الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنامل صغيرة تمحو آثار المخلفات الخشنة

أنامل صغيرة تمحو آثار المخلفات الخشنة
20 أكتوبر 2013 20:57
تنطلق الحملة الوطنية «نظفوا الإمارات» في ديسمبر من كل عام وتستمر لمدة أسبوع، منذ انطلاقها عام 2002 بمبادرة من مجموعة عمل الإمارات، وبشهادة المختصين في الشؤون البيئية تعد الحملة من أكثر الفعاليات تأثيراً على الوعي البيئي، وغرس الشعور بالمسؤولية البيئية عند جميع المشاركين من مختلف الجنسيات والأعمار، وتبذل المجموعة جهوداً كبيرة في كل عام بالتعاون مع مختلف الجهات على مستوى الإمارات، في سبيل الحفاظ على البيئة، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية الاتحادية والمحلية المعنية بالبيئة. قالت حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة عمل الإمارات: إن الجهات المهتمة بالوطن وحالة البيئة التي يعيش الجميع من خلالها، تبارك هذه الجهود وجهود كل فرد يشارك ضمن هذه الجماهير في هذه التظاهرة الوطنية، التي تحفز الأفراد من مختلف القطاعات المعنية وغير المعنية، بما يتماشى مع النظرة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة للحفاظ على بيئة دولتنا والعمل على استدامة مواردها لتبقى دوما ذخرا للجميع. وأضافت: نوجه الشكر والتقدير لجميع الهيئات البيئية والبلديات والجهات الحكومية وغير الحكومية، التي ساهمت بتعاونها الكبير في نجاح الحملة طوال كل الأعوام السابقة، واليوم نرى على الساحة الوطنية أحداثاً مماثلة، تسعى إلى نشر الوعي البيئي بين شرائح المجتمع، لأن مهمة حماية البيئة والمحافظة عليها هي مسؤولية الجميع، ونحن بحاجة إلى مشاركة جميع الأطراف المعنية، ولذلك هي دعوة إلى العمل والتكاتف كي يزداد عدد المتطوعين خاصة أصحاب الأنامل الصغيرة في دعم هذا الحدث بالحملات المقبلة. حملة وطنية ولفتت إلى أن مجموعة عمل الإمارات تعمل بكل جهد لبقاء أرض الإمارات نظيفة، والسماء نقية والبحار صافية والأشجار يانعة من أجل خدمة كوكب الأرض، حيث إن الثاني عشر من ديسمبر قد أصبح تاريخاً يرتبط بحملة وطنية انطلقت عام 2002 وتمكنت من جذب آلاف المشاركين، وأصبحت رمزاً للعمل البيئي بمشاركة أربعين ألف مشترك في مختلف المواقع حول الإمارات. وقالت المرعشي: إن أهداف الحملة سامية نظراً لمساهمتها في حل القضايا التي تهدف إلى حماية البيئة من التلوث، ورفع الوعي الصحي والبيئي لدى الأفراد في المكان الذي يعيشون فيه، وتجسد التنسيق والتعاون بين الهيئات والمؤسسات التي تعنى بالشؤون البيئية، وإعداد الدراسات والبرامج التي تخدم البيئة، كما أن هذه الحملات تعتبر أحد أهم آليات تفعيل دور الأفراد والقطاعات المختلفة، ضمن إطار الأعمال التطوعية الجماعية، والبحث عن الحلول المستدامة للتقليل من المخلفات والملوثات والنفايات. ولفتت إلى أن البيئة بحاجة لدور أكبر من وسائل الإعلام، للتركيز على البرامج والأنشطة المتعلقة بها، وزيادة الوعي لدى القطاعات الصناعية، من أجل الإسهام في تنفيذ الإستراتيجية الخاصة بالتنمية المستدامة، وتفعيل القرار المتعلق بالمباني الخضراء، وكذلك للتركيز على الطرق والوسائل التي تقلل من النفايات ومخاطرها، وطرق معالجتها وإدارتها بأساليب تقنية حديثه تناسب الأوضاع البيئية محلياً وعالمياً. مفاهيم التوعية وتابعت: إننا اليوم نعمل بشكل جاد وواضح، يهدف إلى ترسيخ مفاهيم التوعية لدى أفراد المجتمع، والإسهام في حماية البيئة البحرية، والاهتمام بها والحفاظ عليها من جميع أنواع الملوثات والمخلفات التي تلقى بها، بالإضافة إلى حمايتها من المخاطر المختلفة التي تتعرض لها، وهو الشيء الذي يسهم في الحفاظ على الثروة السمكية أيضاً، فنحن حين نلتقط المخلفات من على الشواطئ، فإننا بذلك نمنع وصولها إلى داخل البحر وتلتقطها الكائنات التي نتناولها. وأوضحت أن البيئة البحرية موطن للثروة السمكية، وكل حجر أو صخرة مكان أو غذاء للأسماك أو موطن لوضع بيضها، مشيرة إلى أن البيئة البحرية أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة الموجودة في دولة الإمارات ولهذا يتم التعاون مع وزارة البيئة والمياه والهيئات البيئية في الدولة، من أجل أن نبذل أقصى الجهود وأن نسخر الطاقات والإمكانيات المتوفرة للمحافظة على هذه البيئة في حالة جيدة، وبصورة يمكن من خلالها المحافظة على التنوع الحيوي الموجود في هذه البيئة. وكمثال للمخلفات التي يتم جمعها في عام قالت المرعشي، رئيس مجموعة الإمارات للبيئة وعضو إدارة الميثاق العالمي للأمم المتحدة: إن حملة جمع وإعادة تدوير عبوات الألمنيوم تعد من أنجح