الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عفراء الظاهري تقيم «الغيمة 9» لإيواء الحيوانات الأليفة

عفراء الظاهري تقيم «الغيمة 9» لإيواء الحيوانات الأليفة
22 أكتوبر 2011 00:59
واجهت عفراء الظاهري صعوبة كبيرة في إقناع صندوق خليفة لتطوير المشاريع بما تنوي القيام به، حيث قررت إنشاء فندق للحيوانات الأليفة، ونبعت فكرتها من ضرورة الاهتمام بهذه المخلوقات التي يتم التخلي عنها في الشارع من طرف المسافرين، أو يتم التخلي عنها بعدما يصيبها العجز. عاطفة قوية اختارت الظاهري، الطالبة بالكلية الأوروبية تخصص إدارة فنادق وسياحة، أن تحول شغفها الكبير بالحيوانات الأليفة، إلى مشروع فندق لإيواء الحيوانات والمشروع هو تحت مسمى “الغيمة تسعة للعناية بالحيوانات الأليفة”، وتم الإعلان عنه في المعرض السنوي لصندوق خليفة الذي أقيم مؤخرا على مدار 3 أيام في أرض المعارض أبوظبي، بحيث خبرت التعامل مع القطط والكلاب حيث عملت متطوعة في كثير من الجهات لمناهضة العنف ضدهم، وحاولت إقناع العديد من الجهات بعدم إعدام الحيوانات السائبة في الشوارع. والظاهري تمتلك اليوم 5 كلاب و9 قطط، منها من التقطته من الشارع بعد أن تم التخلي عنه، فعالجته واعتنت به، ومنها ما اشترته. ولاتزال هناك صعوبات تعترض مشروعها، رغم المدة الطويلة التي استغرقته في إنجازه، حيث تجاوزت 4 سنوات. في هذا السياق، تقول الظاهري “تحركني عاطفة قوية نحو الحيوانات، ربما من المفارقة بيننا وبينهم، فالإنسان يستطيع أن يعبر عن شعوره، يستطيع أن يتحدث عن جوعه، وعطشه، وعن عجزه، بينما الحيوان ليست له هذه القدرة على الإفصاح على ما يختلج مشاعره من حزن وقلق وجوع وألم”. وتشير إلى أنها كانت في تماس دائم مع الحيوانات منذ نعومة أظافرها، حيث كان بيتهم لا يخلو من حيوان أليف مثل السلحفاة والقطط والأرانب، وربما هذا ما أوجد لديها الشعور بضرورة الاعتناء بهذه المخلوقات، وتقول الظاهري إن حبها للحيوانات، تحول إلى شعور بضرورة إنقاذها من كل مكروه يلحق بهم، فتطوعت للتوعية بحقوقهم. تطوع من أجل الحيوان تذكر الظاهري أنها تطوعت للتوعية مع كثير من الجهات للتوعية بضرورة الاهتمام بالحيوانات، وكذلك بعدم إعدامها من طرف بعض الجهات، وتضيف “لم أكن على توافق أبدا مع من يعملون على التقاط القطط والكلاب السائبة من الشوارع بحجة المحافظة على منظر المدينة، فهذا يلحق أضرارا كبيرا بهذه المخلوقات، لأنه لا يوجد فعليا ملجأ لها، ولهذا طالبت مع مجموعة متطوعين بالحصول على مقر من جهة معينة ترعانا وتوفر لنا مكانا كملجأ نعمل في إطاره، لكن لم نجد أبدا المساعدة، فأغلب من نتوجه إليهم، لا يهتمون أبدا بالفكرة ولا يولونها عناية، بل منهم من يتعجب من اندفاعنا نحو الموضوع، مع العلم أنه مشروع تطوعي ينبع من إيماننا بضرورة مساعدة هذه الحيوانات، خاصة وأن هناك من يتخلى عن الكلاب والقطط العجوزة بعد الاحتفاظ بها مدة طويلة”. تقبل الفكرة لم يكن سهلا إقناع صندوق خليفة لتطوير المشاريع بفكرة مشروع فندق للحيوانات الأليفة، نظرا لعدم تقبلهم الفكرة، لكن الظاهري استمرت بتقديم حجج ومبررات. إلى ذلك، تقول “عندما طرحت الفكرة على الصندوق لم يتقبل أعضاء اللجنة الفكرة، وكانت غريبة بالنسبة لأغلبهم، مع أن هناك من تقبلها، في المقابل ونظرا لقناعتي بنجاح الفكرة، وبضرورتها في المجتمع فإنني قررت إقناعهم بكل قواي، بحيث أعطيتهم أمثلة عن الناس التي ترغب في مكان تترك فيه الحيوانات من أجل السفر، وأعطيتهم أرقام هواتف هؤلاء الناس، وحاجتهم الماسة لذلك، وأثبت لهم بالدليل أن هناك مواطنين شغوفين بتربية الطيور بجميع أنواعها ولا يستطيعون السفر من أجلها، وحاولت تقريبهم من مشاعر