سكايب تطلق أول هاتف إنترنت وجوجل تحضّر لتطوير خدماتها الهاتفية على الخط

تسجل تقنيات تناقل الرسائل الهاتفية الصوتية عن طريق الإنترنت تطوراً سريعاً دفع خبراء متخصصين في أسواق الاتصالات إلى القول إن عصر التواصل الهاتفي المجاني عبر العالم قد أزف بالفعل· ومن يتابع هذه التطورات لابد له أن يتأكد من أن هذه الخدمة سوف تصبح متاحة لكل الناس عما قريب· وتكمن مشكلة التحادث الهاتفي عن طريق الإنترنت في تعقيد الإجراءات التحضيرية لفتح الخط، ومنها فتح جهاز الكمبيوتر ثم الموقع المتخصص وتوجيه الكاميرة ووضع السماعات وضبط شدة الصوت ووضوحه· وكان التغلب على هذه المشاكل هدفاً للمبرمجين والباحثين الذين ابتكروا الكثير من التقنيات من شأنها اختصار هذه الإجراءات وتحسين الوضوح الصوتي· ومن أهم هذه الابتكارات التي تم تسجيلها في هذا المجال، جهاز (هاتف الإنترنت) الذي ابتكره خبراء في شركة (بيلكين) الأميركية، وتعمل على تشغيل خدماته شركة (سكايب) التي تشغّل واحداً من أشهر مواقع التحادث الهاتفي عن طريق الإنترنت عنوانه skype.com. ومن أهم خصائص الجهاز أنه يعمل من دون الحاجة لاستخدام الكمبيوتر على الإطلاق· وهو بمعنى أبسط وأدق، هاتف عادي يحقق الاتصال عن طريق الإنترنت مباشرة وليس عن طريق الخطوط الهاتفية· ومن ميزاته، سهولة الاستخدام بالنسبة لأي إنسان حتى لو لم يكن يعرف شيئاً عن خطوات تشغيل الكمبيوتر· يبلغ سعر الجهاز 80 جنيهاً إسترلينياً أو 110 دولارات أو 400 درهم إماراتي· ويمكنه الاتصال الفوري بكافة الهواتف المماثلة له من نوع (سكايب)، كما يمكن استخدامه في الاتصال بمتصفحي موقع (سكايب دوت كوم) الذين يستخدمون الكمبيوتر· وبمجرد رفع السماعة، يكون الجهاز قد أصبح على خط موقع (سكايب دوت كوم) من دون الحاجة لكبس الأزرار· ويمكنه أيضاً الاتصال بالأجهزة الهاتفية الثابتة أو المتنقلة (الموبايل) مقابل تكاليف بسيطة، إلا أن ذلك يتطلب شراء بطاقات سكايب دوت كوم المسبقة الدفع لأن الاتصال سيتم في هذه الحالة عن طريق مشغّل الخدمات الأرضية أو خدمات (الموبايل)· ومنذ تم إطلاق موقع (سكايب دوت كوم) قبل بضع سنوات وحتى الآن، ارتفع عدد مستخدميه إلى 246 مليوناً عبر العالم وخاصة في أوساط الناس الذين يجيدون استخدام الموقع من أجل التوفير وتحقيق الاتصالات الدولية مجاناً· وتبدو الفوائد الجمّة التي ينطوي عليها الجهاز من خلال حديث أدلى به جاريث أولوغلين المدير العام لقسم الموبايل والهاردوير في شركة سكايب حيث قال: (لقد كان الهدف الأساسي من ابتداع هاتف سكايب يكمن في تحرير الناس من الشعور بتبعات التكلفة المرتفعة للمكالمات الهاتفية الدولية، وخاصة جراء التحدث لوقت طويل عن طريق خطوط الهاتف التقليدية· ويضاف إلى ذلك أن سكايب حرّر الناس من ضرورة امتلاك الكمبيوتر للاستفادة من خدمة التحادث الهاتفي المجاني عن طريق الإنترنت· وفيما يتعلق بالاتصال الهاتفي المجاني في بيئة الإنترنت أيضاً، تحضّر شركة محرك البحث الشهيرة جوجل لتنفيذ برنامج مثير يرمي إلى اجتذاب أعداد كبيرة من متصفحي الإنترنت عن طريق الكمبيوتر أو الموبايل، لاستخدام خطوط هاتفية دولية مجانية وبما يسهم في تحقيق شعار (تحادث مع العالم مجاناً في أي وقت ولأي مدة)· وسوف تسخّر جوجل لتحقيق هذا الهدف تقنيات تناقل الرسائل الصوتية عن طريق الإنترنت التي سبق أن ابتدعتها