الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عنوسة» الرجل هي الأخطر

19 أكتوبر 2013 18:44
في دراسة حديثة نشرتها مجلة علمية أميركية، متخصصة، أن الأشخاص المتزوجين عادة يتمتعون بصحة أفضل من العزاب، وأن الأمر له علاقة باستقرار نمط الحياة، والركون إلى شخص عند الأزمات، والشعور بالثقة بالنفس، والتعبير عن الرغبات العاطفية. في الوقت ذاته أكدت دراسات فرنسية شملت حوالي 125 ألف شخص أن «العزاب» الذين يعيشون بمفردهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القلب المختلفة بمعدل ثلاثة أضعاف المتزوجين. مصطلح «عانس» ـ على الرغم من عدم ارتياحي له ـ لم يعد قاصراً على الإناث، وأصبح يطلق أيضاً على الرجال. وفي مصر، أشارت دراسة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى وجود تسعة ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة والثلاثين لم يتزوجوا بعد، من بينهم 3 ملايين و636 ألفاً و631 فتاة. وأشارت الدراسة إلى أن 51% من الفتيات في سن الزواج من 16 إلى 29 سنة، لم يتزوجن بعد، بينما تصل النسبة بين الشباب إلى77%. أي أن أعداد الذكور غير المتزوجين أكثر من الإناث، بحيث يوجد 103 شباب لكل 100 فتاة. عربياً، الإحصاءات الرسمية تؤكد أن العزوبية فرضت نفسها بقوة، وأصبحت ظاهرة تستحق التوقف عندها ودراستها لإيجاد الحلول لها. فالأرقام تشير إلى انخفاض نسبة الزواج بدرجة كبيرة في الدول العربية. وكشفت دراسة حديثة أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة «العنوسة»، كما أن أكثر من 50% من الشباب السوري يهربون من الزواج، وأيضاً هناك ثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب، وفي السعودية واليمن وليبيا تصل النسبة إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عُمان والمغرب، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين، حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج 1%، فقط، بينما أعلى نسبة نجدها في العراق « 85% » نتيجة الظروف السياسية التي مر بها العراق منذ بداية تسعينات القرن الماضي. الخبراء يرجعون زيادة نسبة العنوسة بين النساء والرجال على السواء إلى الأحداث الجارية والتحولات الاجتماعية التي ترتبط بها، وانهيار القيم التقليدية في المجتمعات العربية، والمغالاة في المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، وأعباء المعيشة، وسيادة القيم الاستهلاكية التي واكبت متغيرات العصر وتقنياته، وأصبحت قيمة الفرد تقاس بما يملك أو بما يدفع، فضلاً عن غياب المفهوم الصحيح للزواج كالسكن والمودة والرحمة. وغياب دور الأسرة في توعية أبنائها، وتربيتهم على تحمل المسؤولية، وتفهم معنى الزواج، وإعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور. كثير من الشباب غير القادر على الزواج لجأ إلى طرق وحيَل غير مقبولة اجتماعياً ، فالانفتاح على العالم كان له تأثيره السلبي بانصراف الجنسين عن الزواج، وتفشي أنماط سلوكية غريبة وشاذة عن مجتمعاتنا، كالزواج العرفي، والإدمان والانحرافات السلوكية والأخلاقية متعددة الألوان والأشكال. الأمر يستوجب التفكير في حلول مجتمعية ناجزة، ولا نكتفي بالاستسلام للتداعيات الخطيرة للمشكلة!. المحرر | ‏khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©