الفكرة أيضا، فالمشروع ليس هدفه ربحيا في الأساس، بقدر ما هو مشروع مبني على ضرورة ملحة، فالفكرة منفذة في كثير من البلدان، وناجحة أيضا”. وتوضح الظاهري أنها اشتغلت على الفكرة لمدة تجاوزت أربع سنوات، وتقدر قيمة المشروع بمليوني درهم إماراتي، دفعت منه الظاهري 10% فقط، بينما الباقي هو دعم من صندوق خليفة. حول الصعوبات التي تواجهها لإنجاز المشروع، تقول الظاهري “لكون فكرة إنشاء فندق للحيوانات الأليفة غريبة لدى البعض، فإن ذلك عرقل سرعة استخراج الوثائق المطلوبة، من الجهات المعنية، رغم توافر كل الضمانات، وقد بدأت بدفع الإيجارات من ميزانيتي الخاصة للفندق الذي سيكون مقره في أبوظبي”. وصمم فندق “الغيمة 9” ليوفر الراحة لهذه الحيوانات الأليفة، بحيث سيضم عدة أقسام، عنها تقول الظاهري “يضم الفندق، المبني بحيطان كاتمة للصوت لمنع الضوضاء، قسما للحيوانات المتميزة، حيث تقدم لها خدمة عالية الجودة، بينما هناك قسم آخر محل لبيع ألعاب الحيوانات واكسسواراتها، وسيشمل الفندق صالونا لتنظيف الحيوانات وقص أظافرها وصبغ فروها، كما ستكون هناك عيادة بيطرية لعلاجها”، مشيرة إلى أن الفندق لن يشمل مكانا لبيع هذه الحيوانات. دراسة البيطرة منذ صغرها تعلقت الظاهري بالحيوانات، ثم تحولت هوايتها إلى التطوع لرعايتها، وبعد ذلك حاولت إيجاد طريقـة للعناية بها بشـكل كـبير ومتقن، من أجل ذلك تنوي دراسة البيطرة بعد إنهاء دراســتها في مجال السياحة، إلى ذلك، تقول الظاهري “نظرا لحبي الشديد للحيوانات الأليفــة، فإنني أشــعر بالمسؤولية تجاههم لهذا قررت دراسة البيطرة، بعد إنهاء دراستي في تخصصي الحالي، وهكذا سأعمل على تغيير ما هو موجود، فبعض العيادات البيطــرية، لا تتوافر بها كــوادر مؤهـلة للعناية بالحيوانات وتطبيبها، فمثلا تعرضت قطتي لمرض فأخذتها للعـيادة البيطرية، حيث أجروا لها عملية لكنها توفيت بعد يومين”. وتضيف “لا أريد أن تعامل الحيوانات بهذه الطريقة، فهي تعاني لكنها لا تتحدث، لهذا يجب العناية بها بضمير، ناهيك عن أن الأسعار عالية جدا فمن يمتلك قطا أو كلبا يجب عليه أن يخصيها، بما يقدر بـ1500 درهم للكلب الصغير، بالإضافة إلى ضرورة تطعيمها سنويا، وفحصها دوريا”، مشيرة إلى أن تكاليف العناية والعلاج عالية جدا في العيادات البيطرية. والظاهري تمتلك 5 كلاب و9 قطط أغلبها التقطتها من الشارع وتبنتها، حيث تخلى عنها أصحابها بداعي السفر أو العجز، في هذا الإطار، تقول “نظرا لحبي لهذه المخلوقات فإنني لا أستطيع أبدا التخلي عن مساعدة أحدها، وحصل أن رأيت قطة تعرضت لحادث سيارة على كورنيش أبوظبي، ولم يهتم صاحب السيارة للأمر ما دفعني إلى التوقف لإنقاذها، وأخذها إلى عيادة بيطرية، وقد احتفظت بها إلى أن تعافت، وبعد 3 أشهر تبناها أحد المتطوعين”. وتشير الظاهري إلى أن هناك مجموعة من المتطوعين تعمل بالتنسيق معهم للاهتمام بمثل هذه الحالات. أما عن مصدر تمويل رعاية الحيوانات، فتوضح الظاهري أنها تقبل الطعام والألعاب فقط، وتوضح أنها لن تستغني عن هذه المجموعة رغم التكلفة العالية التي تعيش بها من أدوية وطعام ومستلزمات، وخدمات طبية. انتقادات وتساؤلات تتعرض عفراء الظاهري لتساؤلات كثيرة ولانتقادات أكثر حول سبب هذا الاهتمام بالحيوان، وهناك من هم أولى بذلك وهو الإنسان، إلى ذلك، تقول “من قلب رحيم بالحيوانات، وهي مخلوقات ذات روح، فأكيد أنه سيكون له قلب أرحم على الإنسان، ومن يحتاج مساعدتي حتما سأقدمها له، وعملي لا يتعارض أبدا مع القضايا الإنسانية، فهذه مخلوقات قد تتوجع من غير أن يدري بها أي أحد بينما نحن صوتنا مسموع، ونستطيع توصيل ما نشعر به”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©