الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشهد السوري...والسيناريو الأسوأ

المشهد السوري...والسيناريو الأسوأ
10 أكتوبر 2012
صرح الرئيس التركي عبد الله جول يوم الاثنين الماضي لوسائل الإعلام أن "أسوأ السيناريوهات" تعيشها سوريا في هذه الأوقات، مؤكداً أن تركيا من جانبها ستقوم بكل ما يلزم لحماية نفسها. هذا في الوقت الذي استمر فيه رد الجيش التركي لليوم السادس على التوالي على القذائف التي تصل من الحدود السورية إلى المناطق التركية، كما أضاف جول "أن العنف المتفاقم في سوريا، التي انتقلت فيها الثورة ضد النظام من طابعها السلمي إلى حرب أهلية تهدد دول المنطقة". الوضع الراهن لا يمكنه الاستمرار من دون نهاية، وأن الأسد سيسقط لا محالة. وفي تصريحاته قال جول "بدأت أسوأ السيناريوهات تقع في سوريا...لذا تجري حكومتنا مشاوراتها المستمرة مع الجيش التركي، وكل ما يتعين القيام به نسارع إليه فوراً كما ترون، وهو ما سنواصل القيام به على المدى المنظور"، مشيراً إلى رد القوات التركية على قصف بالصواريخ على المناطق التركية، وتابع جول في حديثه للصحفيين بأنقرة "سيكون هناك تغيير، انتقال ما إلى السلطة إن آجلاً، أم عاجلاً...ومن الضروري على المجتمع الدولي أن يتحرك بحسم وفاعلية قبل أن تغرق سوريا في مزيد من الفوضى والدمار، وقبل أن تُسفك المزيد من الدماء، هذا هو هدفنا ورغبتنا الأساسيتين". ويذكر أن القوات المسلحة التركية عززت انتشارها على طول الحدود مع سوريا الممتدة مسافة 900 كلم تقريباً، كما عمدت إلى قصف مواقع للقوات السورية، رداً على سقوط قذائف يأتي على الأراضي التركية، ولم يقتصر الانزعاج على المسؤولين الأتراك الذين أدانوا قصف بلدات تركية في الجنوب، بل امتد أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، "بان كي مون"، الذي قال على هامش مؤتمر يعقد في مدينة ستراسبورج الفرنسية، إن التصعيد الذي يشهده الصراع على الحدود السورية التركية، بالإضافة إلى تأثيره على لبنان يشكل تطوراً "خطيراً للغاية". وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن "الوضع في سوريا تدهور بشكل كبير ما يهدد استقرار الدول المجاورة لسوريا والمنطقة برمتها"، مؤكداً المساعي المتواصلة لحل الأزمة السورية من خلال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر إبراهيمي، الذي سيعود إلى المنطقة خلال الأسبوع الجاري لمتابعة جهود الوساطة والاستماع إلى أطراف الصراع، وتمثل المواجهات بين تركيا وسوريا أخطر أعمال العنف على الحدود منذ اندلاع الانتفاضة السورية في شهر مارس من العام الماضي التي تطورت من مجرد احتجاجات سلمية تطالب بالإصلاح السياسي إلى حرب أهلية بأبعاد طائفية. كما أن الصراع داخل سوريا نفسها تفاقم يوم الاثنين الماضي بعدما تقدمت القوات السورية لأول مرة منذ أشهر إلى داخل حي الخالدية الذي يسيطر عليه الثوار بمدينة حمص المحاصرة، وهو واحد من الأحياء الإثني عشر التي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية على مدى الأيام الماضية. أما في المناطق الحدودية مع تركيا فقد تصاعدت المواجهات بين الثوار والجيش السوري، ومن غير الواضح المسؤول عن إطلاق صواريخ في اتجاه تركيا، إذ في الوقت الذي قالت في دمشق إنها قصفت بلدات تركية عن طريق الخطأ، فقد فشلت في الوفاء بتعهداتها للمسؤولين الأتراك بوقف القصف الذي كان قد أسفر في الأسبوع الماضي عن مقتل عائلة تركية من خمسة أفراد ببلدة "أكاكالي" الحدودية. وكانت تركيا قد ردت يوم الاثنين الماضي على سقوط قذائف بالريف التركي في محافظة هاتاي التركية. وأمام الوضع الأمني الهش على جانبي الحدود، قامت تركيا بتعزيز حضورها العسكري وتكثيف دورياتها ليس بعيداً عن الحدود السورية، حيث أفاد ثوار سوريون يسيطرون على مناطق في محافظة الرقة السورية مشاهدتهم لدورية تركية تتألف من شاحنتين مليئتين بالجنود الأتراك بالقرب من قرية "أكاكالي" التركية. وفيما كانت تركيا إحدى الدول الصديقة للنظام السوري في الماضي وقامت بمساعدته على الانفتاح على المجتمع الدولي، بل قادت وساطة بينه وبين إسرائيل، فقد انقلبت عليه بعد اندلاع الانتفاضة السورية وانخراط النظام في قتل المدنيين، حينها انحازت أنقرة للثوار وطالبت النظام في دمشق بالإصلاح قبل أن تحثه على التنحي، لا سيما بعد تصاعد القتلى الذين وصل عددهم حسب الإحصاءات إلى ما يقارب 30 ألف شخص، كما سمحت تركيا باستقرار الآلاف من اللاجئين السوريين داخل أراضيها الذين بلغ عددهم 100 ألف لاجئ موزعين على عدد من المعسكرات. ولم تتأخر أنقرة أيضاً في استضافة أقطاب المعارضة السورية ودعمهم، بالإضافة إلى فتح مكاتب لقياديين في "الجيش السوري الحر" المناوئ للنظام. وفي تطور أخير أثار بعض الجدل صرح وزير الخارجية التركية، أحمد داوود أوغلو، نهاية الأسبوع الماضي أن نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، قد يقود المرحلة الانتقالية، ومع أن تقارير إعلامية قالت إن الشرع، الذي تقلد منصب وزير الخارجية وعُين نائباً للرئيس قبل ست سنوات، حاول الفرار إلى الأردن، إلا أن وسائل الإعلام السورية نفت نفياً تاماً أن يكون الشرع قد فكر في الانشقاق على النظام كما فعلت ذلك بعض القيادات السياسية الأخرى، وفي تصريحات وزير الخارجية التركي جاء أن "المعارضة تميل إلى قبول بعض الأسماء مثل فاروق الشرع لقدرته على فهم النظام"، مضيفاً أن الرجل "لم يتورط في الحوادث والمجازر الأخيرة، كما أنه حكيم ويملك ضميراً حياً، لذا قد لا يوجد أحد يعرف النظام أفضل من الشرع". حمدي إسطانبولو تركيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان سيانس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©