الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حلاوة الإيمان» يبرز علاقة الذكاء العاطفي بالدين

«حلاوة الإيمان» يبرز علاقة الذكاء العاطفي بالدين
22 أكتوبر 2011 23:23
الذكاء العاطفي هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع ذاته ومع الآخرين، حيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله، وتظهر الدراسات أن نجاح الإنسان وسعادته في هذه الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط، وإنما يحتاج الإنسان إلى مهارات الذكاء العاطفي. هذا هو محور كتاب “الذكاء العاطفي وحلاوة الإيمان”، والذي رأى مؤلفه ياسر العيتي أن سعادة الإنسان تكتمل بذكاء العقل وذكاء العاطفة وتحقق بذلك توازناً جميلاً، وراحة نفسية كبيرة. قناعة فكرية عن حلاوة الإيمان كذكاء عاطفي، يقول العيتي إن “الإسلام قناعة فكرية محلها العقل، أما الإيمان فهو حلاوة قلبية محلها القلب، فالإسلام يخرج صاحبه من دائرة الكفر، ولكن الإيمان هو الذي يحلق به في آفاق السعادة، والطمأنينة والإيجابية، فالإسلام أفكار في الذهن لا تتحول إلى أعمال وبذل وتضحيات إلا بالإيمان. وقد جاء في الحديث الشريف “لا يزن الزاني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن”. ويضيف أن الذكاء العاطفي يمكن الإنسان من التعامل الإيجابي مع ذاته ومع الآخرين، حيث يحقق لنفسه ولمن حوله أكبر قدر من سعادة الدنيا والآخرة، وإذا كانت مكونات الذكاء العاطفي هي المهارات الـ17 التي ذكرها الكاتب، فإن الإنسان يشعر بحلاوة الإيمان عندما يتحلى بهذه المهارات ويربطها بربه ودينه وآخرته. والذكاء العاطفي يتكون من أربعة مكونات أساسية هي: فهم الذات، والتعامل الإيجابي مع الذات، وفهم الآخرين، والتعامل الإيجابي مع الآخرين، هذا ما جاء في الفصل الأول من الكتاب. ويوضح العيتي في كتابه، أن أول وأهم مكون من مكونات الذكاء العاطفي، هو إدراك الذات، أي أن يعرف الإنسان من هو وما غايته في هذا الوجود؟ وما مبادئه وقيمه؟ ويضيف “إذا كان الذكاء العاطفي هو أن تعيش ولك هدف وغاية، فإن المؤمن يعيش لله في كل حركة من حركات وفي كل سكنة من سكناته”. ويقول الكاتب “عندما تصبح حياة المسلم لله تعالى، فإنه سيشعر بلذة الحب، فالحب ليس شعوراً فقط إنما هو شعور يغذيه فعل الحب”. ويقول إن الإنسان الذي يرعى نبتة صغيرة في حديقة منزله حتى تصبح شجرة باسقة سيمتلئ قلبه بحب هذه الشجرة؛ لأنه بذل الكثير من الجهد في تنميتها ورعايتها كذلك المسلم لا يشعر بمقدار الحب لله إلا بمقدار ما يبذل في سبيل هذا الحب من مجاهدة للنفس، وإعراضه عن الشهوات، وإقباله على الطاعات، وعمل مستمر لنصرة دين الله وإعلاء كلمته”. التنمية الذاتية يقول الكاتب إن أكثر المواضيع التي شغلت أذهان الغربيين الباحثين في علوم النفس والتنمية الذاتية هو موضوع التحكم بالمشاعر السلبية، وكيف يتجاوز المحن والأزمات التي يمر بها، وكيف يتخلص من الشعور بالقلق والخوف والغضب وغيره من المشاعر السلبية؟ ويؤكد “لم أجد دينا كالإسلام يداوي القلوب ويمدها بأسباب الراحة والطمأنينة، وهذا ما يطلق عليه النفس المطمئنة”. ويضيف “يبنى الذكاء العاطفي على العلاقة بين الذكاء والعاطفة، أو بين التفكير والمشاعر، فالأفكار السلبية تؤدي إلى المشاعر السلبية، والأفكار الإيجابية تؤدي إلى المشاعر الإيجابية، ويستطيع الإنسان أن يتعلم أساليب التفكير الإيجابي وأن يستبدل بشكل واع التفكير الإيجابي بالتفكير السلبي، ومن ثم يستبدل المشاعر الإيجابية بالمشاعر السلبية، ومهما حاول غير المؤمن أن ينظر إلى الأمور بإيجابية فهو لا يستطيع أن يرى العالم من الزاوية التي ينظر منها المؤمن؛ فالمؤمن يوقن أن الله هو خالق هذا الكون وأن كل ما يجري فيه من أحداث إنما يجري بتقدير من الله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “واعلم أن أهل الأرض لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء قد كتبه الله عليك”. وهكذا يوقن الكاتب أن تعاليم الدين الإسلامي تعطي الإحساس بالراحة والاطمئنان يبعثه الشعور بعدل الله المطلق الذي لا يترك ظالما ولا معتدلا حيث قال في كتابه العزيز “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”. الزلزلة. ويرى الكاتب أن من أهم مكونات الذكاء العاطفي الانسجام الداخلي، إذ إن الإنسان الذي يعيش في حالة صدق وانسجام بين مبادئه وسلوكه بين أقواله وأفعاله بين سره وعلنه يتربع على عرش من الشعور الرائع بالسعادة والانتصار، موضحاً أن التناقض يربك الإنسان ويؤثر على توازنه ويهز شخصيته. ويؤكد “الإيمان والكذب لا يجتمعان أبداً”. القيادة والتغيير يقول ياسر العيتي، صاحب كتاب “الذكاء العاطفي وحلاوة الإيمان”، إنه أجريت عن المديرين الناجحين في التسعينيات دراسة تبين من خلالها أن القيادة القائمة على التعاطف مع الموظفين هي أكثر نجاحاً وديمومة من القيادة القائمة على القهر والتسلط، ويوضح “فعندما تقود الآخرين من خلال تقديرك لمشاعرهم واحترامك لإنسانيتهم، فإنهم يدينون لك بالولاء ويعطونك أفضل ما عندهم، فالإنسان عندما يحترم ويحمي كرامة الآخرين وإنسانيتهم إنما يحترم ويحمي كرامته وإنسانيته”. ويحث العيتي في الفصل السابع من كتابه على تحمل المسؤولية لإحداث التغيير والمبادرة والقدرة على الخلق والإبداع والقدرة على صنع الفرص والمطلوب من المسلم أن يكون الأول الذي يمشي فيمشي الآخرون خلفه، ولا ينتظر من يحركه أو يقوده، وأن المؤمن لا يعرف القعود واللوم وانتظار الحلول، بل يتحرك ويصنع الفرص ومن تم هو الذي يوجه الحياة ويصنعها وليس العكس (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) الشورى، مشيراً إلى أن كل فرد منحه الله القدرة على خلق الأمان النفسي له، مهما كانت المعوقات التي تحيط به من كل الجوانب، كما حفز المسلم من خلال استناده على شهادات من الذكر الحكيم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©