هالة الخياط (أبوظبي) - بلغ عدد العاملين بالمنشآت الغذائية الذين خضعوا لبرنامج تدريب متداولي الغذاء الذي ينفذه جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، 117 ألفا و826 عاملاً، تقدم منهم للاختبار النهائي حتى نهاية أغسطس الماضي 114 ألفا و930 متدرباً، بحسب سعيد جاسم محمد مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بالإنابة.
وأوضح محمد أن إجمالي الناجحين من المتقدمين للاختبار النهائي بالبرنامج بلغ 55 ألفا و767 متدرباً وهو ما يمثل نسبة نجاح تقدر بنحو 49 في المائة من إجمالي المتقدمين للبرنامج، في حين بلغ عدد الذين لم يجتازوا الاختبارات 59 ألفاً 163 متدرباً وهم ملزمون بمتابعة برنامج تدريب متداولي الغذاء حتى النجاح.
وأكد أن الهدف الأساسي للبرنامج هو تدريب العاملين بالأغذية على أفضل الممارسات الخاصة بالسلامة الغذائية، لذا فعند إنهاء العامل للبرنامج التدريبي فإنه يكون على وعي تام بأهمية السلامة الغذائية بعكس الأشخاص الذين لم يلتحقوا بالتدريب، والذي يتوقع منهم عدم الإلمام الكامل بأهمية السلامة الغذائية وبالتالي فإن احتمالية حدوث ممارسات غذائية سلبية من قبل الأشخاص غير المتدربين أعلى كثيرا من الأشخاص المتدربين.
وأشار إلى أن معظم المخالفات المتخذة بحق المنشآت الغذائية لا تقتصر فقط على الممارسات الغذائية السلبية لدى العاملين بالمنشآت الغذائية، وإنما تشمل مخالفات الاشتراطات الفنية ومخالفات تتعلق بالتراخيص إضافة إلى مخالفات متعلقة باشتراطات المادة الغذائية.
وأكد مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بالإنابة أنه تتم متابعة المنشآت الغذائية من خلال عمليات التفتيش المستمرة، ويتم التدقيق على العمالة فيها من حيث التزامها بالاشتراطات الصحية المطلوبة وتحقيق متطلبات التدريب.
ويستمر برنامج تدريب متداولي الغذاء، لا سيما وأن أعداد المتعاملين بالأغذية متغيرة بشكل سريع ومستمر نظراً لعدة عوامل، أهمها الزيادة الكبيرة في عدد المنشآت والاستثمارات المتنامية في المجال الغذائي، والتنقل المستمر للعاملين بمجال الأغذية سواء بين المنشآت أو خارجها أو دخول عاملين جدد للقطاع الغذائي، وهو ما يؤدي إلى عدم ثبات عدد ونسب العاملين في القطاع، وتزايد العاملين فيه مع اختلاف مرجعياتهم الثقافية والبيئية والتعليمية.
وأكد سعيد جاسم أن الجهاز يعمل باستمرار على تطوير المادة التدريبية مع شركات التدريب المعتمدة، إضافة إلى الصور التوضيحية والألعاب التعليمية في حصص التدريب لرفع مستوى الاستيعاب والفهم العام للمتدربين، كما أن الجهاز استحدث الامتحان الصوري الذي يعتمد على الصور بدلاً من الأسئلة الكتابية والذي يعتبر المبادرة الأولى من نوعها على مستوى العالم التي تراعي المستوى التعليمي والثقافي للعاملين عند تصميم الاختبارات.
ويخضع المتدربون بعد استكمال الدورة التدريبية لاختبار مدته ساعة واحدة لتقييم مستوى الاكتساب المعرفي والتأكد من استيعابهم للمادة التدريبية، علما بأن الاختبار يتوفر بعدة لغات مثل العربية، الإنجليزية، الهندية والمالايالامية وبجلسات كتابية وشفهية.
وبغرض تيسير عملية رجوع المتعاملين للمعلومات التي تتم تغطيتها في البرنامج، وزع الجهاز الدليل الإرشادي لبرنامج التدريب في أساسيات سلامة الغذاء بثلاث لغات (العربية،الإنجليزية، المالايالامية) لجميع المنشآت الغذائية، حيث يوفر هذا الدليل مقدمة أساسية لأهم المعلومات المتعلقة بسلامة الغذاء والتي يتم تغطيتها في البرنامج التدريبي، علماً بأن المنشآت الغذائية ومن خلال الزيارات الروتينية لمفتشي الجهاز تخضع لعملية متابعة وتوعية بالنسبة للممارسات المطبقة من قبل المتعاملين.
وحول محتوى البرنامج التدريبي، يعمل البرنامج على تطوير مفاهيم سلامة الغذاء لتشمل مختلف مراحل السلسلة الغذائية، حيث تم وضع وتنظيم المحتوى التدريبي ويضمن أربعة محاور رئيسة هي: التنظيف، والطبخ الآمن، والتبريد الآمن، ثم تجنب التلوث التبادلي.
آليات وتغييرات جذرية في السلوك
يوفر البرنامج من خلال تدريب متداولي الغذاء آليات تحسين بيئة العمل والممارسات الصحية في المنشآت الغذائية عبر تزويد متداولي الغذاء بالمعرفة اللازمة لرفع مستوى سلامة الغذاء، حيث يشمل التدريب كل جوانب المعرفة المتصلة بصحة وسلامة الغذاء. يذكر أن برنامج تدريب متداولي الغذاء هو مبادرة من الجهاز تهدف إلى تحسين بيئة العمل والممارسات الصحية في المنشآت الغذائية عبر تزويد متداولي الغذاء بالمعرفة اللازمة لرفع مستوى سلامة الغذاء.
وليس الهدف من البرنامج إجراء تغييرات تنظيمية، بل العمل على إحداث تغييرات جذرية في سلوك متداولي الأغذية، بحيث يكون الالتزام بمعايير صحة وسلامة الغذاء واشتراطات الجودة سلوكا يوميا ومنهج حياة..
عدد اليوم
