الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي: الفعاليات في الشارقة تهدف إلى تطوير ثقافتنا

سلطان القاسمي: الفعاليات في الشارقة تهدف إلى تطوير ثقافتنا
6 يناير 2008 23:54
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح أمس بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات ملتقى الشارقة الخامس للمسرح العربي الذي يستمر حتى يوم غد الثلاثاء، وحمل الملتقى عنواناً رديفاً هو الورشة المسرحية الإبداعية، التي يشارك بها نخبة من المسرحيين العرب المساهمين والفاعلين في الحراك المسرحي العربي في بلدانهم، وفي الأفق الإبداعي العربي المشغول بفن المسرح، وبكامل أطيافه ومدارسه واتجاهاته· وصرح صاحب السمو حاكم الشارقة خلال لقائه بالمسرحيين العرب في الملتقى بأن الهدف من اللقاءات التي تنظم في الشارقة هو العمل من أجل تطوير حضارتنا وثقافتنا في المجالات كافة، فتطوير ثقافتنا يعمل على تطوير حضارتنا التي تكالبت عليها الدنيا، معرباً عن أمله في أن تتوصل تلك اللقاءات إلى نتائج إيجابية لاستمرار التواصل مع الآخر· وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: ''لا يجب أن تنعكس الخلافات القائمة بين بعض الدول على مسيرتنا المسرحية، ويجب أن تتم لقاءاتنا في أجواء هادفة ومثمرة''· وأشاد سموه بدور مصر ومكانتها الجغرافية والثقافية، وأهمية الحفاظ على هذا الدور المركزي الذي يشكل نقطة لقاء يجمع المشارب وتنوع الآراء؛ وركز على ضرورة التواصل مع الآخر في ظل توافر الصفاء الذهني والوقت المناسب؛ لتكون اللقاءات ذات قيمة ونتائج إيجابية ومميزة تخدم المسرح والمسرحيين· ودعا المسؤولين في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لاستحداث برامج توفر مناخات للمبدعين حتى يتمكنوا من ترجمة إبداعهم بنصوص مسرحية تثري الفرق وتشكل بمجملها كنصوص مرجعاً تستفيد منه في تنفيذها إلى أعمال جاذبه وهادفة للجميع، كما تمنى من الدائرة أن تبحث عن النصوص في بلدان أخرى وتوفرها للفرق المحلية على أن يتم من رصد مكافآت تحفزهم على استمرار العطاء، وذلك بالتوازي مع تنظيم دورات تأهيلية لصقل المواهب حتى ينعكس ذلك إيجاباً على تطور العمل المسرحي، موجهاً المسؤولين في الدائرة بزيارة البلدان العربية من أجل تنفيذ هذا الهدف من خلال التواصل مع الكتاب المسرحيين، إضافة إلى تخصيص جوائز لهذه الأعمال من خلال المسابقات المحكمة التي تنظم، مما يعود على أصحابها بالفائدة وتشجعهم على الاستمرار في الكتابة الإبداعية· واستشهد صاحب السمو حاكم الشارقة بتجربتي ''أيام الشارقة المسرحية''، ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل واللتين أثمرتا إقبالاً جماهيرياً رائعاً بعد جهد وصبر استمر سنوات دون يأس ومن خلال الدعم والمساندة والتحفيز للاستمرار في العطاء، وقد استطاع المسرح بذلك أن يشكل قاعدة عريضة ويتواصل مع الجمهور، وأصبحت الفعاليات المسرحية هذه موضع انتظار للجمهور للإقبال عليها بعد أن تلمس حجم الفائدة والتثقيف الذي يكتسبة من المسرح· واستعرض سموه ما تم إنجازه من بنى مسرحية وإنشاء معهد الشارقة للفنون المسرحية الذي يعمل بشكل أساسي في إطار صقل المواهب وتطوير الجوانب النظرية لدى المسرحيين من خلال الندوات والمحاضرات، وقال: إن التجربة الثقافية في الخليج مردها للصبر والأمل بالرغم مما تعانيه الأمة العربية من ظروف صعبة، فالهمم ما زالت موجودة في النفوس، وما تحقق من نجاح ساهم في أن يلتفت العرب جميعاً إلى هذه التجربة ويحذون حذوها لتطوير العمل الثقافي خاصة في قطاعات الشباب· وركز سموه على ضرورة التواصل والعمل مع