«آبل» تحاول سد ثغرات أجهزتها الذكية

قامت شركة آبل مؤخراً بطرح تحديث نظام التشغيل الأشهر «IOS» بالنسخة التي انتظرها مئات الآلاف من المهتمين بأخبار أجهزة آبل الذكية iOS 5، واعتمدت الشركة نظام التشغيل هذا في العديد من أجهزتها وأهمها «الآي بود، الآي باد، الآي فون». ويعتبر هذا التحديث الجديد أحدث سلسلة من التحديثات التي قامت الشركة بعملها على مدى السنوات الماضية. ومن خلال هذا التحديث فستتوقف الشركة عن تقديم الدعم الفني رسمياً للآي فون 3g، والآي فون 2g، وحتى ملاك الآي فون 3gs، فسيكون الانتقال إلى هذا التحديث بمثابة حمل كبير لأجهزتهم غير المصممة لمثل هذه الأنظمة. في كل تحديث تحكم «آبل» من قبضتها وتسد الثغرات والمشاكل في نظام التشغيل الخاص بها، وتضيف الميزات والخصائص الجديدة إليه، لكي تلبي رغبات واحتياجات مسـتخدميها وزبائنها الذين ينتظرون مثل هذه التحديثات بفارغ الصبر، والذين بات عددهم يزيد عشــرات الأضـعاف عن ما كانت تتوقعه الشركة منذ إطلاقها النسخ الأولى من أجهزتها التي تستخدم نظام التشغيل IOS. فـي الجهة المقابلة هنالك العديد من زبائن «آبل» غير راضين تماماً على سياسة الشركة بخصوص نظام التشغيل الخاص بها (IOS)، ويعتبرون أن كل تحديث جديد من الشركة هو بمثابة تحد لهم ولقدرتهم في التعامل مع هذا النظام، ويرون أن «أبل» تحتكر هذا النظام وتحدد للمستخدمين طريقة استخدامهم له، ليس هذا فحسب، فهناك العديد من المستخدمين لأجهزة «آبل» يرون أن الشركة «سجنت» هذه الأجهزة بهذا النظام. كسر الحماية للجهاز وعليه قام العديد من المستخدمين بابتكار طرق لاختراق وكسر حماية نظام التشغيل الخاص بشركة «آبل»، بما يعرف بـ «الجيلبريك»، وهي عملية «كسر الحماية للجهاز»، بحيث تتمكن من إضافة ملفات وبرامج وأوامر إلى أجهزة «الآي بود، الآي باد، الآي فون» بحرية تامة دون التقيد بسياسة «آبل» والقيود التي فرضتها على نظام التشغيل الخاص بها. ومثال على ذلك، «تعريب جهاز الآي باد، فهذا الجهاز منذ اللحظة الأولى لتداوله في الأسواق لم يعتمد لوحة مفاتيح عربية رسمية. فلو كنت تمتلك هذا الجهاز وترغب في لوحة مفاتيح عربية، فلم يكن هنالك طريقة سوى عمل «الجيلبريك»؛ أو انتظار «آبل» لحين تحديثها لنظام التشغيل الخاص بها وإضافة هذه الميزة به. ومثال آخر، لو كنت تملك جهاز آي فون وترغب في استخدامه في بلد آخر غير البلد الذي اشتريت الجهاز منه، فلن تتمكن من ذلك إلا بعد عمل الجيلبريك.? فالمستخدم للجهاز هنا، سيكون بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن يقوم بعمل «الجيلبريك» ويكسر القيود التي فرضتها شركة آبل، أو أن يقتنع بما لديه وينتظر الشركة لحين إضافة هذه الميزة لاحقاً.? فهل أنا بحاجة إلى الجيلبريك؟ آفاق جديدة هنالك العديد من الميزات والوظائف والبرامج التي قامت شركة آبل بإلغائها وإقفالها في أجهزتها «الآي بود، الآي باد، الآي فون»، وقامت بطرح بعض هذه الميزات بشكل رسمي من خلال تحديثاتها المستمرة لنظام التشغيل IOS. فالجيلبريك يضيف للمستخدمين مثل هذه الميزات والخصائص التي قامت آبل بمنعها لأسباب فنية وربما لأسباب أمنية؛ ويُمكّن المستخدمين لمثل هذه الأجهزة من تحميل برامج من مصادر أخرى غير المصدر الرسمي لشركة آبل. كما أن تحديد الحاجة إلى عمل الجيلبريك، مسألة شخصية، فهنالك من يرون أن جهاز الآي فون مثلاً يعتبر مثل أي جاهز كفي آخر ما لم يتم عمل الجيلبريك له. وفي المقابل فهناك عدد من مستخدمي أجهزة شركة آبل يعتبرون أن عمل الجيلبريك هو «اختراق» لخصوصية نظام التشغيل IOS، ويرون أن عمل مثل هذا الاختراق يؤثر سلباً على أداء الجهاز بشكل عام.?فهل الجيلبريك آمن على الجهاز؟ نظرياً لا يؤثر عمل الجيلبريك «إذا ما تم بالشكل الصحيح» سلباً على الجهاز والعكس من ذلك فإن عمل الجيلبريك، يفتح لمستخدمي هذا النظام آفاقاً جديدة ويريهم مدى قوة وفعالية هذه الأجهزة التي تعمل تحت نظام التشغيل IOS، بالإضافة إلى إمكانية تشغيل العديد من الميزات والوظائف التي منعتها آبل على مستخدمي هذه الأجهزة.?، ولكن! من ناحية عملية فإن عمل الجيلبريك هو تغير لنظام التشغيل الذي قامت شركة آبل بتصنيعه لما يتوافق وقوة هذه الأجهزة، وإن مثل هذا العملية ربما تؤثر على آداء الجهاز بشكل عام، وقد يكون له تأثير على عمر البطارية مثلاً أو قوة الإرسال وقد يعرض الجهاز للإختراق. وهذا ما أوضحته شركة آبل صراحةً على موقعها الإلكتروني. ? إصلاح العطل واعتراف بالكفالة.. هل يلغي الجيلبريك «الكفالة» ؟? إذا حصل أي عطل فني للجهاز وهو في حالة الجيلبريك، فإن شركة آبل لن تقوم بإصلاح هذا العطل وستعتبر الكفالة ملغية، وذلك لاعتبار أن الجيلبريك هو اختراق صريح لـ «اتفاقية الشروط والأحكام» الخاصة بهذه الأجهزة. ولكن! السؤال هو، لو قمت بعمل الجيلبريك وحصل عطل في الجهاز، ولم ترسله للإصلاح إلا «بعد إرجاع الجهاز إلى حالته الأصلية» بما يعرف بـ «ريستور»، في هذه الحالة هل ستقوم الشركة بإصلاح العطل والاعتراف بالكفالة؟ ?الجواب ببساطه «نعم» وخاصة بعد فشل جهود ومحاولات شركة آبل الحثيثة في الحصول على موافقة المحاكم والحكومة الأميركية لاعتبار الجيلبريك عمل غير قانوني ويحاسب القانون عليه. وللتأكد من ذلك يمكنك مراجعة القانون الفيدرالي للحفاظ على الحقوق. ?