الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التنمية المستدامة في المدارس مبادرة شاملة تحقق رفاهية المجتمع

التنمية المستدامة في المدارس مبادرة شاملة تحقق رفاهية المجتمع
19 أكتوبر 2013 18:43
التنمية المستدامة رؤية للتنمية تنطوي على احترام كل أشكال الحياة - البشرية وغير البشرية - والموارد الطبيعية، والتعليم للجميع، والصحة، والأمن البشري، والحوار الفكري، وتسعى لتلبية احتياجات الحاضر من دون إهمال احتياجات الأجيال المقبلة. ويرمي التعليم من أجل التنمية المستدامة إلى مساعدة الناس على أن تكون لديهم المواقف والمهارات والمعارف اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة، والتصرف على أساسها لتحقيق ما يعود عليهم أنفسهم، وغيرهم بالفائدة الآن، وفي المستقبل. والتعليم من أجل التنمية المستدامة يساعد مواطني العالم على التعلّم من أجل الوصول إلى مستقبل مستدام خورشيد حرفوش (أبوظبي) - اختتمت مؤخراً، فعاليات مؤتمر «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» السنوي الرابع للتعليم، تحت شعار: «مستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة: الابتكار وإنتاج المعرفة، والتعليم من أجل الاستدامة». ومشروع المدارس المستدامة مبادرة شاملة تقوم بها المدرسة بأكملها، وهي موجهة إلى جميع الطلاب وأولياء الأمور وأعضاء الهيئة التعليمية كافة من معلمين وإداريين، وتعمل على ربطهم بالمجتمع، من خلال شبكة واسعة لتعزيز جهود الاستدامة البيئية في إمارة أبوظبي. أفضل الأساليب تعتبر التنمية المستدامة إحدى أهم المشاريع الرئيسية لهيئة البيئة في أبوظبي، والتي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاستدامة البيئية، وإدارتها بأفضل الأساليب المتاحة، وتنفيذ الأنشطة الميدانية التي تساعد على تجسيد مفاهيم الوعي البيئي وتحويلها إلى تغيرات إيجابية في سلوك الأفراد «الطلاب» والأسر والمجموعات. عن أهداف المشروع، كما يوضحها «زياد ياسين، مدرس العلوم، ومسؤول برنامج التنمية المستدامة في مدرسة النهضة الوطنية للبنين» ـ وهي من بين المدارس المشمولة بالمشروع في إمارة أبوظبي ـ ، يقول: «المدارس المستدامة هي المدارس التي نهدف من خلالها إلى رفع مستوى الوعي البيئي وسط قطاع الطلاب والمعلمين، وذلك من خلال الممارسات البيئية الإيجابية التي تهدف إلى تقليل البصمة البيئية، وبالأخص في مجال المياه والطاقة والهواء والنفايات. إن هذا المشروع التنموي المتحضر يهدف تطبيقه في المدارس إلى التأكد من عملية التدقيق البيئي والحد من التأثيرات البيئية السلبية، وبناء قدرات المعلمين في هذا الجانب، من خلال برامج تدريبية خاصة، وورش عمل، من أجل النهوض بالأعباء الإرشادية والتوجيهية للتعليم البيئي. كذلك تمكين الطلاب من خلال مساندة ودعم إنشاء الأندية البيئية في المدارس للوصول إلى المجتمع المحلي، وتأهيل مجموعة من المعلمين المتطوعين في مجال التعليم البيئي، وبناء قدراتهم في مجال تنظيم الرحلات، والإشراف على الأنشطة والفعاليات الطلابية الميدانية. الثقافة البيئية أحمد صالح المصعبي، مساعد مدير مدرسة الصقور في أبوظبي، ورئيس لجنة التنمية المستدامة ـ وهي من المدارس المشمولة بالمشروع ـ يؤكد أهمية نشر الثقافة البيئية بين الطلاب باعتبارهم شريحة أكبر وأكثر تأثيراً في