السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء يبوحون بتجليات الحب والحياة بين الواقع والخيال

شعراء يبوحون بتجليات الحب والحياة بين الواقع والخيال
21 أكتوبر 2011 11:27
تمازجت أصوات الشعر العربي بالشعر الفارسي في أمسية أحياها خمسة من الشعراء الإماراتيين والإيرانيين في مقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي، مساء أمس الأول. حضر الأمسية سلطان بن صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم ونائب رئيس المجلس بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والسفير الإيراني في الدولة محمد رضا فياض والملحق الثقافي الإيراني محمد حسين هاشمي، وحشد من الجمهور المتذوق للشعر. كما أقيم على هامش الأمسية معرض للخط العربي ضم ستة وعشرين عملا بالخطوط المختلفة الأنواع. وفي ختام الأمسية قام السفير الإيراني بتكريم الكاتب والمترجم الإماراتي محمد صالح القرق مكافأة على جهده في ترجمة رباعيات الخيام. الأمسية التي قدمها بلال البدور بدأت بقراءة من الشاعرة الإيرانية فريبا يوسفي، فقرأت قصائد تدور في أجواء الحب والحياة عموما، وتهوّم ما بين الواقع والخيال، وقدمت صورا تستعيد فيها جوانب من طفولتها وطفولة العالم، ضمن مفردات المرأة الهائمة في عوالم الروح والجسد، فتذكرت «عرائس الطين» و«اندثار الحلم» و«أسرار الطفولة»، وهي عوالم ربما لم تستطع الترجمة نقلها، لكنها نقلت مناخها العام. القراءة الثانية كانت للشاعر الإماراتي عبد الله الهدية الذي قرأ في أجواء «البوح والروح»، فهام هو أيضا في مناخات العشق الصوفي التي تستحضر «صلاة العشق» التي تنبت «الشعر من طهر الهوى»، في قصيدة كلاسيكية تزيد عن خمسين بيتا، وفيها يخاطب الحبيبة قائلا «يا عذبة الروح هزي لحن بوصلتي/ يساقط القلب فوق الأمنيات منى/ يا عذبة البوح ما عاد الأسى وتري/ ولا أنا عدت من بعد الوصال أنا»، ومنها قوله «لله درك كم أسرفتِ في فرحي/ حين استبحتِ سرورا كان مختزنا/ عليّ أغدقت سر المرتقى فدنا، كقاب قوسين من ناسوتنا علنا». ويمضي في عالم الحلم والأشواق التي يجمع فيها الأرضي بالسماوي والجسدي بالروحي، حتى يخاطب المرأة بقوله «واليوم أيقنت أن السحر كان هنا/ وأنه سوف يبقى فيك مرتهنا/ وسوف تبقين مولاتي وملهمتي/ حتى تفارق روحي بالفَنا البدنا». تجربة الشاعر الإيراني الثاني محمد رضا عبد الملكيان، كما ظهرت في القصائد التي ألقاها، بدت أكثر تمكنا وامتلاكا للأدوات الشعرية، وقد قرأ الشاعر من مناخات مختلفة، مازجا الهم اليومي بالسؤال الوجودي، ففي شعره ثمة ما يتناول الراهن واليومي من زاوية إنسانية، فمن باب الحنان والحب يدخل إلى رفض «عصر الحديد والفولاذ»، ويغرق في «زمن الحب» بمفرداته وتفاصيله من استحضار المطر إلى نثر صور الربيع والحياة، حيث يرى مكانه في الحب خاليا وينتظر، قبل أن يعود لاستعادة عالم الطفولة، فنجد طريق المدرسة والحقيبة والدفتر، ثم يعود إلى الحياة بحثا عن خلاص في أزقتها، ليختم معبرا عن الرغبة في «تعلم الحنان». الشاعر الإماراتي محمود نور قرأ أيضا قصائد كلاسيكية ذات طابع مناسباتي، تنطوي على المديح والفخر بالهوية الوطنية ورموزها الكبار. الشاعر الإيراني موسى بدج قرأ بعض قصائده وقام بدور المترجم في الأمسية، ومن أجواء قصائده ما هو مكتوب بالمحكية العربية في إيران (أقرب إلى اللهجة العراقية)، يستحضر فيها عذابات الإنسان بصورة عامة، والعاشق بصورة خاصة. وبعد ختام الأمسية تحدث الشاعر بدج لـ«الاتحاد» مجيبا على سؤال حول الشعر والأدب في إيران اليوم، فقال «إن هناك أجيالا من الشعراء تتناوب على تجارب مختلفة، وأبرز ما يميز التجارب الجديدة اليوم هو طغيان قصيدة النثر التي تهتم بالتفاصيل اليومية الصغيرة، لكن في خصوص الأدب فالرواية هي التي تحتل المركز الأول من حيث حجم الحضور والاهتمام، ولتتخيل أن هناك الآن ما يقارب عشرين روائية إيرانية بارزات على مستوى إيران كلها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©