دان العراق أمس الهجمات التي شنها حزب العمال الكردستاني على أهداف تركية قرب حدوده وقتل خلالها 24 جندياً تركياً، وأعلن أنه سيتعاون أمنياً مع تركيا للحفاظ على الأمن ومنع تكرار هذه الهجمات مستقبلا. وهاجمت لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب العراقي حكومة بغداد وإقليم كردستان لعجزهما عن اتخاذ خطوات جادة لحماية الحدود العراقية ومنع المتسللين داخل البلد من استخدامه لمهاجمة دول الجوار.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان “إن الحكومة العراقية تدين هذه الأعمال الإرهابية لحزب العمال الكردستاني وتعبر عن تعاطفها مع عوائل وذوي الجنود الأتراك، وتؤكد مجددا أن العراق لن يكون ملاذا لأي مجموعات مسلحة وإرهابية أجنبية وفق دستوره وقوانينه”.
وأضاف البيان أن “الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق ملتزمان بالمحافظة على أمن الحدود والتعاون الأمني مع الحكومة التركية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال على قاعدة علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة”.
وذكر مسؤولون أتراك أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال لنظيره العراقي هوشيار زيباري “هذا ليس وقت إدانة وإنما وقت اتخاذ خطوات ملموسة” ضد حزب العمال.
من جهته قال عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب العراقي قاسم الأعرجي لـ«الاتحاد» أمس إن القوات التركية توغلت داخل الحدود العراقية من منطقة جبال قنديل لمهاجمة حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من هذه المناطق مقرا له. واعتبر العملية التركية إيذانا بتوغل تلك القوات لعمق أكبر بحجة ملاحقة عناصر الحزب.
وأكد الأعرجي أن جهات رسمية إيرانية وتركية أعلنت أمام أعضاء من لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أنها لن توقف القصف حتى تصفية أعضاء حزب العمال لأنه يقوم بالاعتداءات داخل حدود البلدين.
وقال الأعرجي إن الحكومة العراقية فشلت في الدفاع عن الحدود العراقية، واتهم إقليم كردستان بمنعه القوات العراقية من التوجه إلى الحدود الشمالية ضمن الإقليم للدفاع عنه وحماية حدود العراق، رغم عجزه عن مواجهة حزب العمال الكردستاني أو أي جهة تهدد دول الجوار مستخدمة الأراضي العراقية.
وكان نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجرفان بارزاني قال من أنقرة التي يزورها “إن العمليات التي نفذها حزب العمال الكردستاني ضد القوات التركية من شأنها هدم العلاقات بين الشعبين الكردي والتركي”، مؤكدا وقوف أكراد العراق إلى جانب تركيا، ومطالبا بـ”عدم السماح لمثل هذه الأعمال بهدم العلاقات بين الأكراد والترك”.?وفي نفس الشأن اتهمت الكتلة العراقية البيضاء المنشقة عن القائمة العراقية، الولايات المتحدة بتقوية نفوذ دول الجوار وإطلاق يدها في العراق خلافاً لواجباتها الدولية التي تفرض عليها حماية الحدود العراقية.
وقالت إن الإدارة الأميركية قدمت العراق على طبق من فضة للدول المتحالفة، مرجحة أن تعقد تلك الإدارة صفقات مع الدول غير الصديقة لتقاسم النفوذ في المنطقة.
عدد اليوم
