في المجتمع للتواصل البناء مع هذه الفئة. مساعدة طالبتين من واقع تجربتها في مجال التعامل مع الصم والبكم وإجادتها لغة الإشارة العربية، تقول موزة جاسم آل علي، معلمة لغة إشارة في مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين، إن تدريس لغة الإشارة في المدارس ضرورة ملحة في الواقع التعليمي نظراً لالتحاق فئة الصم والبكم بالمدارس في مرحلة ما، وفي حال عدم توافر من يترجم لهم أو يتعامل معهم من خلال لغة الإشارة فإنهم يجدون صعوبة في التحصيل العلمي، ومن ثم التوافق مع أقرانهم ومعلميهم في المدرسة وفي المجتمع بوجه عام، لافتة إلى أنها منذ ثلاث سنوات انتقلت مع طالبتين لمساعدتهن بعد دمجهما في إحدى المدارس الثانوية، حيث كانت تحضر في السنة الأولي بشكل يومي وفي الثانية ثلاثة أيام وفي الثالثة يومين أسبوعياً، مشيرة إلى أنهما كانتا من المتفوقات. وترى موزة أن انتساب طلاب الصم والبكم إلى المراكز المتخصصة لا يدوم طويلاً، إذ يلتحقون بالمدارس، وهو ما يجعل من تدريس لغة الإشارة وفق منهج مبسط يسهم في توافق هذه الفئة مع المجتمع. ولفتت إلى أن الطالبة هبة أبو رية التي تحفظ الكثير من الأحاديث الشريفة، وتحب الرسم، مؤكدة أنها تحظى بتحفيز معلمات مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين لإتقان هذه الهواية، وأنها الوحيدة في البيت التي تعاني مشكلات السمع والنطق، ورغم ذلك تتكيف مع حياتها، وتعيش لحظات سعيدة بعد أن حققت التفوق في المرحلة الثانوية، إذ كانت من الأوائل على مستوى المدرسة، مما يؤكد أهمية تدريس لغة الإشارة بالمدارس ليجيد أفراد المجتمع هذه اللغة، حتى تشعر هذه الفئة بأنها مدمجة في المجتمع. صورة إيجابية ويرى أيمن عبد اللطيف اختصاصي النطق واللغة وعضو اللجنة الفنية لأجهزة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجلس أبوظبي للتعليم أن تدرس لغة الإشارة في المدارس لكون هناك نسبة من ضعاف السمع والذين لديهم تأخر لغوي، بالإضافة إلى اندماج أعداد من فئة الصم والبكم في المدارس، مؤكداً أن دمج الصم والبكم أمراً صحياً في المدارس العادية، لكنه يتطلب وجود لغة الإشارة في هذا الحقل للتواصل الفاعل مع هذه الفئة في صفوف التلاميذ والمعلمين أنفسهم، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون البداية بتعليم عدد من الطلاب الموهوبين في بعض الفصول لغة الإشارة العربية ليساعدوا زملائهم من الصم والبكم على استيعاب المواد الدراسية، لافتاً إلى أن ذلك سيكون البداية ومن ثم تخصيص حصص دراسية لتعليم الطلاب هذه اللغة، بالإضافة إلى المعلمين أنفسهم، بحيث إن إتقانهم للغة الإشارة سيسهم في حل مشكلات كثيرة ويسهل عملية التلقي بالنسبة للصم والبكم. تحديات جديدة ويقول محمد نصر معلم تربية خاصة بعد دمج الطلاب المعاقين في المدارس ليكون لهم نفس حقوق الطلبة العاديين في التعليم، وحق التكيف مع المجتمع وإثبات الذات ظهرت بعض التحديات لهؤلاء الطلبة، خاصة الصم والبكم تتمثل في كيفية التواصل مع المجتمع المدرسي، فطلاب هذه الفئة مشكلتهم الأساسية تتمثل في التواصل مع الأقران والمعلمين والعاملين في المدرسة؛ لذلك بدأ مجلس أبوظبي للتعليم بتوفير اختصاصي نطق بالتعاون مع معلمي التربية الخاصة في المدارس بوضع الخطط وتنفيذ برامج لحل هذه المشكلة. مقتضيات العصر هذه الفئة تتمتع بقــــــــدرات عقلية هائلة، لكنها تحتاج المناخ الأنسب للإبداع والتفوق. وأوضح اختصاصي النطق والتخاطب في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور محمد وجدي أهمية تعليم لغة الإشارة العربية للطلاب في المدارس للتوافق مع مقتضيات العصر، معللاً ذلك بأن مثل هذه الخطوة من الممكن أن تساهم في تحقيق الطموحات العلمية والاجتماعية لفئة الصم والبــــكم. وأشار إلى أن أطفال التوحد لديهم يحظون باهتمام كبير في مجال التعليم وبالمثل يجب أن يكون للصم البكم هذا الحظ، مؤكداً أن تعليم لغة الإشارة في المدارس العــــــادية من شأنه أن يغير مسار فئة فـــــي المجتمـــــع تعيش ظروفاً خاصة. دافع قوي ويرى أستاذ المناهج وطرق التدريس في كلية التربية جامعة الإمارات الدكتور خليفة السويدي بأهمية الاهتمام بالصم والبكم في المجتمع أن يكون لهم من يعينهم في المراكز الخدمية، ويبين أن قطاع التعليم له دور كبير في إنضاج هذه الفئة، لكنه يرى أن تعليم لغة الإشارة في المدارس يجب أن يكون بناءً على وجود دافع قوي عبر إحصاءات دقيقة لعدد الطلاب الموجودين في المدارس العادية. وأشار إلى أنه مع وجود مراكز متخصصة للراغبين في تعلم لغة الإشارة العربية يتوافر جزء من الحل لكون هذه المراكز ستستقبل كل من لديه دوافع لتعلم هذه اللغة، لافتاً إلى أنه يعتقد أن أعداد الصم والبكم ليس كبيراً؛ لذا فإنه مع دراسة أوضاع هذه الفئة التعليم لتقييم مدى الحاجة إلى وجود منهج دراسي يتداول داخل المدارس. دعوة إلى توعية المجتمع قال مدير مدارس النهضة الوطنية للبنين في أبوظبي عدنان عباس، إن تدريس لغة الإشارة في المدارس نوع من التوعية يساهم في ضم فئة الصم والبكم إلى قلب المجتمع ويساعدهم على اكتساب معارفهم العلمية بصورة أوسع مع توافر مناخ نفسي يدفعهم للتفوق، ويرى أن تخصيص بعض الحصص ضمن برنامج قوي لتعليم لغة الإشارة من قبل المختصين في هذا المجال لمدة زمنية محددة أو بعض المراحل التعليمية من الممكن أن يسهم في علاج عدد كبير من الحالات التي تعاني صعوبة في النطق، ومن ثم التعامل مع الصم والبكم على أنهم ضمن واقع المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©