اجتماع اللجنة المشتركة بين الإمارات وجمهورية أوكرانيا اليوم

أبوظبي (وام) - تبدأ اليوم، بديوان عام وزارة الخارجية، أعمال الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية أوكرانيا. ويترأس وفد الدولة في الاجتماع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، فيما يترأس الجانب الأوكراني قوستيانتين هريتشينكو وزير الخارجية. وعقد أمس، الاجتماع التحضيري للجنة، وشارك فيه من جانب الدولة خالد غانم الغيث مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، ومن الجانب الأوكراني بيفجين ميكيتنيكو المستشار الخاص لأوكرانيا في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، بحضور عدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات بالدولة. وأشاد الطرفان في مستهل الاجتماع بحجم وعمق علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين البلدين الصديقين، وأكدا أهمية مثل هذه اللقاءات في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، أملا بتفعيل واستمرارية عمل اللجنة المشتركة، وتنفيذ توصياتها بأقصى سرعة ممكنة. وبحث الاجتماع، سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمار، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والصحة والتعليم والرياضة والسياحة. وقال خالد غانم الغيث، خلال كلمة التي ألقاها في بداية الاجتماع، إنه يعد فرصة ثمينة لرفع العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى واستكشاف مجالات جديدة للتعاون الثنائي خاصة في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما بحث الاجتماع مواضيع مهمة منها السعي لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والتعاون العسكري والتعاون في مجالات الطاقة والشباب والرياضة والتعليم العالي والصحة. تبادل الزيارات وفي تصريح بمناسبة انعقاد الاجتماع الثاني للجنة، أكد قوستيانتين هريتشينكو وزير خارجية أوكرانيا أن بلاده تعتبر الإمارات أحد شركائها الواعدين في منطقة الشرق الأوسط، وتولي اهتماما خاصا لتلك العلاقات، مشيراً إلى انه على مدى السنوات الماضية تم تكثيف الحوار السياسي وتبادل الزيارات والمباحثات على أعلى المستويات، حيث أعطت تلك الزيارات دفعة قوية لتطوير العلاقات، وحددت أهم مجالات التعاون التجاري والاستثماري والاقتصادي وتكثفت الاتصالات بين الخبراء، تمهيدا لتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية الهامة. وقال لـ «وكالة أنباء الإمارات»، إنه في السادس عشر من ديسمبر المقبل تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا بالذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرا إلى انه خلال تلك الفترة تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل ملحوظ، ولكن الخطة الرامية إلى تعزيز وتعميق التعاون الثنائي لا تزال كما هي دون تغيير. وأضاف الوزير الأوكراني أن «توسيع التمثيل الدبلوماسي الأوكراني يؤكد أهمية العلاقات مع الإمارات، ففي أبريل الماضي تم افتتاح قنصلية أوكرانيا في دبي، ونتوقع أن تقوم دولة الإمارات في المستقبل القريب بافتتاح بعثتها الدبلوماسية في كييف مما يساهم في تعميق تعاوننا». التجارة الثنائية وبشأن أوجه التعاون الاقتصادي الواعدة بين البلدين قال وزير الخارجية الأوكراني «إن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت سلبا على ديناميكية التبادل التجاري بين أوكرانيا والإمارات، وفي نفس الوقت أبرزت الأزمة الحاجة إلى تنويع التجارة الثنائية، ودفعتنا إلى إقامة أشكال جديدة من التعاون والبحث عن مشاريع واعدة في أوكرانيا والإمارات وكذلك في بلدان ثالثة». وأشار إلى انه في مايو من العام الماضي، وخلال زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى كييف تأسست اللجنة الأوكرانية الإماراتية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي وانعقد الاجتماع الأول لهذه اللجنة في أوكرانيا. وقال، «خلال زيارتي الحالية إلى دولة الإمارات سيعقد الاجتماع الثاني للجنة الذي سيناقش سبل تنفيذ المشاريع الواعدة، خاصة في مجال الاستثمارات والزراعة والطاقة والهندسة الميكانيكية» . وأكد أن اللجنة أثبتت أنها أداة فعالة لتنشيط التعاون التجاري والاقتصادي، ففي عام 2011 وهي السنة الأولى من عملها ازداد حجم تجارة السلع والخدمات بين أوكرانيا والإمارات بنحو 32 بالمائة مقارنة بعام 2010 وبلغ نحو587 مليون دولار، وفي النصف الأول من العام الجاري، ارتفع حجم تجارة السلع والخدمات بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي إلى 335 مليون دولار، وبطبيعة الحال تعكس هذه الإحصائيات انتعاش التعاون بعد آثار الأزمة العالمية، ومع ذلك فإن العمل النشيط مع زملائنا الإماراتيين في إطار اللجنة المشتركة بالتأكيد سيسهم في تسريع الانتعاش واستغلال فرص التعاون». مشاريع مشتركة قال الوزير الأوكراني «إن أوكرانيا مستعدة للشراكة في تشغيل مشاريع مشتركة في أراضيها في مجال زراعة و معالجة ونقل المنتجات الغذائية إلى الإمارات ودول الشرق الأوسط الأخرى، وفي