السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المسيرات الاحتفالية.. تعبير عن الفرحة مع غياب ثقافة الاحتفال

المسيرات الاحتفالية.. تعبير عن الفرحة مع غياب ثقافة الاحتفال
3 يناير 2013 15:29
يفسد شباب باستهتارهم أجواء الفرح التي تسود المسيرات الاحتفالية بالمناسبات الوطنية والرياضية وغيرها، بحسب مواطنين ومسؤولين يرون أن هذا الاستهتار سببه “غياب ثقافة الاحتفال”، مطالبين الجهات المختصة باتخاذ موقف حازم إزاء من اعتبروه “يشوه صورة احتفالات الدولة بمناسباتها”. وتتكرر مظاهر تنظيم المسيرات الاحتفالية في شوارع الدولة مع حلول أية مناسبة ذات طابع جماهيري، حيث تزدان السيارات بالألوان والعبارات والأشعار، وتصدح الأغاني الوطنية، إلا أن ما يعكر صفو الاحتفال ما يصدر عن بعض الأفراد من تجاوزات ومخالفات سير، إضافة إلى تصرفات خارجة عن الذوق العام. ويعزف كثيرون عن المشاركة في مثل هذه المسيرات نتيجة تحول بعضها إلى فوضى واستهتار بحياة الأفراد وسرعة واستعراض ولامبالاة في القيادة، وخروج من سقف السيارة، ومضايقة العائلات، وإيقاف السيارات في منتصف الطريق وتعطيل حركة السير ما يسبب مزيداً من الفوضى في الشارع. وتبذل إدارات المرور في مختلف أنحاء الدولة جهوداً مضنية خلال المسيرات الاحتفالية للحفاظ على الأمن وضبط حركة السير والأمن في الشوارع، والحفاظ على السلامة العامة للأفراد والممتلكات، مع حرصها على تهذيب الفرح والحماسة التي تغلب على المسيرات. سلوكيات غير حضارية وتقول مهرة الحساني إن تنظيم المسيرات الاحتفالية للتعبير عن المناسبة أمر ممتع، وأن جميع من يتواجد في المسيرة له حق التعبير والاستمتاع بها والاحتفال بطريقة راقية. وتوضح الحساني أن هناك سلوكيات لبعض الأشخاص في المسيرات الاحتفالية تعتبر غير حضارية، فالتصرفات التي يقومون بها تكون مؤذية ومنفرة وغير مستحبة للآخرين. فبعض الشباب يعمد إلى مغادرة سيارته وإغلاق الشارع والتجول بين المركبات، كما يبادر بعضهم إلى رش الأشخاص الموجودين في الشارع بالرغوة دون مراعاة للخصوصية، بل بعضهم يتجرأ إلى فتح أبواب المركبات ورش من بداخلها على وجوههم، ما يتسبب أحياناً في حدوث مشاجرات. وتعتبر أن هذه التصرفات لا تعتبر أسلوباً متحضراً للاحتفال، مشيرة إلى أنها تتجنب الخروج إلى المسيرات الاحتفالية، خشية التعرض لهكذا مواقف. وتفضل الحساني أن تتدخل الشرطة في تنظيم المسيرات الاحتفالية لتفادي المخالفات والحفاظ على الذوق العام للاحتفال، مستذكرة جهود عمال البلديات في تنظيف الشوارع والطرق من آثار المسيرات. وتشير آمنة النقبي إلى أنها تحب المشاركة في المسيرات الاحتفالية، خصوصاً إذا كانت المناسبة هي اليوم الوطني، لكن دائماً ما تصطدم ببعض التصرفات من السائقين والذين يزعجون الآخرين بتصرفاتهم، بل يقوم بعضهم بإغلاق الشوارع بسياراتهم، غير مكترثين بوجود أشخاص على عجلة من أمرهم، أو مرضى أو سيارات إطفاء وإسعاف. كما تشير النقبي إلى الدور الكبير الذي تقوم به دوريات الأمن والمرور في محاولة تنظيم المسيرات والانتهاء منها بأسرع وقت، لتنظيم عملية المرور والتخلص من العرقلة المرورية التي تحدثها المسيرات، عبر توزيع منشورات توعوية لتنبيه السائقين المشاركين في المسيرة، وتشجيع السائقين عن طريق توزيع جوائز للسائقين المثاليين والمشاركين في المسيرة. لحظة طيش يقول خالد محمد إنه غالباً ما يشارك في المسيرات الاحتفالية مع أصدقائه، سواء الاحتفال باليوم الوطني أو رأس السنة الميلادية، حيث