الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجالات التغيير

22 أكتوبر 2011 23:24
لا نزال في عالم قانون التغيير الذاتي، الذي يتجسد في كل ما نقوم به وكل ما نفعله؛ لأنه نابعٌ من ذواتنا نحن، فنحن من نحدث التحسن في حياتنا ونفسياتنا وأوضاعنا المالية والاجتماعية والأسرية والوظيفية وغيرها. وكثيراً ما نستخدم في كلامنا عبارات، فنقول لمن يشعر بالملل مثلاً: “قوم غير جو”، ولمن نراه دائم الجلوس نقول له “قوم تحرك شوي، وغير مكانك”، ففي هذا التحرك اكتساب همة جديدة وفكر جديد وشعور مختلف. ومفهوم تغيير البيئة يحمل وجوهاً عدة من أبرزها – كما أراه شخصياً – تشمل تغيير: البيئة المكانية: وهذا يعني تغيير الموقع الذي يوجد فيه الإنسان بشكل مستمر كمن يقضي معظم وقته في المقاهي والمولات وغيرهما من الأماكن التي في معظمها ليس فيها ما يفيد بحق إلا لطالب هدف نبيل. محتوى البيئة: وهذا يعني تغيير الأشياء التي تُكوّن البيئة المكانية كالأثاث، الألوان، التصميم، الشكل .. إلخ. وهذا التغيير يفضل ألا يتعدى حدود المعقول ولذا يستحسن أن يدرس بشكل صحيح، وألا يكون تغييراً سلبياً. البيئة الاجتماعية ذات الصلة البعيدة: وهذا يعني تغيير من تجالس من الأفراد كالأصدقاء، زملاء العمل، وشركاء المصالح .. إلخ، الذين لا تجني منهم الفائدة، والفائدة هنا لا تحمل الأنانية وإنما تحمل المصلحة الإيجابية للإنسان ولمن حوله كالفائدة النفسية والعلمية والخبرات وغيرها. وقد قيل: “الصاحب ساحب” وقال عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، وتقول الحكمة: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”، فقصة ذلك الرجل الذي قتل مائة نفساً، تعدُ من أقوى الأدلة على أهمية تغيير البيئة التي فيها سلبيان، فعندما طلب ذلك الرجل التوبة نصحه أحد الصالحين بتغيير بيئته والانتقال إلى بيئة صحية تعينه على التوبة والهداية وصلاح الحال. وهناك الكثير ممن يريدون أن يصبحوا تجاراً نجدهم يبحثون عن كبار التجار لمجالستهم ولو لدقائق للاستفادة منهم وكسب الخبرة، ويسمعون منهم النصح والتوجيه كدعم معنوي. وقد وجه المولى عز وجل نبيه موسى لمقابلة الخضر ليتعلم منه ما لا يعلمه من العلم، فقال موسى للخضر في قوله تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) (الكهف:66). عزيزي القارئ للتغير خطوات ومجالات كثيرة، فأي تعديل في زاوية معينة يحدث تغييراً في زوايا عديدة وينتج عنه فوائد جمة، فتأمل في أي النواحي من مجالات حياتك يتطلب منك البدء به، وتذكر أنك قادر على فعل ذلك، فمن منا لا يرغب في أن تكون حياته متجددة. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©