الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النظام الغذائي النباتي «جيد» شريطة الالتزام بالتنويع والتعويض

النظام الغذائي النباتي «جيد» شريطة الالتزام بالتنويع والتعويض
19 أكتوبر 2013 18:43
أثبتت دراسات علمية أن الأنظمة الغذائية، التي تحتوي على كمية أقل من لحوم الحيوانات تسهم في إطالة عمر الإنسان، وتساعده على العيش بصحة جيدة، في حين يعتقد كثيرون أن الإنسان النباتي، الذي يخلو نظامه الغذائي من أية منتجات حيوانية، غالبا ما يكون نحيفا وشاحب الوجه وفريسة سهلة للأمراض لضعف مناعته. ولكن يمكن للنباتيين أيضا التمتع بالصحة والعافية عند الالتزام ببعض الاشتراطات، والحرص على إمداد الجسم بالعناصر الغذائية المهمة من خلال بدائل اللحوم. رنا سرحان (بيروت) - النظام الغذائي النباتي أثبت قدرة هائلة في التغلب على الأمراض. وعلى من يريد اعتماد نظام غذائي نباتي أن ينتبهَ إلى وضع خطَّة الوجبات على نحو يُلبِّي حاجاتِ جسمه من المواد المغذِّية. فالنباتيون يستطيعون تأمينَ كلِّ ما تحتاج إليه أجسامهم من المواد المغذِّية من خلال تناول تشكيلة واسعة من الأطعِمة. ومن الضروري أن يوفروا بدائل مناسبة عن الأطعمة الحيوانية. ويمكن لأخصائيي التغذية المساعدة في إرشاد النباتيين ليختاروا الأطعمة المفيدة والغنية بالمغذيات التي يحتاجونها بالإضافة إلى الجمع المناسب بينها لنظام غذائي متكامل. غني بالخضراوات عن النظام الغذائي النباتي، تقول أخصائية التغذية ألدا زيدان لـ»الاتحاد»: «يمكن للجميع اتباع النظام الغذائي النباتي، وهو من الأنظمة المفيدة للصحة، فهو يسهم في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، وتخفيض ضغط الدم، والتقليل من التعرض لأمراض القلب»، مشيرة إلى أن الغذاء النباتي، لكثرة توفر الألياف فيه، يساعد في تنظيم حركة الأمعاء، ويمنع حدوث الإمساك، ويقلل من الإصابة بسرطان القولون، ويساعد في خسارة الوزن والمحافظة على قوام رشيق لأنه يُشعر بالشبع. ولأن الغذاء النباتي غني بالخضراوات والفواكه، فهو يزود الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة جيدة، لضمان مناعة قوية والحصول على بشرة طبيعية مشرقة». وحول أنواع الأنظمة الغذائية النباتية، يقول الأخصائي في أمراض القلب والشرايين الدكتور، هيثم سرحان إن النظامُ الغذائيُّ النباتيُّ يُركِّز على الأطعمة ذات المنشأ النباتي. وهذا ما يشمل الخضراوات والفواكه ومختلف أنواع الحبوب والبَقول والمُكَسَّرات. وهناك أنواعٌ كثيرة من الأنظمة النباتية، ويمكن اختيار ما يناسب الإنسان بحسب طبيعة جسمه، كونه يجب اتباع نظام يتلاءم وصحة الإنسان كي لا تكون هناك مضاعفات أو حساسية لنوعية غذاء معين، فيؤثر بالتالي على عمل خلايا الأعصاب أو الشرايين وربما يسهم في خلل في عمل القلب». ويضيف «هناك العديد من الأنظمة الغذائية النباتية، منها النظام النباتي الصِّرف الذي يستبعد كلَّ أنواع اللحوم