يبادرون إلى شراء كميات كبيرة من رش الرغوة لاستخدامها في المسيرات الاحتفالية. ويوضح خالد أنه دائماً ما يستغل المناسبات المختلفة هو وأصدقاءه للخروج إلى الشوارع وإطلاق الهتافات وأبواق سياراتهم، مضيفاً أنه من حق كل شخص التعبير عن فرحته في أي مناسبة سعيدة، وأن بعض الأمور التي تخرج منهم تكون بلحظة طيش، أو أنها نتيجة الحماس الزائد، لكن مع مراعاة تفادي أي أمر قد يضر بالأفراد المشاركين في المسيرة. ويرى عبدالله بطي أن هناك تصرفات مزعجة ومنفرة من بعض الأشخاص في المسيرات، مطالباً بوضع قواعد صارمة للخروج في المسيرات الاحتفالية، بحيث تنتهي حرية الفرد عند بدء حرية الآخرين، ويضبط كل من يحاول تعكير صفو غيره من المحتفلين. ويلفت عبدالله الانتباه إلى أن ليس جميع المركبات في الطريق تكون مشاركة في المسيرة، وأن تصرفات بعض الشباب في إعاقة الحركة المرورية تتسبب في إعاقة حركة سيارات الإسعاف أو الإطفاء أو سيارات الشرطة، أو الأشخاص الذين لديهم مصالح أو أعمال. ويطالب هيثم هاشم بموقف أكثر حزماً من جميع الجهات المختصة وأن على جميع الأشخاص الذين يريدون الاحتفال أن يحترموا القانون، مقترحاً إصدار مزيد من النشرات التوعوية ونشرها في جميع وسائل الإعلام وخلال المسيرات. احتفال حضاري يؤكد المقدم جمال سالم العامري رئيس قسم العلاقات العامة بمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، حرص المديرية على مضاعفة جهودها لتعزيز السلامة المرورية لقائدي المركبات، والتمتع بالمسيرات الاحتفالية بعيداً عن الحوادث المرورية والتجاوزات والمخالفات، وتوفير السلامة للجميع حتى تعم الفرحة بعيداً عن مآسي الحوادث المرورية. ويقول العامري: بالنسبة لعملية الاحتفال بأي مناسبة لابد أن تكون بطريقة حضارية وليس الاحتفال بطريقة عشوائية، وأنه واجب على جميع من يشارك بالمسيرات الاحتفالية عكس الوجه الحضاري للدولة. ويستذكر العامري بعض المخالفات والتصرفات التي تحدث من بعض شباب المسيرات الاحتفالية وهي الجلوس على مقدمة السيارة، والخروج من سطح المركبة، وعملية حرق الإطارات، والتي اعتبرها تصرفات غير مسؤولة تؤدي إلى حالات عدة وحوادث بسيطة أوقوية، مثل الصدم أو الدهس. ويؤكد المقدم العامري أهمية وجود دوريات المرور في مثل هذه المسيرات لحفظ الأمن وانسيابية المرور، ومخالفة كل من لا يلتزم بتعليمات رجال المرور، مشدداً على ضرورة حرص سائق المركبة أو المرافقين على التصرفات العشوائية أو غير المسؤولة، خصوصاً المرافقين من يقومون برش “الرغوة”، ما يؤدي إلى إصابة المحيطين بهم، بأعينهم أو تسبب في حساسية للوجه أو بأي شكل آخر، وضرورة توجيه مختلف الأعمار على الالتزام والتصرف لما يليق بما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة. ويشير العامري إلى أن هناك مواد قانونية وقرارات في الدولة تحُد من هذه التصرفات، والتي لابد من السائق والمرافقين له الالتزام بها، باعتبار أن القانون واضح للجميع. ويضيف أنه تم توزيع منشورات خاصة على جميع المحال المتخصصة بزينة السيارات حول أهم القوانين الواجب الالتزام بها عند تزيين السيارات مثل عدم تضليل الزجاج الأمامي، وعدم وضع صور أصحاب السمو حكام الدولة في أماكن لا تليق بها وبعض المعايير الأخرى، وتم الإعلان عن جميع قوانين المسيرات الاحتفالية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. إضاءات أبرز المخالفات: الجلوس على مقدمة السيارة والخروج من سطح المركبة وعملية حرق الإطارات