الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس تستعد لانطلاق انتخابات تاريخية غداً

تونس تستعد لانطلاق انتخابات تاريخية غداً
22 أكتوبر 2011 01:18
اختتمت مساء أمس الحملة الانتخابية لاقتراع تاريخي نتائجه غير معروفة سلفا للمرة الأولى، سيختار فيه الناخبون مجلسا تأسيسيا مهمته الأساسية وضع دستور جديد “للجمهورية الثانية” في تاريخ تونس المستقلة وسط توقعات بان يحقق حزب النهضة افضل نتيجة فيه. ونظمت مختلف القوائم الحزبية والمستقلة طوال نهار أمس وحتى منتصف الليلة الماضية آخر اجتماعاتها الجماهيرية وعملياتها الدعائية تمهيدا لموعد الغد الذي سيشكل فرزا تاريخيا للقوى السياسية في تونس ووزنها الحقيقي. ويصعب تقدير نسبة المشاركة في الانتخابات ومن سيختاره التونسيون من اكثر من 11 ألف مترشح في اكثر من 1500 قائمة انتخابية، ومعرفة رد فعل الناخب التونسي بعد تسعة اشهر من الثورة ازاء مشهد سياسي حدثت فيه تغييرات كبيرة منذ الإطاحة بنظام بن علي في 14 يناير 2011. وحث رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي مساء أمس الأول مواطنيه على التوجه غدا الأحد إلى مكاتب الاقتراع “بلا خوف” للقيام بواجبهم في أول انتخابات تشهدها تونس بعد تسعة اشهر من الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في يناير. وقال قائد السبسي في كلمة سجلها عقب آخر اجتماع لمجلس الوزراء أمس الأول وبثها التلفزيون مساء “اطمئن المواطنين أن العملية الانتخابية ستتم على أحسن ما يرام ونطلب منهم أن يتوجهوا لأداء الواجب بلا خوف” مؤكدا أنه “لا يمكن أن يقع تزوير” وأن الدولة وضعت كل إمكاناتها لمساعدة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لإنجاح انتخابات المجلس التأسيسي التاريخية. وأضاف “هناك من يتخوف من حدوث فراغ في الحكم” مؤكدا أنه لا مجال للخوف من حدوث ذلك، مذكرا بان الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع كان أوضح قبل أيام “أن الحكومة ستستمر في صلاحياتها إلى حين تكوين حكومة جديدة”. وقال ان تسليم السلطة في تونس للسلطات التي سيقررها المجلس ألتأسيسي الذي سينبثق عن انتخابات غد الأحد لن يتم قبل 9 نوفمبر، بحسب تقديرات المختصين في القانون وذلك أخذا في الاعتبار لآجال الطعون في الانتخابات. وأضاف إنه “في ذلك التاريخ يقوم رئيس الدولة المؤقت بإصدار أمر بدعوة المجلس ألتأسيسي للانعقاد ثم يجتمع المجلس لينتخب رئيسا ويكون اللجان .. ويقرر التنظيم المؤقت للسلطة” للمرحلة الانتقالية لما بعد الانتخابات. وتابع أنه “حين يوافق المجلس التأسيسي على التنظيم المؤقت للسلطة تنتهي مأمورية هذه الحكومة بكل أجهزتها وتسلم الأمانة لمن يتم انتخابه أو تعيينه” سواء لرئاسة الجمهورية أو لرئاسة الحكومة مشددا أنه لن يكون هناك أي فراغ في السلطة. وأكد أن “من يأتي (عبر صندوق الاقتراع) مرحبا به وسنساعده” في الوقت الذي ينتظر أن تحصل حركة النهضة على افضل نتيجة في هذه الانتخابات. وخاطب التونسيين قائلا “اذهبوا لتصوتوا (الأحد) ونحن نضمن أن الأمور ستسير على أحسن ما يرام .. لنثبت للعالم أن الديمقراطية يمكن أن تنجح في دولة من العالم الثالث وأن دولة شعبها مسلم يمكن أن تنجح في ذلك .. هذا أمر مهم يطرح للعالم العربي والإسلامي وهو أنه لا تعارض بين الدين الإسلامي والديمقراطية”. وأكد انه مع الإجراءات التي اتخذت والضمانات المتوفرة “لا يمكن أن يقع تزوير” في الوقت الذي أشارت فيه حركة النهضة الأربعاء إلى احتمال “التلاعب” بالانتخابات. وأضاف أن حكومته “ستبذل قصارى جهدها لضمان سير الانتخابات في أحسن الظروف وبذلك تكون قد قامت بواجبها وأدت الأمانة الموكولة إليها”. من جانب آخر شدد قائد السبسي على أن من يشكك في العملية الانتخابية أو في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات “هو كمن يشكك في نفسه”. وتجري العملية الانتخابية للمرة الأولى في تونس تحت إشراف هيئة عليا مستقلة للانتخابات بعد أن ظلت وزارة الداخلية تنظم لأكثر من 55 عاما انتخابات معروفة النتائج سلفا. وقال قائد السبسي إن انتخابات الأحد ستشكل “كسبا كبيرا وفاصلا بين عهدين” مشيرا إلى أن “هناك أناسا لا يريدون الانتخابات ويعتبرونها كفرا .. ولا يسعون لكسب التأييد لموقفهم بالدعاية والإقناع بل بالقوة” في الوقت الذي كانت فيه مجموعة سلفية صغيرة غير مشاركة في العمل السياسي ، في الآونة الأخيرة وراء عدد من حوادث العنف. وقال في هذا السياق في شيء من الطرافة إنهم “يعتبرون الديمقراطية كفرا، على غرار ما قال (معمر) القذافي رحمه الله، من تحزب خان” في إشارة إلى إحدى شعارات الكتاب الأخضر للزعيم الليبي السابق الذي أعلن مقتله الخميس. وتدير الحكومة الموقتة بقيادة الباجي قائد السبسي تونس منذ 28 فبراير. وكان تم تشكيلها بعد الإطاحة، تحت ضغط الشارع، بحكومتين شكلتا بعد فرار بن علي اثر ثورة شعبية غير مسبوقة ضد نظامه. وتشهد تونس غدا الأحد انتخابات تاريخية لاختيار أعضاء مجلس تأسيسي تعود بانتخاباتهم الشرعية لمؤسسات الدولة وتتمثل مهمتهم الأساسية في وضع دستور جديد لـ”الجمهورية الثانية” في تاريخ تونس المستقلة.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©