الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانو مصر ينعون وديع الصافي.. مطرب «الحب والوطن»

فنانو مصر ينعون وديع الصافي.. مطرب «الحب والوطن»
19 أكتوبر 2013 18:46
امتدت حالة الحزن التي تعيشها لبنان حالياً على رحيل المطرب الكبير وديع الصافي، لتصل إلى الشعوب العربية كافة وفي مقدمتها مصر بالتأكيد، التي كان الراحل يحمل جنسيتها، وسبق أن غنى لها أكثر من مرة وأشهرها أغنية «عظيمة يا مصر». وقد تسابق الفنانون المصريون في تقديم التعازي والتعبير عن الحزن لرحيل الفقيد، وسط دعوات لنقابة الموسيقيين المصريين بإقامة حفل تأبين للمطرب الراحل، الذي اشتهر بمطرب «الحب والوطن». القاهرة (الاتحاد) - قال الإعلامي وجدي الحكيم، إن الصافي كان عاشقا لمصر حتى أنه طلب الحصول على جنسيتها من الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم يتردد الأخير في منحه الجنسية خاصة بعد الشعبية الكبيرة التي حققها الصافي بين المصريين بعد تقديمه أغنية «عظيمة يا مصر». وأضاف أنه التقى المطرب الراحل أكثر من مرة في حضور عدد من الموسيقيين المصريين وبينهم الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي اعتاد الاستماع إلى صوته باهتمام غير عادي، وكان يشـيد به في كل مـرة يسـمعه فيها حتى أنه أطلـق مقولته الشـهيرة «ليس من الطبيعي أن يكون هناك صوت بهذا الشكل». اللقاء الأول وكشف الحكيم عن اللقاء الأول الذي جمع وديع الصافي بالموسيقار الراحل بليغ حمدي والذي شكل مفاجأة كبيرة لوديع، حيث وجد بليغ في مقتبل العمر فاندهش كيف يتعاون معه، وأدرك بليغ ذلك سريعا فقال له إنه لحن من قبل لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، فما كان من وديع إلا أن قبل التعاون وقدما سويا الأغنية الشهيرة «على رمش عيونها». ونعى المطرب تامر حسني الفنان الراحل، وكتب في تدوينة على صفحته بموقع «تويتر»، «تعازينا الحارة لأسرة وجماهير أستاذنا الفنان الكبير وديع الصافي». ووصف الموسيقار حلمي بكر، رحيل الفنان والمبدع الكبير وديع الصافي بأنه خسارة كبيرة لا تعوض، مؤكدا أنه سيظل خالدا بالإبداعات التي قدمها على مدار مشواره الفني بصوته الخارق الذي لن يتكرر. وقال بكر إن جميع المبدعين الذين عاصروا الفنان العملاق الراحل وديع الصافي أكدوا أنه عبقرية لا تتكرر، مشيرا إلى أنه نجح في نقل الصوت الجبلي من القرية إلى المدينة، فضلا عن كونه شماسا بالكنيسة اجتهد ليصبح أفضل المطربين بموهبته وقدراته. وأضاف بكر: لا يستطيع أحد أن ينسى الدور الرائد لوديع الصافي في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية، واجتهاده إلى أن أصبح مدرسة في الغناء والتلحين في العالم العربي. وسيظل خالدا بما قدمه. ويكفي أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان يبكي حينما كان يسمع وديع الصافي، فلم يتخيل أن يصل أي فنان إلى تلك الدرجة من الموهبة». ونعت الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت، الفنان اللبناني الراحل، وقالت: رحيل وديع الصافي، خسارة كبرى للفن الراقي صعب تعويضها. جزاه الله خيرا لقاء ما منحنا من بهجة وشجن حين شدا للحب والوطن. وقدمت المطربة آمال ماهر العزاء لأسرة المطرب الراحل، وقالت: وديع الصافي صوت لن يتكرر. رحمه الله، فيما كتبت المطربة أنغام، على صفحتها بموقع «فيسبوك» «رحمة الله على العملاق وديع الصافي». مولده ونشأته وديع الصافي ولد في 1 نوفمبر 1921، وهو مطرب وملحن، ويعتبر من عمالقه الطرب في لبنان والعالم العربي، كان له الدور الرائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في بلدان عربية، وأصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضا، واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صور شموخها وعنفوانها. كان مولد الصافي في قرية «نيحا الشوف»، وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد، فقد كان والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيبا في الجيش اللبناني، وبدأ مشــواره الغـنائي مبكـرا قبل أن يتحول إلى أحد أهم المطربين فـي لبنـان والعالم العربي. وديع الصافي، الذي حمل الجنسية المصرية، منذ ثمانينيات القرن الماضي ومنحها له الرئيس الاسبق حسني مبارك مكافأة على أغنيته الشهيرة «عظيمة يا مصر» وصرح قبل رحيله بعامين، في حوار لموقع «العرب» اللبناني، بأن حب الجمهور هو أهم ما حصل عليه طوال مشواره الفني، معربا عن اعتزازه بمنحه الجنسية المصرية. أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان عام 1944 حين سافر إلى مصر، وعام 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج. عودة من البرازيل بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية «عا للوما»، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية التي صارت تتردد على كل لسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا، وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعمها بموال «عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية. كما شكلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر إنه مبتكر «المدرسة الصافية» في الأغنية الشرقية. سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومارلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد. في أواخر الخمسينيات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة للأغنية اللبنانية انطلاقا من أصولها الفلكلورية، من خلال مهرجان بعلبك الذي جمع وديع الصافي، وفيلمون وهبي، والأخوين رحباني وزكي ناصيف، ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم. مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر عام 1976، ومن ثم إلى بريطانيا، ليستقر عام 1978 في باريس، وكان سفره اعتراضا على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة، وتجدد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافي وأغانيه الحاملة للبنان وطبيعته وهمومه. ومنذ الثمانينيات، بدأ الصافي بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه. استعادة وهج الشهرة عام 1990، خضع وديع الصافي لجراحة قلب مفتوح، واستمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء، فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحا منقطع النظير أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل، ولم يغب يوما عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني أشهر أغانيه. ويحمل الصافي ثلاث جنسيات هي المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلا أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته انه ليس هناك أعز من الولد إلا البلد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©