واستخدام الرش من قبل السائقين والركاب، وإدخال زوائد على المركبات تؤثر على الرؤية والسلامة، وتزويد المركبات بمضخمات الصوت (هدرز-فلتر)، ما يتسبب في الضجيج والإزعاج، والترجل من المركبة بالطريق العام، وتلوين الزجاج الأمامي ونافذة السائق، وإلقاء المخلفات على الطريق، وطمس لوحات الأرقام. مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي حجزت 600 مركبة لمدة شهر والغرامة ألفا درهم، و12 نقطة مرورية لمخالفة سائقيها قانون السير والمرور وضوابط تزيين المركبات، ونشر الإزعاج والفوضى والرش بالرغوة والترجل منها على الطرق العامة، والقيام بسلوكيات بعيدة عن روح الاتحاد، وذلك خلال الاحتفال باليوم الوطني للدولة الحادي والأربعين. عدد المخالفات لقانون السير والمرور التي تم تحريرها خلال الاحتفالات بكل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، خلال الاحتفال باليوم الوطني الـ41 بلغت نحو 7603 مخالفات. في احتفالات اليوم الوطني الأربعين بينت الإحصائيات أن 551 مركبة كانت مطلوبة للحجز لعدم التزام سائقيها بضوابط تزيين المركبات، وبلغ عدد المخالفات التي حررت خلال تلك الاحتفالات 2820 مخالفة. محظورات مسيرات الاحتفال تغيير لون المركبة تحميل المركبة بأكبر من العدد المقرر لها الخروج من النوافذ وفتحة السقف تعتيم أو تلوين الزجاج الأمامي أو زجاج السائق طمس الأرقام الأمامية أو الخلفية تزويد المركبة بمواد الضجيج استخدام أنواع الرش “سبريه الحفلات” أو الرغوة النزول من المركبة على الطرق العامة الوقوف في الطرق الفرعية والرئيسة ومواقف الحافلات وسيارات الأجرة. عالمة اجتماع: التعبير عن الفرح والسعادة سلوك طبيعي لكن دون إحداث فوضى تعتبر الدكتورة سعاد العريمي، أستاذة علم اجتماع في جامعة الإمارات أن التعبير عن الفرح يعتبر سلوكاً طبيعياً، أما حيث يتحول الفرح إلى فوضى فهذا هو الخطأ، داعية إدارات الأمن والمرور إلى بذل مجهود أكبر في تنظيم العملية الاحتفالية للأفراد، وتوعيتهم بجميع القوانين لتفادي مخالفتها. فالشخص يجب أن تكون لديه خلفية حول أي قانون حتى لا يقوم بتصرفات تعتبر مخالفة له، وأن أي سلوك خاطئ يقوم به الشخص، يجب تعليمه قبل نقده ومعاقبته، حتى لا يتحول الموضوع لفوضى. وتؤكد العريمي أن المسألة برمتها عملية تنظيم لا أكثر، وأن جميع الأجيال عند توضيح الأمور لها، وإفهامها ما هو الصحيح وما هو الخطأ فإنها تستجيب. الطب: الرغوة قد تسبب أضراراً للجلد والعيون تؤكد دكتورة الجلدية جواهر الحمادي أن رش الرغوة التي تستخدم في الاحتفالات الوطنية، غالبا ما تتسبب في أضرار صحية للعيون، فضلاً عن حدوث مشاكل جلدية، خصوصاً عند الأطفال الذين غالباً ما تتأثر جلودهم ويصابون بأمراض جلدية جراء ملامسة الرغوة لبشرتهم بشكل مباشر. وتضيف الحمادي أن الرغوة تتكون من مواد غير طبيعية، وبالتالي من الطبيعي أن تؤثر على الإنسان وتسبب هيجاناً لجلد الإنسان خصوصاً الحساس منه. وتقول الحمادي إن هناك أنواعاً من الرغوة تكون رديئة التصنيع بحيث تكون مصنعة من مواد تنظيف ما يزيد من أضرارها على صحة الإنسان. وتلفت الانتباه إلى أن هناك أنواعاً من الرغوة تحتوي على مادة “ديوكــسان”، وهي مادة تم حظر استخدامها في أي منتج تجميل أو مستحضــرات أو مساحيق شامبو بأي نسبة، وذلك لضررها على صحة الإنسان، وتسببها في الإصابة بالسرطان، إضافة إلى تلف في الكليتين والكبد عند استخدامها على المدى الطويل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©