الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طيْبَة الطيِّبَة

طيْبَة الطيِّبَة
14 أكتوبر 2015 04:15
بِعِبَاراتِ الحُبِّ وَالوَفَاءِ استقبل أَهْلُ طَيْبَةَ الطيّبَةِ حُجَّاجَ بَيْتِ اللهِ الحَرَام، بَعد انْتِهائِهم مِن مَنَاسِك الحَجِّ، فتَقَعُ أعْيُن الحُجَّاجِ عَلَى لافِتَاتِ التَرحِيبِ، تَفُوحُ مِنْ ثَنَايَاهَا رَائِحَةُ المِسْكِ والطِيْبِ: «قُدُومكُم أسْعَدنا وَرَاحَتُكُمْ مَطْلَبُنَا»… نُحِبِّكُمْ يَا حُجَّاجَ بَيْتَ الله الحَرَام»، تُصَاحِبُها عَطَايَا الحُبِّ ومَشَاعِرُ الأخُوّةِ التِي سَاوَى بِهَا الإسْلامُ بَين كُلّ عِرْقِ ولَونٍ ودَم، إِسْفَارُ وُجُوهٍ وَحَفَاوَةُ اسْتِقْبَالٍ، وألْحَانُ نَشِيدِ البَدْرِ تَصْدَحُ في أرْجَاءِ مَطَار الأمير محمد ومحطتي الهجرة والبرِ، يُرَدِّدُهَا أَكْثَرُ مِنْ مِلْيون وَسَبْعِمِائَةِ أَلْفِ حَاجٍ يمثلون 135 دولة بِكُلِ بَهْجَةٍ وَفَرَحْ، كيف وهم ضيوف الرّحمن وزوار مدينة خير الأنام صلى الله عليه وسلم، وَقَدِ امْتَدَحَ الله أَهْلَ المَدِينَةِ بِثَلاثَ صِفَاَتٍ فِي كِتَابِه بِقَوْلِهِ جَلّ وَعلا: (وَالَّذِينَ تبوؤوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (سورة الحشر 9). هَنِيئًا لِحُجّاجِ بَيْتِ الله الحَرَامِ أنْ تَكُونَ رِحْلَتُهم الرّوْحَانيّةُ المُبَاركةُ ختامُها في مَدِينَة الحَبِيبِ صلى الله عليه وسلم، ليَحمِلهم أَهْلُ طَيْبةَ الفُضَلَاءُ عَلَى أَكُفِّ التِرْحَابِ والثّنَاءِ والتّهنِئَة، بِمُبَادَرَاتٍ خيّرةٍ دَعَتْ إلَيْها وكَالَةُ الرِّئَاسَةِ العَامّة لشُؤونِ المَسْجِدِ النَّبَوَي من خِلَالِ فَاعِليّاتٍ مميّزَةٍ وعَطَايَا مُمْتدّةٍ، عنْدَ القُدُومِ وحِينَ الوَدَاعِ، لا تَعْرفُ ابتداءً ولا انْتِهَاء. ولاَ شَكَ أَنْ النَّجَاحَ المُؤَسَسِي لا يَكْتَمِلُ عِقْدُه دُونَ شَرَاكَةٍ فَعّالةٍ مِنْ فُضَلاءَ أَوفِيَاءَ هُم: المُؤسَسَة الأَهْلِية لِلأَدِلاء، وفَرعُ وَزَاَرةِ الحَج، وَجَمْعِية هَدِيَةِ الَحَاجِّ وَاَلمُعْتَمِرِ، وَمَشْرُوع تَوعِيَةِ الزُوّارِ بِبَراَمِجِهِ الأَربَعَةِ وَهِيَ: بَرْنَامَجُ كِبَارِ الوجَهَاءِ وَبَرْنَامَجُ مَعَالِمِ المَدِيَنِة وَبَرْنَامَجُ الْتَوعِيَةِ وَبَرْنَامَجُ تَوْزِيعِ الْكُتُبِ عَلَى الْحُجَّاج، وَغَيْرها مِنْ الْجِهَاتِ وَالمُؤَسَسَاتِ الْتِي تَسْعَى جَاهِدَةً فِي المُسَاهَمَةِ لِخِدْمَةِ حُجَّاجَ بَيْتِ اللهِ الحَرَام، مَعَ الاعْتِذَارِ عَمّن غَفَلْنَا عَنْ ذِكْرِهِم. فكَمْ مِنَ نَبَضَاتِ سَعَادَةٍ عَزَفَتْهَا وَكَالَةُ الرّئَاسَة العامة لِشُؤونِ المَسجد النبوي وشُرَكَاؤهَا الفضلاء عَلى أَوْتَارِ قُلُوبِ الحُجّاجِ. كَمْ مِنْ بَسَمَاتٍ ارْتَسَمَتْ عَلى صَفَحَاتِ تِلْكَ الوُجُوهِ لكَرِيمِ الحَفَاوَةِ وَجَمِيلِ التّرْحَابِ. كَمْ مِنْ لحظات وُدٍّ وَحُبٍّ واسْتِبْشَارٍ سَيَنْقُلها هَؤلاءِ لِذَويهِم وأَرْحَامِهم وأصْدِقائِهم وأحِبّتِهم وكلِّ مَن يَعْرِفُهم فِي بُلْدَانِهم فَوْرَ عَوْدَتِهم مِن هذه التّجربةِ الفّريدَةِ فِي مدينةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. كم سفيرٍ للمَدِينَةِ المُنَوّرةِ وحامِلٍ لِرسَالةِ خَيرِ الأنَامِ سَيسِيح فِي بِقَاعِ الأرضِ مُحَدّثًا العالمَينَ عَن طيبة أهلْ طَيْبَةَ الطّيّبَةِ. كَمْ سَيَتَأصّلُ التَرَاحُمُ والتّآخِي فِي النّفُوسِ عَمِيقًا. كَمْ سَتَبقَى عَطَايَا الوُدِّ وَعِبَارَاتِ التَّرْحِيبِ والاسْتِيدَاعِ للهِ مَحْفُورَةً في الذّاكِرَةِ والوُجْدَان. كَمْ دَمْعةِ فَرَحٍ سَقطَت على بَلاطِ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ تَشْهد بينَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِمَن كان لها سَبَبًا. كَم وكَم كُتِبَ لكم مِنَ الرِّضَا والأَجْرِ والرَّحْمَةِ يَا كِرَام يا طَيّبين. بَل وكَمْ سَيَسْعَدُ بصنيعِكُم رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ويُفاخِر بِكُم الأُمم. مَا أجْمَل أنْ يَأْسِرَكَ الكُرَمَاء وَيَأْتِيكَ العَطَاءُ، ويَكُونَ خِتَامُ رِحْلَتِك لَمْسَةً حَانِيَةً لا تُنْسَى، ولَيْسَ فِي أَعْمَاقِ قُلُوبِنَا لِجُنُودِ المَدِينَة وسُفَرَاءِ الأَخْلَاقِ وفُرْسَانِ العَطَاءِ فيها إلّا كُلُّ تَّقْدِيرٍ ودَعْوَةٍ صَادِقَةٍ تعْرُجُ للسَّماءِ بَأَنْ يُكْرِمكُم المَوْلَى -عزّ وجَلّ-ويؤتِيَكُم السّعادةَ فِي الدّارَيْنِ، وَأَنْ يَرْزُقَكُم شَفَاعَةَ الحَبِيبِ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم. د.عماد الدين حسين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©