الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نحن» بدلاً من «الأنا»

22 أكتوبر 2011 23:26
رغم تعدد الدراسات والبحوث التربوية حول مرحلة المراهقة وخصوصيتها، إلا أن أحداً لم يستطع القول الفصل في كثير من الجوانب التي تتعلق بهذه الفترة العمرية الحساسة للأبناء. ولعل الاختلافات البيئية والثقافية، والأوعية والخلفيات الأيديولوجية للباحثين، وطبيعة مجتمعات الدراسة نفسها، تشكل معاً أهم أسباب التباين والاختلاف، لكن رغم ذلك، هناك من الثوابت النظرية التي تؤكد ما يحتاجه المراهق من حقوق الفهم والرعاية والتربية والاحتواء، فمن الضروري أن توفر الأسرة مناخاً صحياً قوامه التفاهم والمودة، وألا تشغلهم الحياة عن التواصل والتحاور بقضاء وقت كاف في تبادل الأحاديث مع الأبناء، والتعرف إلى مشاعرهم وانفعالاتهم إزاء الموضوعات المختلفة، وتقويم فهمهم لها، والعمل على حل مشكلاتهم النفسية أولاً بأول دون استعلاء. ومن الضروري أيضاً أن يحرص الآباء والمعلمون على إبداء قدر من المرونة إزاء ما قد يصدر عن المراهقين من انفعالات حادة، ويحرصوا على توجيههم بأكثر مما يحرصون على معاقبتهم، ومساعدتهم على ممارسة عمليات التعويض المشروعة، وإعلاء الذات بهدف خفض حدة التوتر وتفادي القلق والإحساس بالدونية، ومساعدتهم على اتخاذ سياسة التعاون والتكامل بدلاً من التنافس والصراع مع الجماعة، وتنمية شعور «نحن» بدلاً من شعور «الأنا» لوقايتهم من مشاعر الحقد والكراهية. ولا يفوت المربين مساعدة الأبناء على إشباع رغباتهم في الاعتماد على النفس بتكليفهم ببعض الأعمال التي تتناسب مع إمكاناتهم مثل جمع بعض أجزاء المادة العلمية المقررة عليهم دراستها، ومساعدتهم على اكتشاف وتحديد ميولهم الدراسية والمهنية، والوصول بهم إلى حالة الاستقرار النفسي والشعور بالرضا عن النفس، وسهولة التوافق مع المقررات الدراسية ومع المجتمع ككل. وعلى الكبار أن يدربوهم على ضبط انفعالاتهم، وتعليق الحكم على الأمور لحين تفهم الظروف المحيطة بها، وهذا أدعى إلى مساعدتهم على تحقيق قدر من الاتزان الانفعالي في مواجهة المواقف العنيفة الطارئة. أيضاً.. على الكبار أن يدربوا الأبناء على النقد السليم، كما ينبغي أن يوجهوهم إلى أن يكون نقدهم موجهاً للأعمال وليس للأفراد للحد من شدة الانفعالات التي تنشأ عند نقد فرد لآخر، ولترشيد عملية تكوين العواطف التي هي من بين نتائج الانفعالات المتكونة على مرّ الزمن خلال تفاعلهم مع الآخرين. ومن واجبات المدرس أن يتعرف إلى مشاعر تلاميذه ويراعيها، فلا يكلفهم بأعمال يرونها طفولية، كالقراءة الجهرية وقوفاً في غير دروس اللغات، مثلاً وألا يعاقب أحدهم بطريقة مهينة إذا كان ذلك على مرأى من زملائه. ومن الأهمية أيضاً، تهيئة أذهان المراهقين لاحتمالات التقائهم بالبعض من «مدعى» التمسك بالمثاليات، ليحسنوا الملاحظة، ويُمعنوا التفكير في أحوالهم وتصرفاتهم قبل أن يتعلقوا بهم، ويكتشفوا زيف دعواهم بما يسبب التوتر والصراع، والخروج باتجاهات عامة خاطئة إزاء كل الكبار أو إزاء جماعات منهم أو إزاء القيم الفاضلة ذاتها، وعند ملاحظة وجود أي متاعب نفسية، لا يترددون في توفير فرص الفهم والاحتواء والتدخل المهني المناسب، دون إهمال العناية الشخصية به. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©