شركة (جراند سنترال كوميونيكيشنز) ثم اشترتها جوجل عام 2007 بمبلغ ضخم لم يتم الإعلان عنه، وعمدت بعد ذلك إلى تطويرها· وتمكنت جوجل من إضافة ابتكار جديد في غاية الأهمية إلى نظام (جراند سنترال) يسمح بتحويل الرسائل الصوتية إلى رسائل نصّية عن طريق نظام تمييز الأصوات، فضلاً عن التوفير الكبير الذي يحققه كوسيلة لإجراء المكالمات الهاتفية المحلية والدولية· وحتى تضمن جوجل انتشار الخدمة الجديدة على أوسع نطاق، قررت إطلاقها مجاناً من دون الحاجة لدفع رسوم الاشتراك· ومن المنتظر الإعلان عن إطلاق الخدمة الجديدة رسمياً خلال الأسابيع القليلة المقبلة· ويبدو بوضوح من خلال هذه التطورات أن هاتف الإنترنت سوف يستنزف عوائد شركة الاتصالات التي تعتمد على تشغيل خدمات الهاتف الثابت والموبايل· وذهبت مجلة (ذي إكونوميست) إلى حد وصف تكنولوجيا هاتف الإنترنت بـ''التكنولوجيا المدمرة'' التى تدعى في مصطلحات علم الكمبيوتر وثورة المعلومات (تكنولوجيا الصوت في بروتوكول الإنترنت)· و(تكنولوجيا ''الصوت في بروتوكول الإنترنت) هي في الأصل فكرة اقترحتها شركة ''سكايب'' ذاتها، وهي شركة صغيرة تمكن خبراءها من ابتكار برنامج تطبيقي ''سوفتوير'' يسمح لمستخدميه بإجراء مكالمات هاتفية مجانية مع المستخدمين الآخرين للنظام ذاته عن طريق الإنترنت، بالإضافة لإمكان استخدامه للاتصال بالهواتف الأخرى بنوعيها الثابتة والمحمولة بسعر منخفض جداً· وبسبب هذه الأفكار الخلاقة التي تحتكم إليها ''سكايب''، سارعت شركات أخرى للإعراب عن استعدادها لشرائها مثل مايكروسوفت وياهو ونيوز كوربوريشن وجوجل· ويذكر أن شركة ''إي باي'' EBay لم تكن تخطط لاستثمار (سكايب) في الاتصالات التقليدية، بل في تسهيل الاتصال والتواصل بين البائعين والمشترين عبر بروتوكولات التجارة الإلكترونية، وأيضاً من أجل إطلاق همزة وصل إعلانية جديدة بين المنتجين والمستهلكين· وبمجرد الإعلان عن ابتكارات (سكايب)، بدأ المحللون يتناولون التداعيات التي يمكن أن تترتب على هذا التطور الابتكاري الضخم باعتباره يمثل خطراً وشيكاً على الشركات العالمية الكبرى التي دأبت على تحصيل رزقها من تشغيل منصات الهواتف الثابتة والمحمولة· وقال خبراء إن شركة ''سكايب'' أصبحت ببساطة حصان طروادة الذي سيقود عملية التحول الكبرى في صناعة الاتصالات وحيث سيصبح التحادث الصوتي مجرد خدمة جديدة لتناقل البيانات يمكن تنفيذها عبر وصلات الإنترنت ذات السرعة العالية· وما من شك في أن القدرة على جعل المكالمات الهاتفية مجانية تماماً عبر وصلات الإنترنت سوف يدمر الأسس التي تبني عليها شركات الهواتف الثابتة والمحمولة جداول تسعير خدماتها· ويكون من السهولة المطلقة تفسير الحال الذي ستصبح عليه هذه الشركات من مجرد الإشارة إلى أنه سيستحيل عليها تخفيض أجور مكالماتها إلى ما دون الصفر، إذا شاءت أن تعمد إلى منافسة ''سكايب'' أو جوجل أو غيرها من الشركات التي تتسابق الآن إلى تبني نظام ''الصوت في بروتوكول الإنترنت''· ويقول نيكلاس زينستورم مؤسس شركة سكايب في معرض تعليقه على هذا التطور النوعي الكبير: ''لقد أصبحنا على قناعة تامة من أنه لا يتعين عليك أن تدفع شيئاً مقابل إجراء مكالماتك الهاتفية في المستقبل· تماماً كما هو الحال عندما لا تدفع شيئاً مقابل إرسال بريدك الإلكتروني''· عن موقع belkin.com ووكالة AP ومجلة (إكونوميست