السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الين يثير مخاوف شركات الموضة!

تراجع الين يثير مخاوف شركات الموضة!
12 فبراير 2007 23:40
إعداد - محمد عبد الرحيم: أجبر انخفاض قيمة الدولار طوال العام الماضي مقابل اليورو الشركات الأوروبية المصنعة للسلع الفخمة على خفض التكاليف والمحافظة على المدخرات· أما في الأسابيع الأخيرة فإن المخاوف الحقيقية التي أصبحت تساور العديد من المديرين التنفيذيين باتت تتمثل في الين الياباني الذي أصبح يتعامل به في أدنى مستوى له في جميع الأوقات بسعر 157 يناً مقابل اليورو أو 1,28 دولار في الوقت الذي أعرب فيه العديد من الخبراء في مجال صرف العملات الأجنبية عن عدم توقعاتهم بأن تكتسب العملة اليابانية أي قوة ملحوظة في هذا العام· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً يقول ايرمينجيلدو زيجنا المدير التنفيذي المشترك للشركة الإيطالية التي تحمل اسمه والمتخصصة في إنتاج الملابس الرجالية الفخمة: ''طالما ظل الدولار في مستوى 1,30 دولار مقابل اليورو فإن بإمكاننا التعامل مع هذا الوضع إلا أن الين تجاوز مستوى 150 يناً مقابل اليورو وهذا المستوى الحالي أصبح يمثل مشكلة وصداعاً مزمناً لنا''· والى ذلك فإن معظم شركات الموضة والسلع الفخمة في أوروبا بمن فيها شركات برادا وجوشي وزيجنا ومويت هينسي لويس فيتان استمرت تنتج غالبية أعمالها في القارة الأوروبية وهي تتكبد التكاليف باليورو· وفي نفس الأثناء ظلت هذه الشركات تستدر نسبة عالية من مبيعاتها في دول تستخدم الدولار أو الين أو عملة أخرى مرتبطة بإحدى هاتين العملتين· لذا فعندما يأتي دخل المبيعات من الخارج سرعان ما يتم تحويله واحتسابه مقابل النفقات وبشكل يؤدي حتماً إلى تضاؤل الإيرادات على الرغم من أن الشركات الفخمة درجت على حماية نفسها عبر الاستثمار في مختلف الأدوات المالية لتجنب التقلبات في أسعار العملات· وفي الأسبوع الماضي أعلنت ''بولجاري'' الشركة الإيطالية المصنعة للمجوهرات عن تراجع بنسبة واحد في المئة في مبيعاتها في اليابان في الربع الأخير من العام مقارنة بنفس الفترة في عام ·2005 ولكن هذه الأرقام عندما يتم تحويلها الى اليورو وأخذ ضعف الين في الحسبان فإن هذا التراجع يتسع ليصبح بمعدل 8,3 في المئة· ويتفق فرانسيسكو تاراباني، المدير التنفيذي لشروكة بولجاري مع المخاوف التي أبداها زيجنا بشأن العملة اليابانية قائلاً ''في ظل استمرار الين بالمستويات الحالية فإننا ربما نستطيع الدفاع عن أنفسنا لكنه إذا استمر في الانخفاض فسوف يتعين علينا دراسة الوضع لكي نرى ما ستفعله المنافسة وجموع المستهلكين''· والى ذلك فقد شهدت العملة اليابانية تراجعاً بمعدل 13 في المئة مقابل اليورو في العام الماضي·· وعلى العكس من ذلك فقد افتقد الدولار 12 في المئة من قيمته مقابل اليورو في العام الماضي لكي يقترب من مستوى 1,32 دولار مقابل اليورو على الرغم من أن هذا المستوى يعتبر أفضل بقليل من الانخفاض القياسي بمقدار 1,36 دولار لليورو الذي بلغه في ديسمبر من عام 2004 أما في الشهر الماضي فقد تمكن الدولار من استعادة أنفاسه ليصعد بحوالي 1,30 دولار مقابل اليورو في سعر للصرف يعتقد العديد من المحللين انه سيصبح متوسطاً في الفترة الباقية من عام ·2007 وفي هذه الأثناء استمرت العديد من شركات السلع الفخمة تخفض التكاليف لكي يسهل عليها التعامل مع اليورو القوي· إلا أن شركة زيجنا ارتأت ان تفعل العكس حيث تعتزم إنفاق ضعف ما كانت تستثمره على مجالات التسويق والتوسعة كما فعلت في عام 2006 عبر فتح المزيد من المحال في أميركا وثلاثة محال أخرى في اليابان· اذ يقول زيجنا: ''لقد أصبح هدفنا ينصب على ابتداء الهجوم والتميز بنوع من القسوة· لأنه لن يصبح من المفيد أن تصحو فجأة في يناير من عام 2008 وتقول انك تريد فعل شيء حيال الدولار والين الضعيف إذ لا بد أن تفعل ذلك منذ فترة طويلة وبمزيد من التخطيط· وبالإضافة إلى تأثيرات العملات الضعيفة على المبيعات في الولايات المتحدة واليابان فإن قوة اليورو أصبحت تعني أيضا أن القليل من المسافرين سوف يتجهون إلى أوروبا ما ينتج عنه قلة المبيعات للسياح الذين يزورون مدن ميلانو وباريس ومدريد· وقال تاراباني: ''سوف نبيع كميات اقل بكثير لليابانيين في خارج اليابان أيضاً بسبب أن تراجع الين سوف يعني انخفاض القوة الشرائية لديهم''· ويبقى أن التنبؤ بتحركات العملة لا يعتبر علماً دقيقاً في أفضل الأحوال حيث أن الخبراء ظلوا يكسبون رزقهم عبر دراسة التأثيرات السياسية وتلك الخاصة بالاقتصاد الكلي وأسعار الفائدة بالإضافة إلى السلوك العام للمستهلكين حتى يخرجوا في نهاية المطاف بتقديرات ربما تنجح أو تخيب في تحديد أسعار الصرف المستقبلية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©