المجتمع، من خلال وجودهم بين أسرهم وأقرانهم من الطلبة في سن المراهقة والشباب، ومن ثم تتأتى أهمية اعتماد هذه الثقافة وربطها بالمنهاج المدرسي، لأن غرس مفاهيم الثقافة البيئية بطريقة سلسلة يمكن تطبيقها وفق المعايير والأسس التعليمية، والوصول إلى ثقافة بيئية، تبدأ من روح المجتمع وأبنائه سواء فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة من حيث الصحة العامة أو القضايا الأكثر أهمية كإدارة تدوير النفايات، والتغيير المناخي، وتأثير التلوث الهوائي، والبيئة البحرية والساحلية، والتسوق البيئي، وترشيد الاستهلاك والصحة والبيئة. ويكمل المصعبي: «إن تنمية الوعي لدى الفئات المستهدفة وإثارة اهتمامهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة في معالجة القضايا المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل القضايا البيئية، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة، والعمل على زيادة الوعي لمفهوم التنمية المستدامة وفائدتها للبلاد، وتعريف الطلاب بأهمية التنمية المستدامة في إدارة الموارد الطبيعية، والتعريف بالطاقة البديلة التي تتوافق مع البيئة الصحية، وإعداد الطالب كمواطن يستوعب ما هو مطلوب، ويستطيع أن يتكيف مع المتغيرات الضرورية، ويساهم في هذه العملية، فالمدارس تتحمل مسؤولية هذا الإعداد، ليصبح الطلاب داعمين لعملية التغيير في عدد كبير من الأشياء التي يواجهونها يومياً ، وقادرين على التعامل مع أي تحديات جديدة، وأن يكونوا مقتنعين بأن المسؤولية تقع على عاتقهم أيضاً في أن يستخدموا معرفتهم ومهاراتهم لخدمة الآخرين وبيئتهم، وبالتالي يجب أن يروا أنفسهم كأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، ولديهم الكفاية والفرصة للتأثير فيه». تطبيق البرنامج يوضح محمود رشاد أبو اليسر، اختصاصي مختبر علمي، ومقرر اللجنة بمدرسة الصقور، أن المدرسة شرعت في تطبيق البرنامج بالكامل الذي يتوافق واستراتيجية وخطة مجلس أبوظبي للتعليم، وقسم البيئة والسلامة، وهذا المشروع يشمل تعديل سلوك الطلاب نحو البيئة والتوعية به من أجل الحفاظ عليها باعتباره ثقافة عامة، ومنهجاً من مناهج التعليم، كما يتم تنفيذ المحاور الأربعة للبيئة المستدامة خلال هذا العام وهي: التدقيق البيئي، والنوادي البيئية، وتدريب المدربين والمعلمين، والقيام بالرحلات البيئية الميدانية، حيث تم تشكيل اللجنة المعنية بذلك من الطلاب والمعلمين، كما سيتم الاستعانة بممثلين عن أولياء الأمور، ووضع برنامج تنفيذي يتم العمل به خلال العام الدراسي الحالي. كما يشير أبو اليسر إلى أنه سيتم تنفيذ مشروع الحدائق المدرسية الذي يُعنى بتعديل مفاهيم الطلاب حول تناول الأغذية الصحية، من خلال الحفاظ على البيئة، وزراعة النباتات والاستفادة منها، وعمل أسابيع متتالية عن السلوكيات البيئية للطلاب، وتحسين البيئة بالاحتكاك المباشر والتعامل معها، كما ستنفذ الرحلات الميدانية البيئية إلى المحميات الطبيعية، ومدينة مصدر، كما سيتم تخصيص أسبوع لتناول أهمية تدوير النفايات، وكيفية الاستفادة منها، والانعكاسات الإيجابية التي تنعكس على البيئة، فضلاً عن تناول إيجابيات برامج التوعية، وتنظيم واستضافة بعض خبراء البيئة والمتخصصين من المجتمع المحلي لإلقاء عدد من المحاضرات التثقيفية عن الوعي البيئي. «المدارس