''لا أنسى كلمة الفريق أول سمو الشــيــخ محمد بن زايـــد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما قال لنا: أنا مراهن عليكم··· ونحن من جهتنا نعد سموه من الآن بأنه قد كسب رهانــه''، بهذه الكلمات يبـــدأ الشـاب المـــواطــن أبـــو جاسم حديثه معنا''·
أبو جاسم، واحد من بين 24 نزيلاً استقبلهم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في ديوان سموه الثلاثاء الماضي، بعد أن أكملوا مدة محكومياتهم في إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في الوثبة، وتخرجوا من برنامج التأهيل لسوق العمل· كما أنه واحد من بين 8 خريجين استقطبتهم شركة أبوظبي للإعلام قبل شهرين للعمل في إحدى شركاتها·
عاهد أبو جاسم نفسه على عدم تكرار غلطته التي كانت ''غلطة العمر''، لصالح نفســـه، و لــوطنــــه ودولته، و تقديرا وعرفاناً وامتناناً منه للدعم الذي لقيه هو وزملاؤه من سمو ولي عهد أبوظبي·
ويؤكد أبو جاسم أن استقبال سمو ولي عهد أبوظبي وابتسامته البشوشة في وجه الخريجين يوم لقائه بهم عنت له ولزملائه الكثير، مشيراً إلى ''أن شباب المجموعة المتخرجة لن يرضوا أن تغيب هذه الابتسامة عن وجه سموه بسببهم''·
يتحدث أبو جاسم من خلف مكتبه في الشركة، فيما تبدو على وجهه علامات الرضا، ويقول ''أنا سعيد بعملي 100%، وزملائي في الشركة ''طيبون ومتعاونون بشكل رائع''·
ويلفت إلى أنه استعاد حياته بعد أن استفاد من برنامج التأهيل لسوق العمل الذي نفذته كليات التقنية العليا بالتعاون مع وزارة الداخلية حيث اكتسب منه مهارات عديدة في الاتصال الجماهيري والكومبيوتر، مشـــيراً إلى أن الأمـــــر ســــهـل علـيــه الانـــــدمـــاج في المجتمع والعمل·
لا تلبث ابتسامة أبو جاسم أن تختفي عندما يتحدث عن أوضاعه بعد تخرجه من برنامج التأهيل لسوق العمل وتسلمه وظيفته في الشركة قبل شهرين·
ويقول بحسرة الندم: أنا مواطن لا أملك شيئاً، لا بيتاً ولا سيارة، أسرتي المكونة من 4 أبناء تعيش مع والدي في رأس الخيمة وهو يساعدني بالإنفاق عليهم ريثما أتمكن من الوقوف على قدمي·
ويضيف ''راتبي لا يكفي لاستئجار غرفة هنا في أبوظبي وللإنفاق على أسرتي· وأعاني منذ خروجي من المنشأة لتوفير سكن مناسب أبني حياتي من جديد فيه·
تبرق عيناه، ويوجه أبو جاسم شكره باسمه وباسم زملائه لسمو ولي عهد أبوظبي مراراً وتكراراً، ''فهو الذي استشهد بالحديث النبوي الشريف عندما تحدث إلينا ''كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون''، بخلاف المجتمع الذي يريدنا أن ندفع فاتورة ما ارتكبنا عشرات المرات·
ويقول أبو جاسم إن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعانا إلى التعلم من أخطائنا السابقة ومضاعفة جهودهنا من أجل تعزيز مسيرة الخير والأمان، وأنا أعده بأني عازم على أن أكون عضوا فاعلاً في المجتمع وأن أعمل بجد لرفعة وطني كما أوصى سموه·
دعم شركة أبوظبي للإعلام
من جانبه، يقول مدير عام ''المتحدة للطباعة والنشر'' التابعة لشركة أبوظبي للإعلام علي سيف النعيمي، إن الشركة أخذت بتوجيهات القيادة الرشيدة، ووفرت فرصا وظيفية لثمانية مواطنين من نزلاء إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في الوثبة، بعد تخرجهم من برنامج التأهيل لسوق العمل، و''ذلك على الرغم من صغر حجم الشركة مقارنة بالشركات الكبرى''·
ويضيف: بادرت ''أبوظبي للإعلام'' بتوظيف الخريجين الثمانية وفقاً لبرنامج تأهيلي يرتقي بإمكاناتهم ليصبحوا موظفين فاعلين وتدريبهم للحصول على الرخصة الدولية للكومبيوتر ودورات لتعزيز مستوى اللغة الإنجليزية والاتصال الجماهيري·
ويؤكد النعيمي أن الموظفين أثبتوا كفاءة عالية في الأعمال المسندة إليهم في إدارات مختلفة، واندمجوا مع زملائهم بشكل طبيعي جداً، مشيراً إلى أن ''أبوظبي للإعلام'' استقطبت الخريجين إيماناً منها بواجبها تجاه المجتمع، داعياً المؤسسات والشركات الوطنية الكبرى في الدولة لأن تحذو حذو ''أبوظبي للإعلام'' وتستقبل الخريجين باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للوطن·
ويلفت النعيمي إلى أنه تم تثبيت جميع هؤلاء الخريجين قبل انتهاء فترة اختبارهم بشهر بعد أن أثبتوا كفاءة والتزاما، مؤكداً أن موظفي الشركة حرصوا على التعاون مع زملائهم الجدد ، وساعدوهم على سرعة استيعاب متطلبات العمل وأحتياجاته
عدد اليوم
