الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم خلف تفك شيفرة أدوات الجريمة وتحلل أدلة الإدانة

مريم خلف تفك شيفرة أدوات الجريمة وتحلل أدلة الإدانة
22 أكتوبر 2011 01:48
مريم خلف تعد أول امرأة مساعد خبير في مجال فحص الأسلحة على مستوى الدولة، وما وصلت إليه مؤشر على ما حققته المرأة على صعيد الحياة العملية، وقدرتها على دخولها معترك الأعمال التي احتكرها الرجال فترة طويلة من الزمن، وفتحت الوظيفة أمام خلف باب تجربة فك شيفرة القضايا الإجرامية وتحليل السيناريو الذي وضع وفق فكرة إجرامية مدروسة بعناية وصولا إلى وضع الجاني خلف القضبان لقاء ما اقترفته يداه. تسلحت مريم خلف، مساعد خبير في مجال فحص الأسلحة، بالتحدي والإصرار لتقوم بمهامها في البحث والدراسة وفحص أداة الجريمة بدقة وحرفية عالية، ولتضع مفاتيح الأدلة التي تقود إلى منفذي هذه الجرائم، فتواجدها في مسرح الجريمة ووضع المخطط له، وقراءة تفاصيل المكان منحها قدرا من المسؤولية في التعامل مع مختلف القضايا بمزيد من الجرأة والشجاعة، لتسجل نجاحا آخر يضاف إلى حصيلة إنجازاتها في علم أدلة الجريمة. تجربة جديدة حول تجربتها في قسم فحص آثار الأسلحة والآلات في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، تثني خلف على الثقة التي منحت لها، وفتح المجال أمام العنصر النسائي لأن يكون له حضور في كافة الميادين العملية، أسوة بالرجل، وأن تسهم بدورها في إرساء الأمن والاستقرار في المجتمع. وتقول خلف إن هذه المسؤولية جعلتها على أهبة الاستعداد لتكون عند حسن ظن المحيطين بها. وتوضح “الصـدفة قادتني إلى أن أطرق هذه البوابة التي اقتصر العمل فيها على الرجال، وأن أكـون أول امـرأة تقـوم بمهام مسـاعد خبير فحص الأسلحة إلى جانب العديد من الخبراء الرجال، وأقوم بنفس الأدوار من فحص الأسلحة والانتقال إلى ساحة العمل الميداني”. وتتابع “أنا خريجة كيمياء من جامعة الإمارات، فطبيعة العمل تتطلب المسار العلمي، ما أهلني للانضمام إلى فريق خبراء فحص الأسلحة، وبقدر اندفاعي لاقتحام هذه التجربة الجديدة وغير الروتينية، والتي تحمل في جعبتها الكثير من الألغاز، ومحاولة فك شفرة العديد من القضايا التي تواجهنا بين الحين والآخر، إلا أن العمل يحمل قدرا من الرهبة والقلق عند النزول في الميدان ومعاينة مسرح الجريمة، ولكن سرعان ما يتبدد هذا الإحساس وينجلي بفضل الأشخاص الذين يقفون خلفي ويساندونني ويشدون على يدي، ويتأملون مني الكثير. وهذه الثقة كانت بمثابة الدافع نحو مواصلة العطاء وإصراري على المضي قدما في كشف النقاب عن أصعب القضايا التي قد تعترض طريقي”. وحول الاشتراطات الواجب توفرها ليكون الفرد قادرا على التعاطي مع مجمل القضايا وفق أسس منطقية وعلمية مدروسة، تقول خلف “لا يتوقف دور الخبير في معاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة، وإنما البحث العلمي وتطوير فكرة التعامل مع القضايا من خلال الاطلاع على آخر الأبحاث والدراسات في عالم الأدلة الجنائية الذي نجده دائما في تجدد وتطور لمجاراة تعدد الأساليب الإجرامية الذي يمارسه الخارجون عن القانون”. وتضيف “لا بد أن يتحلى الخبير بقدر من الجرأة والشجاعة والتحدي والصبر والدقة نظرا لطبيعة العمل الذي يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والوقت للوقف على الحقائق دون مغالطة؛ فالنتيجة التي يخرج بها الخبير تبني عليه الأحكام، فالخبير أمامه مسؤولية جدا كبيرة في توجيه مجرى الأحكام الصادرة في القضية”. مهام وصلاحيات حول المهام التي يقوم بها خبير الأسلحة، توضح خلف “من المهام الذي يقوم به الخبير الخروج إلى الميدان ومعاينة مسرح الجريمة من خلال أخذ القياسات والإبعاد، والكشف عن الأداة التي استخدمت في الجريمة سواء كانت أسلحة نارية أو الآلة التي تم استعمالها في الحادث يتم وضع مخطط لتفاصيل مكان الجريمة، ورفع الآثار المادية، ثم ننطلق إلى المختبر لفك شـفرة الطلقات من خلال الأجهزة التي تظهر بيانات الطلقة المسجلة ونوعيتها. وفي كثير من الأحيان نجد بعض الطلقات غير معرفة ولا تحمل أي بيانات ومنها ما هي مطموسة فلا تظهر عليها أي مؤشرات أو علامات يمكن أن نسترشد به إلى صاحب السلاح، حيث نقوم بفحص العينة بدقة وإجراء العديد من الفحوصات المجهرية، ووفق أحدث الأجهزة المتوافرة، التي تتطلب أيضا مهارة الخبير في استخدام هذه التقنيات للوصول إلى النتيجة بطريقة سريعة”، لافتة إلى أن كل عيار له بصمة خاصة من خلال عدد الخطوط ودرجة الميلان ومقدار المسافة بين كل خط وآخر، ولا يمكن أن تتطابق هذه البصمة مع بصمة أخرى. إلى ذلك، تقول خلف “بالرغم من أنه لم يمض على تواجدي في قسم فحص الأسلحة والأدلة الجنائية سوى ثمانية أشهر، إلا أننا استطعت أن أحقق في 30 قضية مختلفة. ويعود الفضل في ذلك إلى المقدم ناصر الشامسي، الذي لا يأل جهداً في تقديم النصح والتوجيه والإرشاد لي، وكثيرا ما ألجأ إليه عندما تلتبس علي بعض الحقائق. كما يتم توجيهي لعمل بعض الأبحاث في ما يتعلق بالبارود ومشتقاته الكيميائية، وغيره من المواد التي تعيننا على التقاط خيوط الجريمة والكشف عن جملة من المواد التي قد تقع بين أيدينا. ما يسهل علينا التوصل إلى الحقائق”. وتضيف “أنا أسعى إلى أن أنمي قدراتي، وأثري مخزوني المعرفي من خلال البحث والاطلاع على المستجدات في هذا العلم، الذي نشهد تطوره بين الحين والآخر، حتى نستطيع مجاراة كل الوسائل التي تستخدم كأداة في الجريمة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©