حملات مجموعة عمل الإمارات للبيئة لإدارة النفايات منذ انطلاقها عام 1997، حيث نجحت المجموعة من خلالها في جمع وإعادة تدوير ملايين الأطنان خلال الأعوام السابقة، بدلاً من انتهائها في مكبات النفايات، وهذا يدل على التجاوب والمشاركة الفعالة من مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة، الأمر الذي بعث رسالة مهمة بضرورة حماية البيئة والعمل معاً للحفاظ عليها. العمل التطوعي وأوضحت أن حملة المجموعة لجمع العبوات المعدنية كمثال استقطبت اهتمام مختلف الجهات في أنحاء الإمارات، وهذا يشكل دليلاً على نمو روح العمل التطوعي في المجتمع، والعمل معاً للحفاظ عليها، حيث تعد الحملة منبراً بيئياً للشباب للعمل معاً نحو هدف مشترك، حيث جمع الطلبة عبوات الألمنيوم من منازلهم ومدارسهم، وكانت مجموعات من المتطوعين الشباب تعمل على تنفيذ زيارات للمطاعم وتوعيتهم حول أهمية إعادة تدوير العبوات والعمل على تنظيم المبادرات البيئية في مدارسهم، واضعين لأنفسهم هدفاً بتخطي الكمية التي جمعوها في الدورات السابقة، ما يدل على مدى التزامهم ومشاركتهم في حملة المجموعة لإعادة تدوير العبوات المعدنية. وبينت أن حملات مجموعة الإمارات للبيئة تركز على تحفيز الشعور بمسؤولية الحفاظ على البيئة ومصادرها الطبيعية، والعمل على صيانة مصادرها مثل الأشجار التي تقطع كي تتحول إلى ورق، بالإضافة إلى المحافظة على الموارد الطبيعية للأرض. المشاكل البيئية وفيما يخص العناية والحفاظ على البيئة ومواردها يعني الحفاظ على عناصر ومقومات بقاء الإنسان، دعت حبيبة المرعشي إلى السعي لمواجهة المشاكل البيئية التي تظهر بنتيجة النشاطات البشرية في مختلف الدول، موضحة أن مواجهة تلك الأضرار التي تضر بالبيئة ومواردها، تتطلب في الأساس إدراك مكونات البيئة ومواردها، وقياس حجم المشكلات التي تضر بها، وحيث إن الموارد هي كل ما تؤمنه الطبيعة من مخزونات طبيعية، لأجل بقاء الإنسان أو استخدمها لبناء حضارته. وترى المرعشي أن دورها الوطني تجاه البيئة دعاها إلى التكاتف وبث الوعي نحو خطر نضوب المصادر الرئيسية، وأن حماية البيئة وإنماء مواردها يكون بتقليل التصنيع والاستهلاك، وذلك بدوره يعمل على الحفاظ على موارد الأرض المعرضة للنضوب، وعلى كل فرد أن يرفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع الذي يعيش من خلاله، حتى يمكن الوصول إلى تحقيق مفهوم الاستدامة. تحويل المخلفات إلى منتجات نافعة أسفرت البحوث التي تقدم خلال المؤتمرات والندوات عن أن المختصين في شؤون البيئة قد صنفوا الموارد البيئية الطبيعية إلى ثلاثة أصناف، يندرج في كل واحد منها عدد من الموارد، ولأجل صيانتها يمكن إعادة تصنيع عبوات الألومنيوم وتحويلها إلى منتجات نافعة ويمكن أيضاً إعادة تصنيع الورق والزجاج ومنتجات أخرى، للمحافظة على المصادر الرئيسية، خاصة المعادن التي تتضمن مواد مثل النحاس والذهب والحديد والرصاص، وقد يزداد استخدام الكثير من المعادن بشكلٍ كبير في جميع أنحاء العالم، ومنها الألومنيوم على سبيل المثال إلى ثلاثة أضعاف منذ عام 1960. حملات تواجه التحديات البيئية جمع المشاركون 18 ألفاً ومئة عبوة، خلال حملة جمع عبوات الألمنيوم 2011/ 2012، فيما شهدت حملة جمع الورق جمع 1.1 مليون من الورق، وأسفرت حملة جمع البلاستيك عن إعادة تدوير 97.2 ألف كيلو جرام، في حين بلغ حجم الزجاج الذي تم جمعه وإعادة تدويره عام 2011 أكثر من 274 ألف كيلو جرام، كما أسفرت حملة عبوات أحبار الطابعات عن جمع 7.79 آلاف عبوة أحبار، أما حملة جمع البطاريات فقد استطاعت التخلص السليم من أكثر من 47.58 ألفاً من قطع البطاريات، وذلك بالتعاون مع بلدية دبي، وفيما يخص الحملات التي تم إطلاقها مؤخراً، فقد استطاعت حملة الهواتف الخلوية إعادة تدوير 1103 من الهواتف الخلوية، كما تم جمع وإعادة تدوير 4.536 ملايين عبوة عصير عام 2011. وجاءت هذه الإنجازات ثمرة مشاركة 377 مؤسسة تعليمية وشركة ومؤسسة و652 عائلة وفرداً في برامج المجموعة لإدارة النفايات عام 2011، وتعكس صورة للمحافظة على الموارد الطبيعية للأرض المتواجدة في كل مناطق البيئة فهي متواجدة في البلدان ككل، وإن اختلفت أنواعها أو قلت نسبتها أو كثرت من دولة إلى أخرى، وفي الوقت ذاته فإن المشاكل البيئية الناجمة عن النشاطات البشرية والحيوية، تظهر أيضا في الدول المتقدمة والنامية، ولهذا يجب على الإنسان في مختلف بقاع الأرض، أن يحسن التصرف والتعامل مع الموارد البيئية الطبيعية، من حيث استهلاكها واستخدامها وتوفير الظروف اللازمة لاستمرارها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©