الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدين الأميركي يتجاوز 17 تريليون دولار للمرة الأولى

الدين الأميركي يتجاوز 17 تريليون دولار للمرة الأولى
19 أكتوبر 2013 21:30
واشنطن (د ب أ، أ ف ب) - أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الدين الأميركي قفز فوق 17 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ. ووصل إجمالي الدين الأميركي بعد انتهاء أعمال يوم الخميس الماضي، وبعد أن رفع الكونجرس الأميركي سقف الدين، إلى 17,075 تريليون دولار. وفي يوم الأربعاء الماضي بلغ حجم الدين 16,7 تريليون دولار - وهو رقم ظل ثابتا بواسطة وزير الخزانة جاكوب ليو، حيث استخدم تدابير صارمة كي يبقيه تحت هذا الحد منذ مايو الماضي. وبعد أسابيع من الجمود وتعطل العديد من الأجهزة الحكومية في الولايات المتحدة وافق الكونجرس يوم الأربعاء الماضي على رفع سقف الدين حتى السابع من فبراير المقبل، حيث ستستأنف المعركة مرة أخرى إلا إذا توصل الجمهوريون والديمقراطيون إلى اتفاق قبل ذلك التاريخ. وبذلك تجاوز مستوى الدين العام في الولايات المتحدة السقف القانوني السابق الذي وافق الكونجرس على تعليقه الأربعاء عقب أزمة سياسية كبيرة. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الساعات الأخيرة في الكونجرس لتفادي تخلف عن سداد الديون الأميركية، بعد تعليق السقف المحدد سابقا للاستدانة حتى السابع من فبراير. وباتت وزارة الخزانة مؤقتاً حرة في الاقتراض في الأسواق للوفاء بالتزاماتها المالية. تدابير استثنائية ولتفادي تخطي السقف المحدد سابقاً عند 16700 مليار، لجأت وزارة الخزانة إلى تدابير استثنائية من بينها التوقف عن إعادة الاستثمار في بعض الصناديق المالية، وقد تم البدء بتعليق هذه التدابير منذ مساء الأربعاء. وفي الفترة الممتدة حتى فبراير يتعين على الجمهوريين والديموقراطيين التوصل إلى اتفاق حيال هذا السقف وعلى ميزانية للعام 2014 لتمويل الحكومة وتفادي شلل جزئي جديد لمؤسسات الحكومة شبيه بذلك الذي انتهى الأربعاء بعد 16 يوماً من الشلل. وأعادت مئات من المتنزهات الوطنية فتح أبوابها الخميس الماضي في أعقاب انتهاء الإغلاق الجزئي لمكاتب حكومية، وهو ما جلب شعوراً بالارتياح للآلاف من السياح والمجتمعات الريفية التي تقدم الخدمات لهذه المتنزهات. واستؤنفت الرحلات إلى جزيرة سجن “الكاتراز” الشهير في خليج سان فرانسيسكو. كما كان منتزه “يوسمايت الوطني” في شرق ووسط ولاية كاليفورنيا وبعض المتنزهات الكبيرة الأخرى في الولايات المتحدة متلهفة لاستئناف نشاطها لدرجة إنها فتحت الطرق والطرق السريعة في منتصف الليل على الفور في أعقاب توقيع الرئيس أوباما على مشاريع قوانين تقضي بإنهاء الإغلاق. وقالت تيريزا بيرنو نائبة رئيس جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية: “بعد عملية الإغلاق التي استمرت 16 يوماً، توصل الكونجرس إلى قرار بإقرار ميزانية قصيرة المدى تعيد فتح (مكاتب) الحكومة الاتحادية، بما في ذلك متنزهاتنا وآثارنا الوطنية البالغ عددها 401”. وأغلق مؤشر “ستاندرد آند بورز” 500 على ارتفاع قياسي أول أمس، للجلسة الثانية على التوالي بعدما انتعشت معنويات المستثمرين بفضل نتائج قوية لـ”جوجل ومورجان ستانلي” وشركات أخرى. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم كبريات الشركات الأميركية 24,98 نقطة أو 0,16? إلى 15396,63 نقطة عند الإغلاق وفقاً لأحدث البيانات المتاحة. وصعد ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقاً 11,23 نقطة أو 0,65? إلى 1744,38 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 51,13 نقطة أو 1,32? إلى 3914,28 نقطة. وخلال الأسبوع بأكمله ارتفع داو 1% وستاندرد آند بورز 2,4? وناسداك 3,2?. أزمة سياسية وطوال أسبوعين تابع العالم بقلق شديد وقائع الأزمة السياسية التي عصفت بواشنطن قبل التوصل في آخر لحظة إلى إيجاد حل لها، وتساءل البعض ألم