المدارس لتشكيل فرق مسرحية كنواة لجيل مسرحي قادم، مستشهداً بتجربة المسرح المدرسي الخليجي، وكيفية التأسيس له من البدايات، متمنياً أن يستمر هذا الدعم من دول مجلس التعاون كافة، مؤكداً ضرورة التواصل مع الآخرين والتفاعل عبر اللقاءات المستمرة والفعاليات المتبادلة خاصة أن المسرحيين يشكلون همزة وصل بين الجماهير العربية والعالمية· وقال: إنه يجب علينا أن نذهب إلى الآخر نحاوره ونطرح آراءنا ونستمع لآرائه حتى نتوصل إلى اتفاق مبني على الفكر خدمة للإنسانية دون انفعال وعواطف تؤثر على تفكيرنا المنطقي، مشيراً إلى أهمية المشاركة في المهرجانات العالمية وتنظيم أيام ثقافية عربية في البلدان الأجنبية لتوثيق العلاقة بيننا كبشر، ذلك أن تبادل التجارب والخبرات والحوار تمكننا من فهم بعضنا البعض خدمة للمسيرة الحضارية الإنسانية، مؤكداً أن أحد جسور هذا التواصل هو المسرح كونه سفينة العبور للآخر من خلال ما يحتويه هذا الفن من حقول ثقافية عديدة· من جانب آخر، ثمن المسرحيون المشاركون في ملتقى الشارقة الخامس للمسرح العربي الدور الريادي لصاحب السمو حاكم الشارقة في دعم الحركة المسرحية المحلية والعربية والعالمية، ذلك أن سموه بنظر المسرحيين كافة المسرحي الأول بامتياز، وليس أدل على ذلك من إلقاء سموه كلمة اليوم العالمي للمسرح يوم 27 مارس الماضي بقصر ''اليونسكو'' في باريس· وأعربوا عن تقديرهم الكامل لما يقدمه سموه من دعم ومشاركة للمسرحيين كونه مؤلفاً مسرحياً، إضافة إلى الوقت الثمين الذي يجود به بلقاء المسرحيين في مناسباتهم كافة من أيام الشارقة المسرحية إلى مهرجان الإمارات لمسرح الطفل ومهرجان المسرح المدرسي الخليجي ومهرجان الخليج المسرحي للفرق الأهلية وتوجيهه لتأسيس الهيئة العربية للمسرح وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها، إضافة إلى دعم الإبداع المسرحي نصوصاً ودراسات وما يرصده من جوائز للمسرحيين· حضر اللقاء عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وإسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين بالدولة، وكبار المسؤولين بالدائرة والجمعية وعدد من المسرحيين والإعلاميين والمشاركين في ملتقى الشارقة الخامس للمسرح العربي· يذكر أن ملتقى الشارقة للمسرح العربي هو تقليد سنوي دأبت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة على إقامته في إطار البحث عن فضاءات جديدة للمسرح تتوازى مع فضاءات ثقافية كثيرة، تتجه إلى إثراء حركة المسرح العربي، وتصل إلى ''الورشة المسرحية الإبداعية'' التي تصفها مدونة دائرة الثقافة والإعلام بورشة تأهيل وتكوين مسرحي، حيث تمام الإدراك والوعي بتساوق الوعي المسرحي مع تطورات الحياة والفكر والثقافة· وتستفيد هذه الورشة من مشاركة نخبة من المبدعين المسرحيين العرب الفاعلين في مجال النقد والإخراج والتمثيل والتأليف والتقانة المسرحية، وذلك من خلال بحوث وأفكار ومقترحات متنوعة ومؤثرة، مما يجعل هذا الملتقى وطرح تجارب المشاركين فيه، بمثابة آلية متجددة تخلص المسرح العربي من من أي علامة من علامات الشيخوخة المسرحية· وتضيف مدونة الدائرة: ''من المعروف أنه لا يلغي ويزيح أساليب الوتيرية والنمطية المتوارثة في العمل المسرحي، إلا ذلك الاشتغال الورشي الباحث دائماً، والطامح أبداً إلى أن يجعل المسرح - وجوهره الإنسان - في حال حراك وتحرك محولاً ثوابته المستهلكة إلى متحركات بحوثية، تغني وتثري وتضيء الطرق والطرائق، ليتحول المسرح وإنسانه الممثل من حالة (النص السردي) إلى حالات (العرض المفكر والمتحرك)''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©