الخضراء» يشير علي قدورة، مدرس العلوم، إلى أنه يتم تقييم الأداء البيئي في المدرسة ضمن استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم، حيث يتم تحديد الأهداف لتحسين الأداء البيئي، وفق إطار دليل «المدارس الخضراء»، والعمل على إشراك الطلاب في عملية التقييم والتدقيق البيئي، ودمج المفاهيم البيئية ضمن المنهاج التعليمي، وتفعيل أنشطة الأندية البيئية التي يمكن من خلالها مشاركة أولياء أمور الطلاب والمجتمع المحلي للتوعية المجتمعية في اتجاه تنمية الوعي البيئي، وتعزيز السلوكيات البيئية الإيجابية، وإشراك الطلاب في الرحلات البيئية، والأنشطة الميدانية، لكسب المزيد من الخبرات والمعارف بقضايا البيئة، ومن ثم تقييم ربط المناهج الدراسية بالبرامج البيئية. كما يستهدف البرنامج توعية الطلاب والمجتمع حول أهمية الحاجة إلى الطاقة البديلة، وتنويع مصادرها، وكيف يمكن أن نستثمر الطاقة كمصدر صديق للبيئة». ويضيف قدورة: «تهدف التربية المستدامة إلى توعية الطلاب بالتنمية المستدامة الشاملة، وتنمية سلوكياتهم على ذلك، وجعل التعليم من أجل التنمية المستدامة، وذلك من خلال الحفاظ على نظافة المدرسة أو نظافة الحديقة المدرسية، والفصل الدراسي، فلا يجب أن تكون العملية التعليمية تنصب فقط على تلقي كم من الدروس والمعلومات وحفظها ووضعها في ورقة الامتحان، إنما يجب استثمار الأنشطة والوسائل التعليمية والندوات والإذاعة المدرسية والملصقات والأنشطة الرياضية والرحلات الميدانية إلى الأماكن الطبيعية، وغيرها، حتى تصبح وسيلة لتنمية سلوكياتهم الإيجابية على التنمية المستدامة. ومن خلال البرنامج نحاول بقدر الإمكان السعي نحو الأفضل، من أجل تنشئة جيل صالح يحب بلده على قدر كبير من المواطنة الصالحة والمسؤولية تجاه مجتمعه، فعلينا إعادة توجيه التربية الحالية لإبراز التنمية المستدامة، ويتم ذلك من خلال المجتمع المحلي والأهل والطالب نفسه والمدرسة والمعلم والمناهج». الدليل إرشادي للأندية البيئية المدارس المستدامة هي المدارس التي نهدف من خلالها إلى رفع مستوى الوعي البيئي وسط قطاع الطلاب والمعلمين، وذلك من خلال الممارسات البيئية الإيجابية التي تهدف إلى تقليل البصمة البيئية، وبالأخص في مجال المياه والطاقة والهواء والنفايات. ويجب علي المدارس المشاركة الالتزام، أولاً بالتأكد من تحقيق الاستدامة البيئية في مدارسها عن طريق التدقيق البيئي، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التأثيرات البيئية، وبناء قدرات المعلمين، للنهوض بالأعباء الإرشادية والتوجيهية للتعليم البيئي، وإنشاء وإدارة النوادي البيئية في المدارس، وذلك لتمكين الطلبة من التعرف إلى القضايا البيئية المهمة التي لم يتم تناولها بالمناهج الدراسية. ومن العناصر الإلزامية الأخرى للمشاركة أيضاً زيادة التواصل مع الطلبة، من خلال الرحلات البيئية والأنشطة الميدانية. وهذا يتطلب وجود دليل إرشادي للأندية البيئية، ودليل الرحلات البيئية الميدانية، ووجود دليل المعلمين البيئيين، ووجود برامج تدريب للمعلمين عبر شبكة الإنترنت، ووجود برنامج تدريب المدربين، وتنظيم دورات تدريبية للمعلمين في المدارس المشاركة، وتنظيم مسابقة، ناتجها يكون جائزة «المدرسة الخضراء » في نهاية كل عام دراسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©