تصب “الديموقراطية الأميركية” بالإعياء، ولم يرأف المعلقون في استخدام التعابير القاسية لوصف المواجهة بين البيت الأبيض ممثلاً بباراك أوباما والجمهوريين في الكونجرس، حول الميزانية ورفع سقف الدين أيضا، فتحدثوا عن “مشهد مثير للشفقة” و”بلد معطل” ويسير “على غير هدى” أو حتى “حكومة مفلسة”. ويمكن تفهم القلق نظراً إلى أن الأمر يتعلق بالدولة العظمى الأولى في العالم. فتخلف الولايات المتحدة عن الدفع الذي أمكن تجنبه في اللحظة الأخيرة ليل الأربعاء الخميس في أعقاب أزمة حادة استمرت 16 يوماً، كان يمكن أن تسفر عنه أضرار تتخطى حدودها. وأكد أوباما الخميس في نهاية هذه الأزمة التي تسببت في اندلاعها مجموعة صغيرة من النواب المحافظين المتشددين في “حزب الشاي”، أن هذا النوع من الأزمات “يشجع أعداءنا ومنافسينا ويضعف أصدقاءنا”. وكان “حزب الشاي” ينوي نسف لإصلاح التأمين الصحي الذي أصدره الرئيس. وقد استمد “حزب الشاي” نفوذه غير المتناسب مع حجمه من نظام توازن السلطات الموروث من “الآباء المؤسسين” قبل اكثر من قرنين للديموقراطية الأميركية التي دائما ما تتيح للأقليات الفرصة لقول كلمتها. وخلافاً لنظرائه الأجانب الذين يتمتعون بأكثريات برلمانية متينة، تكبل المعارضة يدي أوباما بسيطرتها على مجلس النواب، وبالتالي الإشراف على مالية الدولة الفدرالية. وأدى غياب تعاون المحافظين إلى إحباط الطموحات التشريعية لولايته الثانية حتى الآن، سواء على صعيد إعادة التوازن الضريبي وضبط انتشار الأسلحة النارية أو إصلاح التشريعات المتصلة بالهجرة. إلا أن التعايش بين رئيس أميركي وكونجرس يسيطر عليه حزب آخر، لم يؤد دائماً إلى عرقلة مماثلة لتلك التي تعصف بالبلاد منذ سيطرة المحافظين على المجلس مطلع 2011. ففي الثمانينات، نجح الجمهوري رونالد ريجان في إقرار جزء من برنامجه مستفيداً من توافقه الجيد مع الرئيس الديموقراطي للمجلس تيب أونيل. وبعد عشر سنوات، تعاون بيل كلينتون ونيوت غينغريش أيضاً بعد تعطيل اولي. تسويات حكومية وتقول لارا براون أستاذة العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، إن ميل طرفي الحكومة إلى التسويات يتضاءل نتيجة عمليات إعادة التقسيم الانتخابي التي تحول بعض الدوائر قلاعا منيعة. فانتشار شبكات التلفزيون عبر الكابل التي تدعو إلى خط محافظ، مثل فوكس نيوز تتيح لكل طرف الاستقواء بأيديولوجيته. وأدى التطور الديموغرافي للولايات المتحدة إلى الاختفاء التدريجي للجمهوريين المعتدلين المتحدرين من الولايات الشرقية الشمالية الذين غالباً ما استبدل بهم أعضاء “حزب الشاي” الذين يمثلون المناطق الريفية. وكان هذا الاستقطاب الجغرافي صاعقاً على خريطة نتائج الانتخابات الرئاسية 2012، فقد اختارت السواحل الشرقية والغربية باراك أوباما، فيما اختارت الأكثرية في وسط الغرب والجنوب منافسه الجمهوري ميت رومني. وكان المتخصصان في شؤون الكونجرس توماس مان ونورمان اورنشتاين، الذائعا الصيت واللذان لا ينتميان إلى اي حزب، اصدرا في 2012 كتاباً احدث ضجة كبيرة بعنوان “أسوأ مما يبدو”. فقد أكدا فيه أن الجمهوريين هم المسؤولون عن تدهور المناخ السياسي في واشنطن. وقالا، إن الحزب تنكر للتسويات، بحثا عن نقاوة أيديولوجية تتناقض مع تقليد التسويات الذي يطبع التاريخ البرلماني الأميركي. لكن خاتمة الأزمة هذا الأسبوع، حتى لو إنها لم تؤد إلى حل في العمق وتنذر بمواجهات جديدة ممكنة على صعيد الميزانية مطلع 2014، أثبتت في نظر البعض قابلية هذا النظام للحياة. فأعضاء حزب الشاي لم يحصلوا على “الفدية” التي كان أوباما يرفض إعطاءهم إياها، وتم التوصل إلى تسوية. وقال باتريك غريفين الخبير في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بواشنطن إن “النظام اتسم بالقوة الكافية لإيصالهم إلى المكان الآمن”. وأضاف أن “قدرة النظام على استيعاب التناقضات تؤدي إلى إيجاد حل في نهاية المطاف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©