والمُنتجات الحيوانية، والنظام النباتي اللبني الذي يتضمَّن أغذيةً نباتية، بالإضافة إلى مُشتقَّات الألبان، والنظام الغذائي الذي يشمل الألبانَ والبيض، ويستطيع الإنسانُ أن يحصلَ على حاجاته كلِّها من المواد المُغَذِّية من خلال النظام الغذائي النباتي. لكن عليه أن ينتبهَ إلى تناول تشكيلة واسعة من الأطعمة حتى يُلبِّي احتياجاتِه الغذائية. ومن المواد الغذائية التي يتعيَّن على النباتيين التركيزُ عليها البروتينات والحديد والكالسيوم والزنك والفيتامين ب12». حول أسباب اختيار النظام الغذائي النباتي، يقول سرحان «النظامُ الغذائي النباتي نظامٌ يستبعد مختلفَ أنواع اللحوم. يمكن أن يختارَ الإنسانُ النظامَ الغذائي النَّباتي لجملة من الأسباب من بينها الأمراض المزمنة أو ربما المعتَقداتُ الدينيَّة في بعض الدول الآسيوية، والرغبة في تناول أطعمة أكثر صحيَّة. ويمكن أن يكونَ النظامُ النباتي صحِّياً بشرط التقيُّد بتوصيات الطبيب أو أخصائيي التغذية والاهتمام بالمواد الغذائية التي يتعيَّن على النباتيين أن يركِّزوا عليها كي ينعموا بصحَّةٍ جيِّدة. من هنا لا بد من الإشارة أن على النباتيين تناول الأطعمة التي تحميهم من نقص المناعة أو من نقص الحديد والزنك والكالسيوم». وفي شرح لأهم المواد التي يجب على متبعي الأنظمة النباتية الاعتماد عليه، يوضح سرحان «أولاً: الحديد الذي هو من أهم المواد التي تساعد على تشكيل كريات الدم الحمراء والمسؤولة عن النشاط والدورة الدموية. ويقوم الحديدُ بنقل الأكسجين عبرَ الدَّم إلى أنسجة الجسم كلِّها. وإذا لم يحصل الإنسانُ على الحديد الكافي، فقد يظهر لديه «فَقر الدم بنقص الحديد». وهذا ما يجعل الإنسانَ يشعر بالتعب والضَّعف. ويُعدُّ اللحمُ الأحمر ولحم الأسماك والدواجن مصدراً للحديد، لكنه بالتالي موجودٌ في بعض الأغذية النباتية، كالعَدس والبازلاَّء والفاصولياء والفول. لكن على النباتيين مساعدة الجسم على زيادة امتصاص الحديد من خلال تناول الفيتامين سي. ومن مصادر الحديد الأخرى بالنسبة للنباتيين: حُبوب الإفطار المُعَزَّزة بالحديد، السبانخ، الأجزاء الخضراء من نبات الفجل، دبس السُّكَّر، خبز القمح الكامل وبعض أنواع الفاكهة المُجفَّفة. ويتابع «ثانيا: البروتين، الذي هو عصب النمو والتركيز. وللبروتين وظائفَ كثيرة في الجسم. وهو أَساسيٌّ لنموِّ الجسم واستمراره. وعندما يتناول الإنسانُ أطعمةً تحتوي علي البروتين، يقوم الجسمُ بتفكيكها في أثناء عملية الهَضم. ومن المهمِّ بالنسبة للنباتيين أن يحصلوا على البروتين كلَّ يوم. ولا يعني هذا أنَّ يجعلوا كلَّ وجبةٍ غنيَّةً بالبروتين، بل يعني أنَّ عليهم تناول الكمِّية اللازمة من البروتينات كلَّ يوم. ويعدُّ فولُ الصُّويا مصدراً مهماً للبروتين فهو غنيٌ جداً به، ويحوي جميعَ الأحماض الأمينية الأساسية. وهو صحِّيٌّ أكثر من اللحم أيضاً، لأنه لا يحوي الكولستيرول، فضلاً عن انخفاض نسبة الدهن فيه