الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدق من أعظم خصال الخير ويهدي إلى البر

21 أكتوبر 2011 11:19
الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض بالحق وامر الناس أن يبنوا حياتهم على الحق فلا يقولون ولا يعملون إلا حقا، والصدق من أعظم خصال الخير ومن مكارم الأخلاق التي أمر بها الشرع وكان وصفا ملازما للأنبياء عليهم السلام. ويقول فضيلة الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: ورد الصدق في القرآن الكريم في عدة آيات لكونه ثمرة الإخلاص والتقوى ومن ذلك: قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين « سورة التوبة 119، جاء في تفسير هذه الآية انه أمر من الله تعالى للذين آمنوا بأن يكونوا مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وهم الذين نفوسهم وأعمالهم سالمة من المقاصد السيئة مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة لأن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة والله سبحانه وتعالى من على المؤمنين بالصدق وبما أن الله سبحانه وتعالى أمر بالإيمان به فإن من مقتضيات الإيمان القيام بتقوى الله تعالى واجتناب ما نهى الله عنه. الجزاء الموفور وأشار فضية الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إلى قول الله تعالى: «أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لسحر مبين « سورة يونس آية 2 ، أي أن لهم جزاء موفورا وثوابا كبيرا عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة. وقال تعالى: «فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين. والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون. لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين «سورة الزمر الآيات 32-34 يحذر الله تعالى الذين جاءهم الحق المؤيد بالبينات وكذبوه بأن هذا ظلم عظيم لأنه رد للحق بعدما تبين لهم. والإنسان الذي يجمع بين الكذب على الله والتكذيب بالحق يكون ظلمه أكبر لأنه قد يجيء الإنسان بالصدق ولكن لا يصدق به بسبب استكباره أو احتقاره لمن قاله ومن يصدق بالحق يدل ذلك على تواضعه وعدم استكباره وجميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به وهؤلاء لهم من الثواب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وذلك جزاء المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم. وبين أنه ورد في السنة المشرفة أحاديث كثيرة في فضل الصدق منها: قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». وهذا البر الذى هدى إليه الصدق قمة الخير التى لا يرقى إليها إلا المؤمنون. توبة المسلمين وذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم-: «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم» وعن عائشة أم المؤمنين- رضى الله عنها- قالت: «ما كان خلق أبغض إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة» ولما سأل هرقل ابا سفيان- رضي الله عنه-: فبماذا يأمركم؟ يعني النبي- صلى الله عليه وسلم- قال أبو سفيان اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. والإسلام يوصي أن نربي النفس الصادقة في نفوس الأطفال حتى يكبروا عليها وقد تعودوا عليها في أقوالهم وأحوالهم فعن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يوما ورسول الله- صلى الله عليه وسلم - قاعد في بيتنا فقالت: تعال أعطك فقال لها- صلى الله عليه وسلم-: «ما أردت أن تعطيه» قالت: أردت أن أعطيه تمرا فقال لها: «أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة». وقال فضية الشيخ عبدالعزيز النجار إن الصدق في الأقوال يؤدي بصاحبه إلى الصدق في الأعمال والصلاح في الأحوال وحرص الإنسان على الالتزام بالحق يجعل الحق مسيطرا وواضحا على قلب وفكر الإنسان قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما» سورة الأحزاب الآيتان 70- 71. وانتهى مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إلى أن العمل الصادق لا ريبة فيه لأنه وليد اليقين وقرين الإخلاص. ونجاح الأمم في أداء رسالتها يعود إلى جملة ما يقدمه ابناؤها من أعمال صادقة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©