ممدوح البرعي:
دقت طبول العاشرة في نادي النصر فقد انهمر الأسبوع العاشر لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم مطراً وجدباً على أرض العميد وكان الحصاد تعادلاً عادلاً على أرضه أمس 2/2 أمام فريق الشباب المتألق والمنظم فارتفع كل منهما الى النقطة 14 في حسابات المسابقة - عرف العميد مطر الأهداف وكان مكسبه الأكبر نجاح الثنائي الأجنبي الجديد نيناد يستروفيتش والفرنسي جان لويس في احراز هدفيه في الدقيقتين 48 و58 فيما أحرز هدفي الشباب الغاني برنس تاجو والمتألق ''بالصدفة'' داوود علي في الدقيقتين 31 و·62
أما الجدب الذي صادفه العميد فكان تلك الحالة المتردية لدفاعاته الشهيرة ''بعلامة الإتقان والجودة''، ربما لغياب نجوم الوسط علي عباس ودرويش أحمد ومسلم أحمد بسبب الإيقافات مما كان له رد فعل عكسي على الدفاع المبكر·
الطريف ان المتألق الشاب داوود علي شارك بقرار مفاجئ قبل دقائق من المباراة وكان من المقرر ان يلعب راشد علامي فكانت ''الصدفة'' خير من ألف ميعاد وتألق داوود وكافأ مدربه بهدف وحركة دائبة ساهمت في سيطرة الشباب على المباراة·
وكاد النصر أن يدفع ثمناً باهظاً للتجارب ''الهولمانية'' التي انفجرت كالنيران الصديقة في وجه العميد عندما حاول هولمان المدير الفني ان يبتكر الجديد - غير المفيد - فنقل يوسف موسى من مواقعه المفضلة على الطرف الأيسر الى عمق الوسط ليخلي مكاناً للوافد الجديد الفرنسي صاحب اللمسات الساحرة جان لويس فخسر جهودهما معاً وتخبطت تحركاتهما ولم تنتج الكيمياء التي أرادها هولمان فانعدمت الخطورة الهجومية للنصر على الاطراف ولم يستطع نيناد يستروفيتش ثاني الأجانب الجدد في صفوف الفريق ان يلعب دور ''رامبو'' أو عنترة بن شداد ويغزو الجيش الدفاعي المتماسك لفريق الشباب بمفرده!
في المقابل كان تكتيك الشباب منطقياً واضحاً فيه الكثير من الفعالية دون حاجة الى ابتكارات خاصة فتألق ثنائي الهجوم برنس تاجو الغاني الخطير ومعه سالم سعد واستطاعا شرخ دفاعات النصر أكثر من مرة بمعاونة صادقة من ايمان مبعلي مثلث الهجوم دائم الحركة مع اجتهادات هجومية ودفاعية من ثنائي قلب الميدان داود علي وعادل عبد الله وأداء ملتزم على الأجناب تقدماً وارتداداً من ناصر يوسف في اليمين وعبد الله درويش في اليسار فتوزعت الادوار بوضوح ودون تعقيد واحسن الفريق الحركة والانتشار وأفرز فرصتين في الدقيقة الأولى وثالثة في الدقيقة السادسة كانت الاخطر حيث انفرد مبعلي تماماً وتصدى سالم عبد الله حارس النصر قبل ان يكلل الشباب خطورته بركنيات متوالية وضربات حرة أخطرها ايضاً انطلقت من قدم مبعلي في الدقيقة 17 وكادت تفلت من بين يدي الحارس·
ظلت الأخطاء الدفاعية للنصر تهدد مرماه وتغري الشباب بمزيد من الهجوم وكان خط وسط الشباب في حالة أفضل فيما غاب وسط النصر عن الأحداث رغم تحركات محمد ابراهيم وعدنان حسين وعامر مبارك وجاءت الترجمة في الدقيقة 31 من خطأ دفاعي فادح انفرد على إثره الغاني برنس تاجو واودع الكرة أرضية لتجرح شباك العميد بهدف السبق·
انتفض النصر قليلاً بعد الهدف واطلق محمد ابراهيم قذيفة ارتدت من القائم الأيسر ثم انفرد عدنان حسين لكنه سدد بين يدي اسماعيل ربيع حارس الشباب ثم سرعان ما هدأ التيار الهجومي النصراوي لتعاود المباراة سيرتها الاولى ويسيطر الشباب مجدداً ويطلق سالم سعد صاروخاً فوق العارضة مباشرة يتبعه داود علي بصاروخ مماثل بجوار القائم·
في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع تخلى هولمان عن ابتكاره الجديد فدفع برأس الحربة وليد مراد بدلاً من الظهير الأيسر سعيد مير وانتقل يوسف موسى الى موقعه الطبيعي في اليسار ليتحرك جان لويس بحرية بين العمق والجبهة اليسرى وينطلق هجوم الفريق برأسي حربة صريحين ليتمكن من شق دفاع الشباب وبعد دقيقتين فقط نال هولمان ثمرة العودة الى الصواب لما تقدم محمد ربيع من اليمين ومرر كرة عرضية انطلق لها يستروفيتش كالصقر واصطادها في الهواء الى عمق المرمى محرزاً هدف التعادل وبعده مباشرة صافرة نهاية الشوط·
وبدأ الشوط الثاني بمزيد من الهدايا للعميد بعد ان عرفت صفوفه طعم الترميم فانفرد نيناد يستروفيتش مائلاً لليسار وحاول التسديد من زاوية صعبة فطاحت الكرة فوق العارضة معلنة قدوم النصر نحو المواقع الهجومية المتقدمة وكلل جان لويس الحرية التي تلقاها في الحركة وتغيير المراكز بهدف جميل في الدقيقة العاشرة كان ثمرة تعاون الثنائي الجديد حيث انطلقت الكرة العرضية في الدقيقة العاشرة من رأس يستروفيتش الى أقدام جان لويس المتابع الى الشباك المترقبة لمرمى الشباب معلنة تقدم النصر·
بعد الهدف لم يتراجع العميد وظل على محاولاته الهجومية وانفرد يستروفيتش مجدداً وتخطى الحارس وأودع الكرة لكن دفاع الشباب أنقذها من على خط المرمى لترتد هدفا في مرمى العميد يترجم ما عاناه دفاعه من شروخ حيث تقدم داوود علي دون رقابة أو مقاومة وصوب من على حدود المنطقة ليخدع الحارس المتقدم ويرسل الكرة من فوقه الى عمق الشباب في الدقيقة ·62
هدأت المباراة بعد الأهداف الأربعة وكان الفريقان قد اكتفيا بالتعادل مع محاولات هجومية متباعدة فيها الكثير من الحذر وظلت الكرة أغلب الوقت في الوسط ولم يأت تغيير النصر بجديد في الدقيقة 86 لما شارك كاظم علي بدلاً من محمد ربيع ناحية اليمين ولاحت فرصة الفوز للشباب في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لكن مبعلي أرسل الكرة بجوار القائم وهو في قلب المرمى·
عدد اليوم