وارتفاع نسبة الألياف». معادن وفيتامينات يضيف سرحان «ثالثاً: الزنكُ وهو عنصرٌ ضَروري من أجل كثير من وظائف خلايا الجسم. وهو يساعد جهازَ المَناعة أيضاً على محاربة الجراثيم والفيروسات التي تغزو الجسم. وهو مفيدٌ أيضاً في التئام الجروح، ومُهمٌّ من أجل العمل الصحيح لحاسَّتي الشَّم والتَّذوُّق. تشمل مصادرُ الزنك بالنسبة للأشخاص النباتيين أنواعاً كثيرة من الحبوب البقولية. ومن أمثلةِ ذلك الفولُ والبازلاَّء والفاصولياء. تُعدُّ حبوبُ الإفطار المُعَزَّزة بالزنك ورُشَيمات القمح وبذور اليقطين مصادرَ للزنك أيضاً. كما أنَّ منتجات الألبان مصدر للزنك بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على النظام النباتي اللبني والنظام النباتي اللبني مع البيض. ويمضي سرحان «رابعاً: يعتبر مرض هشاشة العظام مدمراً لخلايا الجسم ولهذا يلعب عنصر الكالسيوم دوراً هاماً في بنية الجسم وقدرته على مواجهة الفصول. ويستخدم الجسمُ الكالسيوم من أجل تكوين العِظام والأسنان، ومن أجل المحافظة على قوَّة العظام.. المصادرُ الغذائية الرئيسية للكالسيوم هي الحليب ومُشتقَّاته. لذلك، لا يتعرَّض النباتيُّون الذين يعتمدون نظاماً نباتياً لبنياً أو نظاماً نباتياً لبنياً مع البيض إلى مشكلة عدم الحصول على الكالسيوم الكافي. أمَّا من يعتمدون النظامَ النباتي الصِّرف، فعليهم الانتباه جيِّداً إلى تأمين حاجتهم من الكالسيوم. وتُعدُّ الأغذيةُ التي أُضيف إليها الكالسيوم من مصادر الكالسيوم المناسبة لأصحاب النظام النباتي الصِّرف. ومن الأغذية المُعَزَّزة بالكالسيوم حليبُ الصويا وحبوب الإفطار وعصير البُرتقال. ومن مصادر الكالسيوم غير اللبنيَّة التوفو المُستَخلَص من فول الصُّويا والمُعزَّز بسلفات الكالسيوم، وكذلك بعض أنواع الخُضراوات الورقية الخضراء الدَّاكنة». أما خامساً، فيقول سرحان «الفيتامين ب 12 وهو الأهم في النظام الغذائي النباتي حيث إن مواده لا تتواجد بكثرة إلا في اللحوم حيث يسهم الفيتامين ب 12 في صحَّة النظام العصبي وخلايا الدم. وهو مهمٌّ لنموِّ الجسم وتطوُّره. ويوجد الفيتامين ب 12 في المُنتجات الحيوانية خاصَّةً، وفي بعض الأغذية المُعزَّزة بالفيتامينات. أمَّا الأغذيةُ النباتية فهي لا تحوي الفيتامين ب 12، إلاَّ إذا كانت مُعزَّزة به. وهذا ما يجعل حصول الأشخاص النباتيين على كفايتهم من الفيتامين ب 12 أمراً صعباً. ويستطيع من يعتمدون نظاماً نباتياً لبنياً أن يحصلوا على الفيتامين ب 12 من الحليب ومنتجات الألبان. ويستطيع من يعتمدون نظاماً نباتياً لبنياً مع البيض أن يحصلوا على الفيتامين ب 12 من الحليب ومنتجات الألبان ومن البيض أيضاً. ومن الأغذيةِ المُعزَّزة بالفيتامين ب 12 حبوبُ الإفطار وحليب الصويا والشطائر المخصَّصة للنباتيين وحبوب خميرة البيرة. انظر لُصاقات الأطعمة للتأكُّد من وجود الفيتامين ب 12».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©