الآونة الأخيرة، وفي ظل تفاقم أزمة الغذاء في العالم يزداد الاهتمام بالتعاون الزراعي مع أوكرانيا ليس فقط في الإمارات ولكن في الدول العربية الأخرى. وأشار إلى أن أوكرانيا والإمارات أمامهما إمكانات واسعة للتعاون في مجالات الفضاء والطيران والدفاع ومن الممكن أن يكون تطوير الأقمار الصناعية والخدمات الأوكرانية لإطلاقها في المدار الفضائي أولوية للتعاون في هذا المجال ولدينا بالفعل تجربة ناجحة من التعاون الذي يجب أن نوسعه، فعلى سبيل المثال في يوليو 2009 أطلق الصاروخ الأوكراني الروسي الناقل للقمر الصناعي الإماراتي «دبي سات 1» في المدار، وفي أبريل الماضي تم توصيل القمر الصناعي الإماراتي الآخر «الياه سات بي 1» إلى موقع الإطلاق في قاعدة بايكونور على متن أكبر طائرة في العالم من صنع أوكرانيا». تعميق التعاون وأضاف، «تستضيف دولة الإمارات مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» من جانبها تولي أوكرانيا اهتماما كبيرا لمصادر الطاقة البديلة وفي عام 2010 لم تكن لدينا ولا محطة واحدة للطاقة الشمسية ولكن في ديسمبر 2011 بنيت في شبه جزيرة القرم واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بالقدرة الإنتاجية أكثر من 100 ميجاواط وفي هذه المرحلة في إطار اللجنة المشتركة نحن نعمل بنشاط من أجل تعميق التعاون في مجال مصادر الطاقة البديلة. وإذا تحدثنا عن الطاقة فإن أوكرانيا مستعدة للشراكة في مجال الأمن النووي حيث المتخصصين الأوكرانيين لديهم خبرة فريدة من نوعها». وحول المزايا التنافسية التي تحظى بها أوكرانيا ومجالات الاستثمار المناسبة لدولة الإمارات فيها قال وزير الخارجية الأوكراني «إن الفرص الاستثمارية المتاحة في أوكرانيا والقاعدة القانونية التي تنظم بشكل فعال عملية الاستثمار وحماية المستثمر الأجنبي، بالإضافة إلى القدرة الاستثمارية الكبيرة لدولة الإمارات تسمح للجانب الأوكراني أن يقدم اقتراحات التعاون العملي ومتبادل المنفعة مع الإمارات في تشغيل مشاريع استثمارية مشتركة، وأعتقد أن الاستقرار السياسي في أوكرانيا وإجماع شتى أجهزة السلطة على مواصلة تطوير الدولة يعتبر عاملا مهما لإنجاح الاستثمارات الخارجية، وتحت قيادة فخامة رئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش يتم إجراء مجموعة من الإصلاحات الرامية إلى تحسين المناخ الاستثماري في بلادنا». وأشار إلى أن أوكرانيا تمتاز بمواردها الطبيعية ومخزون التربة السوداء الخصبة - تحتل المرتبة الأولى في العالم- ولديها فرص فريدة للتعاون في مجال الزراعة و لذلك أنا أخطط لإيلاء المزيد من الاهتمام لهذه المسألة خلال زيارتي الى الإمارات». التعاون الاستثماري ولفت إلى مشاركة دولة الإمارات في المشاريع الوطنية الأوكرانية التي تأتي على رأس أولويات التطور والإصلاحات الاقتصادية الأوكرانية نظرا لدور الإمارات في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. وقال «أعتقد أن المشروع الوطني «طاقة الطبيعة» الذي ينص على إقامة محطة توليد الكهرباء النظيف من طاقة الرياح والشمس قد يكون منصة جيدة للتعاون الاستثماري». وبشأن التعاون في المجالين الثقافي والإنساني قال وزير خارجية أوكرانيا « بلا شك أن التعاون الثقافي الإنساني بين أوكرانيا والإمارات يتطور بشكل نشيط وأننا نتوقع إقامة أيام ثقافية أوكرانية في الإمارات في العام المقبل، ما سيمكن المجتمع الإماراتي من الاطلاع على الثقافة الأوكرانية عن قرب». وقال «إن الرياضيين الأوكرانيين يشاركون بانتظام في مناسبات ومباريات رياضية في الإمارات ومن الجانب الإماراتي يشارك الفريق الإماراتي على مدى السنوات الأخيرة في مسابقات القوارب (فورمولا-1) في أوكرانيا ويحتل المراتب العليا فيها، كما يشارك فريق منطاد الإمارات سنويا في مسابقات المناطيد في أوكرانيا». وأشار إلى أن أوكرانيا تدعو كل سنة أطفالا إماراتيين للمشاركة في مهرجان الأطفال الدولي «فلنغير الحياة للأفضل» الذي يقام سنويا في مخيم الأطفال الدولي «أرتيك»، كما أن فرقة الباليه «فانتازيا» الأولى في الإمارات بقيادة راقصة باليه من الأصول الأوكرانية وهي سفيتلانا النيادي ومثلت دولة الإمارات أكثر من مرة في المهرجان. الفرص السياحية وقال، إن التعاون السياحي جزء لا يتجزأ من العلاقات الثنائية بين أوكرانيا ودولة الإمارات حيث تتمتع دولة الإمارات بالبنية التحتية السياحية الممتازة وهي مقصد يتمتع بشعبية كبيرة عند السياح الأوكرانيين، وبدورهم يكتشف الإماراتيون الفرص السياحية الفريدة في أوكرانيا حيث تسهم رحلات الخطوط الجوية الأوكرانية والإماراتية الدورية في تنشيط التبادل السياحي بين البلدين. وكان قوستيانتين هريتشينكو وزير الخارجية الأوكراني قد وصل إلى أبوظبي ظهر أمس، لترؤس وفد بلاده في الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أوكرانيا. وكان في استقباله بالمطار جمعة مبارك الجنيبي وكيل وزارة الخارجية، وعمر سيف سعيد غباش غير المقيم لدى أوكرانيا وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية، ويوري بولوريز سفير جمهورية أوكرانيا لدى الدولة.