محمود الحضري وصبحي بحيري (دبي، رأس الخيمة) - تعهد تجار مواشٍ بدبي ورأس الخيمة باستيراد كميات كبيرة من المواشي والأغنام لتلبية الطلب المتزايد خلال الفترة المقبلة، في وقت تشهد فيه أسعار الموشي تراجعاً تصل نسبته إلى 20%,مقارنة مع الموسم الماضي.
وقال تجار برأس الخيمة إنهم تعاقدوا على شراء 300 ألف رأس من الأغنام تخصص للأضاحي، فيما أكدت شركات استيراد مواش بدبي أن الأسبوع المقبل سيشهد دخول كميات كبيرة من اللحوم الحية وخصوصاً الأغنام الى الدولة.
وذكر التاجر يعقوب الشحي أن أسعار المواشي تشهد تراجعاً هذا العام بنسبة 20%، مقارنة بأسعار العام الماضي، لافتاً إلى أن ذلك يعود لانخفاض قيمة التومان الإيراني وتراجع تكلفة النقل، وكذلك استيراد كميات كبيرة من المواشي لتغطية الطلب خلال موسم العيد.
من جانبه، أفاد محمد الشمايل من شركة الإمارات للمواشي بأن السوق يتميز هذا العام بالتنوع الكبير، خاصة مع وجود أكثر من 15 شركة رئيسية تستورد الأغنام والموشي، فضلاً عن عشرات المستوردين الآخرين.
وأوضح ان الكميات المتاحة حالياً تمثل أكثر من 75% من المستهدف استيراده، لافتاً إلى أن الأسعار تتوقف على نوعية الأغنام وتوافر الكميات. وأشار الى ان الاغنام من الفصائل العربية، تعتبر الأغلى، تليها الايرانية، وتتوالى الأنواع الأخرى بعد ذلك، لتصل الى الأغنام الصومالية، مبينا بأن الاستيراد المبكر، عامل مهم في تحديد السعر في السوق. وذكر الشمايل أن توافر الكميات والرقابة على الأسواق تعلب دورا في تحديد الأسعار، منوها الى أن التقديرات تشير الى أن الكميات التي تدخل يوميا عبر المنافذ المختلفة، تزيد بنحو 25% الى 35% عن الفترة المماثلة من العام الماضي، لافتا الى أن فترة عيد الأضحى تمثل ما يصل الى 40% من حجم الاستيراد على بعض الانواع على مدار العام.
وحول الاسعار الحالية، يشير الى أن السعر الطبيعي بين المورد والبيع المباشر في الاسواق يصل بفارق هامش ربح في حدود 7% الى 12%، فغالبا تاجر التجزئة يتحمل تكاليف التغذية والتخزين والتي تمتد ما بين 15 الى 30 يوما.
بدوره، أكد الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد أن جميع أنواع الأغنام والمواشي المخصصة للاستهلاك المحلي متوافرة بكميات كبيرة في مختلف مناطق الدولة. وأشار النعيمي خلال جولة تفقدية لسوق الأغنام الرئيسية بمنطقة الفليه في رأس الخيمة أن الإجراءات الحالية المتخذة من قبل وزارة البيئة والمتعلقة بفحص المواشي هي إجراءات احترازية تهدف إلى ضمان وصول الذبائح السليمة إلى المستهلك.
وأضاف أن الأسعار الحالية للمواشي تعتبر مناسبة وتقل عن مستوياتها في الأعوام الماضية بنسبة تصل إلى 20%، مؤكداً وفرة المعروض الذي يعتبر للاستهلاك وليس للأضاحي وتوقع وصول كميات كبيرة من الأغنام والمواشي المخصصة للأضاحي بعد عشرة أيام.
وأكد النعيمي أن الوزارة سوف تراقب الأسواق خلال الأيام القادمة لمنع استغلال التجار بما يحفظ مصلحة جميع الأطراف، لافتاً إلى أنه ستتم مواجهة أية عملية تلاعب في الأسعار بالغرامة التي سيتم مضاعفتها في حال تكرارها مع اتخاذ إجراءات حازمة تصل إلى إلغاء الرخصة وتقديم أصحابها للقضاء في حال الإصرار على المخالفة.
وأشار ان الوزارة تتعاون مع الدوائر الاقتصادية المحلية في ضبط السوق، ومخالفة كل الحالات التي تتعارض مع نصوص قانون حماية المستهلك.
وشكا تجار في رأس الخيمة من ضعف إقبال المستهلكين خلال الفترة الحالية بسبب الإجراءات التي تتخذها الجهات المحلية والخاصة باشتراطات فحص المواشي قبل ذبحها.
وقال التاجر شاه خان إن لديه نحو 800 رأس من المواشي لم يستطع بيع أي منها بسبب الإجراءات الحالية في السوق والتي ستنتهي يوم السبت المقبل.
وأضاف أن الاعتقاد السائد في السوق أن كافة الحيوانات الموجودة مصابة وهذا ليس صحيحاً ولا يتفق مع واقع التحليلات التي تجريها البلدية ووزارة البيئة. وأوضح النعيمي أن كميات الأغنام والمواشي الحية التي دخلت الدولة حتى الآن توفر الغطاء الآمن للمستهلكين وتسد الطلب على أضاحي العيد. وقال إن السوق يضم كافة الأنواع التي تلبي طلب المستهلكين بمختلف شرائحهم، وجنسياتهم، كما تلبي طلب الجمعيات الخيرية، مؤكدا ان الايام المقبلة ستشهد دخول كميات كبيرة من الأغنام الأمر الذي سيسهم في استقرار الأسعار، وتخفيض بعض الأنواع بنحو 20% على الأقل.
وأشار النعيمي إلى أن كميات الأغنام التي تدخل السوق حاليا تشمل اللحوم الحية الهندية، والباكستانية، عن طريق منافذ دبي، بخلاف الأغنام الأسترالية، أيضا، الى جانب دخول كميات عن طريق منافذ رأس الخيمة، من لحوم الأغنام الحية الإيرانية، والتي تلقى طلبا من شرائح مختلفة، كما تدخل عبر منافذ الدولة الأخرى كميات من انواع الأغنام الجزيري والنجدي.
وقال إن استيراد الأغنام من الأسواق المحررة، والباب مفتوح أمام التجار وشركات التجزئة للاستيراد المباشر، من دون أي نوع من الاحتكار، وهو الأمر الذي من شأنه أن يوفر كميات كافية، وتنافسية في الأسعار، لافتا إلى أهمية الشراء المبكر للأضاحي، للحصول على أسعار أفضل.
من جهة أخرى، أفادت بيانات للمكتب الإقليمي لشركة اللحوم والمواشي الأسترالية بأن التعاقدات على واردات اللحوم الاسترالية الى الإمارات أكثر من 30% من التعاقدات على مستوى منطقة الشرق الأوسط . وبلغت واردات الامارات من منتجات لحم الضأن الاسترالي اكثر من 12,5 ألف طن خلال العام الماضي وارتفعت واردات لحوم الابقار الى 7,4 آلاف طن مقارنة مع 5,8 آلاف طن في العام 2010.
الى ذلك قال داوود من الخليج للمواشي إن الكميات الوارد والمتعاقد عليها الى الامارات قد شهدت نموا بخلاف السنوات الماضية، الا ان السعر للمستهلك النهائي يتوقف على عوامل عديدة بينها النقل، والتكاليف الاضافية، والكميات المتاحة، بخلاف توقيت الشراء، منوها الى أن الشراء حاليا ولمدة أسبوع هو أفضل توقيت.
عدد اليوم
