الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تنظيف شوارع روتردام مقابل مخصصات البطالة

10 أكتوبر 2012
روتردام (ا ف ب) - في روتردام، يتعين على العاطلين عن العمل أن يعملوا ثماني ساعات في الأسبوع لصالح البلدية، خصوصاً في تنظيف الطرقات، بغية الاستفادة من مخصصات البطالة. ويقول ماركو فلورين، نائب رئيس بلدية روتردام الواقعة غربي هولندا: “تحصل على مساعدة المجتمع إذا كانت بحاجة إليها. لكن المجتمع ينتظر منك شيئا في المقابل. لا يمكنك أن تعمل في السوق السوداء وأن تحصل في الوقت نفسه على مخصصات البطالة”. وتندرج ساعات العمل الثماني في إطار برنامج مؤلف من عشرين ساعة في الأسبوع يخضع له على مدى 15 أسبوعا العاطلون عن العمل في روتردام الذين يطالبون بمخصصات البطالة (حوالي 830 يورو شهرياً للأعزب الذي يعيش لوحده). ويشرح فلورين أن “مدة البرنامج مهمة جداً بالنسبة إلى الذين يعملون سراً. فإما أن يتخلوا عن مخصصاتهم وإما أن يبحثوا عن عمل حقيقي”. وفي حال تأخر الفرد عن العمل أو تغيب عنه من دون سبب وجيه أو في حال تعمد الفشل في مقابلات العمل، تفرض عليه عقوبة تترجم بحسم 30% من مخصصات البطالة وقد تصل إلى حد حرمانه منها بالكامل. ويقول جوزيه دا كروز، وهو يجمع النفايات في أحد شوارع المدينة،: “أشعر بأنني أفعل شيئاً مقابل المال الذي أتلقاه وبهذه الطريقة أبقى في جو العمل. لا أشعر بالخجل من هذا العمل”. فقد هذا الرجل الهولندي البالغ، من العمر 30 عاماً، عمله مؤخراً في قطاع البناء وانقضت المدة التي يحق له فيها الحصول على مخصصات البطالة. ويخبر موريس هانارت، البالغ من العمر 43 عاما وهو يجلس في صف يتلقى فيه تدريباً على البحث عن وظيفة، “في البداية، ترددت طبعاً لكن هذا أفضل من البقاء في السرير. فهنا نعمل ضمن مجموعة ونستمر في رؤية الناس”. ومع أن برنامج “فيرك لونت” يهدف في الدرجة الأولى إلى حث العاطلين عن العمل على إيجاد وظيفة بأسرع وقت ممكن، إلا أنه سمح أيضا بتخفيض نفقات البلدية التي يسيطر عليها حزب العمال. ويبلغ معدل البطالة في مدينة روتردام التي تضم أكثر من 600 ألف نسمة والمرفأ الأول في أوروبا، حوالي 12%، أي ما يقارب ضعف المعدل الوطني. وبعدما واجهت روتردام عجزا متزايدا في ميزانية مخصصات البطالة، اتخذت سلسلة من التدابير في صيف 2011 منها برنامج “فيرك لونت” المستوحى من ممارسات معتمدة في الولايات المتحدة. وقد ساهم هذا البرنامج ابتداء من أيلول/سبتمبر 2011 في تعزيز سياسة متبعة منذ سنوات عدة في المدينة. وسرعان ما أعطى البرنامج ثماره. ففيما بلغ العجز في ميزانية مخصصات البطالة 91 مليون يورو سنة 2011، أشارت توقعات العام 2012 إلى أن هذا العجز قد ينخفض إلى حوالي 20 مليون يورو. ومن بين 3100 شخص استفادوا اعتبارا من مطلع العام 2012 من البرنامج، لم يعد 40% يستفيدون من المخصصات إما لأنهم وجدوا وظيفة جديدة وإما لأنهم قرروا الاستغناء عن المساعدة المالية أو حرموا منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©