الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوات الفرنسية تسيطر على جاو في شمال مالي

القوات الفرنسية تسيطر على جاو في شمال مالي
27 يناير 2013 13:06
باماكو (أ ف ب) - استعادت القوات الفرنسية والمالية أمس السيطرة على مدينة جاو شمال شرق مالي فيما تصل قوات أفريقية إلى المنطقة للحلول محل القوات الفرنسية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية. وقالت الوزارة في بيان إنه “اعتبارا من مساء (السبت) تمكن سادو ديالو رئيس بلدية جاو اللاجىء في باماكو من العودة إلى مدينته”. وقد سيطر جنود فرنسيون وماليون أمس على مطار جاو، أحد أبرز معاقل المتشددين في شمال مالي الذين أعلنت إحدى مجموعاتهم في الوقت نفسه أنها تريد التفاوض بشأن الإفراج عن رهينة فرنسي. في موازاة ذلك توجه رتل من الجنود التشاديين والنيجيريين الذين كانوا متمركزين في النيجر، بعد ظهر أمس نحو الحدود المالية على بعد نحو مئة كلم إلى الشمال من جاو. وبعدما سيطر الجنود الفرنسيون والماليون على ثلاث مدن في وسط وغرب مالي، بدؤوا منذ الجمعة استعادة الشمال الذي تحتله المجموعات المتشددة منذ أكثر من تسعة أشهر، واتجهوا نحو مدينتي جاو وتمبكتو. وقال مصدر أمني مالي إن «القوات المالية والفرنسية تؤمن مطار جاو وجسر واباري في جاو. وهذان الموقعان الاستراتيجيان أصبحا تحت سيطرة القوات المالية والفرنسية»، متحدثا «عن منعطف في النزاع». وقال «إن طائرات عسكرية حطت في مطار جاو، نريد السيطرة بسرعة على الأحياء الثمانية في المدينة وتفادي الأضرار». وفي باريس أكدت هيئة الأركان السيطرة على المطار والجسر ليلا من قبل عناصر القوات الخاصة التي تحظى بدعم جوي. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في بيان «أن القوات الفرنسية سيطرت على منطقة المطار وجسر جاو»، مؤكدا «أن الوسائل المتحركة والمواقع اللوجستية للإرهابيين دمرت». ويقع المطار على بعد ستة كيلومترات شرق المدينة، أما الجسر المؤدي إلى النيجر فيقع على المدخل الجنوبي لجاو، إحدى أبرز المدن الثلاث في شمال مالي، والتي تبعد 1200 كلم شمال شرق باماكو. وأوضح مقربون من الوزير الفرنسي أن الحصيلة التي أوردتها صحيفة لوموند الفرنسية نقلا عن مصادر عسكرية وأشارت إلى سقوط مئات القتلى في صفوف المتشددين منذ بدء التدخل الفرنسي في مالي «معقولة». وقد تعرضت مواقع المتشددين في جاو مرات عدة لقصف الطيران الفرنسي. وتعتبر جاو معقلا للمتشددين فيما يسمى «جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا» الذين ارتكبوا فيها تعديات عديدة منها قطع أيدي متهمين بالسرقة. وهذه الجماعة أكدت أمس استعدادها للتفاوض من أجل الإفراج عن رهينة فرنسي تحتجزه منذ شهرين، وأعلن وليد أبو صرحاوي المتحدث باسم هذه الجماعة أن «التوحيد والجهاد على استعداد للتفاوض بشأن الإفراج عن الرهينة جيلبرتو»، في إشارة إلى جيلبرتو رودريجيز ليل الذي خطف في نوفمبر 2012 في غرب مالي. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت هذه الرغبة مرتبطة بالتدخل العسكري الفرنسي، أجاب المتحدث «نريد التفاوض. وبالنسبة للحرب بين المسلمين يمكننا التفاهم»، من دون توضيحات أخرى. ويمكن أن يفسر هذا التصريح على أنه انفتاح لمفاوضات مع باماكو يأتي بعد يومين من إعلان انشقاق داخل الجماعة التي تسمي نفسها «أنصار الدين»، وهي من الجماعات المتشددة في شمال مالي. ومواقع المتشددين في جاو قصفها الطيران الفرنسي وخصوصا طائرات رافال القتالية التي استهدفت «معسكرات تدريب وبنى تحتية ومستودعات لوجستية تشكل القواعد الخلفية للمجموعات المتشددة»، كما ذكرت باريس. لكن أحد قادة المتمردين الطوارق في مالي استبعد في تصريحات نشرت أمس في الجزائر أي تحالف مع الجيش المالي والقوة الأفريقية، معبرا عن تخوفه من تجاوزات بحق الماليين من ذوي البشرة الفاتحة (طوارق وعرب وبولي) تحت ذريعة انتمائهم للمتشددين. وقد تدخلت فرنسا في 11 يناير إلى جانب ما تبقى من الجيش المالي ضد المتشددين الذين تعرضت سياراتهم البيك أب وقواعدهم الخلفية للقصف من أجل منع تقدمهم إلى الجنوب والعاصمة باماكو. واستعاد الجنود الفرنسيون والماليون مدن ديابالي وكونا ودوينتزا واستعادوا للمرة الأولى أيضا أمس الأول السيطرة على قرية في الشمال هي همباري التي تبعد 920 كلم شمال شرق باماكو وعلى بعد 200 كلم عن جاو. وسمح الجيش المالي أمس للصحفيين بالدخول إلى كونا التي استعيدت من المتشددين في 18 يناير. ورأى صحفيون سيارات بيك اب مدمرة وآلية لنقل الجند متضررة وذخائر مبعثرة. ودمرت دبابة قرب سوق السمك. ويتقدم رتل آخر فرنسي ـ مالي بعد سيطرته على ديابالي (غرب) نحو «ليري» شمالا بهدف استعادة مدينة تمبكتو. وأفاد مصدر أمني نيجيري بأن قوات تشادية ونيجيرية غادرت أمس معكسر «اوالام» شمال نيامي وتتوجه نحو الحدود المالية بهدف الوصول إلى جاو بحسب مصدر امني نيجيري. وقد يتوجه جنود نيجيريون آخرون إلى جاو جوا من نيامي بحسب هذا المصدر. ورد المتشددون أمس الأول بتفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجيرية فقطعوا واحدا من الطريقين اللذين يمكن أن يسلكهما الجنود التشاديون الآتون من النيجر. وعقد رؤساء الأركان في غرب افريقيا اجتماعا طارئا السبت في أبيدجان لتسريع وصول تعزيزات إقليمية فيما قرر مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي أمس الأول زيادة عديد القوة الأفريقية في مالي. وتنوي المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا إرسال أربعة آلاف عنصر، وصل نحو ألف منهم إلى مالي. كما وعدت تشاد من جهتها بألفي جندي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©