عواصم (وكالات) - هدد جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أمس، بأن المجلس الذي يعد أكبر شريحة في الائتلاف، سينسحب من الأخير حال موافقته على المشاركة في مؤتمر «جنيف- 2». وقال صبرا في حديث لوكالة «نوفوستي» أمس، إن المجلس الوطني سيشارك في أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل، في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف المعارض حول المشاركة في جنيف- 2، إلا أنه هدد بالانسحاب من الائتلاف في حال اتخاذه قراراً بالمشاركة في المؤتمر الدولي المزمع عقده الشهر المقبل. وأعاد المعارض السوري إلى الأذهان أن تنظيمه قرر عدم المشاركة في مؤتمر السلام طالما الأوضاع والظروف الداخلية والإقليمية والدولية لا تتغير، مؤكداً أن هذه الأجواء لا تساعد على إيجاد حل سياسي حقيقي للأزمة السورية.
وأشار صبرا إلى أن أغلبية أطراف المعارضة المرتبطة بالمقاتلين في الداخل وصلت إلى استنتاج مفاده أن «جنيف- 2 ليس هدفاً بحد ذاته وأن الهدف منه هو التوصل إلى اتفاق سياسي يوقف القتل وهدر دماء السوريين ويفتح الأفق نحو انتقال البلاد من الاستبداد إلى الديمقراطية». إلا أنه يرى أن عقد جنيف 2 في الوقت الحالي لن يسمح بتحقيق هذا الهدف. من جهته، أعلن رئيس فرع المهجر بهيئة «التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» السورية هيثم مناع، أن أسماء وفدها لمؤتمر جنيف 2 باتت معروفة، لكن المشكلة ما زالت تتمثل بوفد الائتلاف المعارض. وقال منّاع لـ«يونايتد برس انترناشونال» أمس، إن الائتلاف المعارض «يعاني من مشاكل داخلية ومن التخبط في العلاقة مع العديد من الجماعات المسلحة ولم يصل بعد إلى تحديد الشكل والمضمون لوفده إلى مؤتمر جنيف وبرنامج المشاركة، ونظن أن دعوته إلى اجتماع أصدقاء سوريا في لندن الأسبوع المقبل تهدف إلى استكمال ما لم يتم الاتفاق عليه بعد في اسطنبول».
وفي إطار المساعي الدبلوماسية الرامية لعقد جنيف-2، يتوجه الموفد المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم إلى مصر ثم إلى عدد من بلدان المنطقة لتحضير مؤتمر السلام الثاني في المدينة السويسرية، والذي لم يتحدد موعده رسمياً بعد. وأعلنت خولة مطر الناطقة باسم الإبراهيمي في جنيف أمس «أنها جولة تمهيدية للإبراهيمي تحضيراً لمؤتمر جنيف الثاني». وأوضحت أن الإبراهيمي سيلتقي في القاهرة وزير الخارجية المصري والأمين العام للجامعة العربية. وأضافت أن الموفد المشترك الذي سيبقى حتى غدا الأحد في مصر، لم يحدد بعد تفاصيل جولته لأن العديد من دول المنطقة لا تزال في عطلة عيد الأضحى. غير أنها أكدت أنه سيقوم بزيارة دمشق وطهران.
وكان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل أعلن من موسكو أمس الأول أن موعد جنيف -2، سيكون في 23 و24 نوفمبر المقبل. رداً على سؤال حول ما إذا كان الإبراهيمي سيؤكد أو يعلن ذلك الموعد أو الأمين العام للأمم المتحدة، قالت مطر أمس، إن بان كي مون قد سبق وتحدث عن النصف الثاني من نوفمبر المقبل.
وأرجئ انعقاد المؤتمر مراراً بسبب خلافات حول أهدافه والمشاركين فيه إذ أن النظام يرفض تماماً رحيل الرئيس بشار الأسد في إطار مرحلة انتقالية بينما ترفض المعارضة في المنفى بقاءه في الحكم. وستتخذ المعارضة الثلاثاء المقبل في اسطنبول قراراً بشأن مشاركتها في مؤتمر جنيف الثاني.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أمس، أن لقاء ثلاثياً بينموسكو وواشنطن والأمم المتحدة قد يعقد مطلع نوفمبر المقبل تمهيداً لمؤتمر جنيف-2. وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، في حديث مع وكالة أنباء «انترفاكس» عن استعداد بلاده لإبداء مرونة فيما يخص المواعيد والحضور عندما سيتوصل المشاركون الآخرون إلى توافق بهذا الشأن.
وأضاف من الممكن أن يعقد هذا اللقاء مطلع نوفمبر المقبل. وأشار إلى أن هناك عملاً يجري عبر القنوات الدبلوماسية للتنسيق بشأن اللقاء المحتمل، معتبراً أن المهمة الأولية ليست تحديد موعد معين للقاء التمهيدي، بل التوصل إلى تفاهم حول كيفية عقد المؤتمر وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه.
عدد اليوم
