الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترويع الآمنين وتهديد أمن المسلمين هدف لأعداء الدين

ترويع الآمنين وتهديد أمن المسلمين هدف لأعداء الدين
21 أكتوبر 2011 11:17
حذر علماء الدين من ترويع الآمنين، وتهديد أمن المسلمين، واعتبروه هدفاً لأعداء الدين ولا يخدم مصلحة المسلمين، وقالوا إنه نشر للفوضى والانفلات الاجتماعي والأمني، واستباحةً لما أمر الله عز وجل بحفظه من الدماء والأنفس والأموال، مؤكدين أن الحفاظ على أمن الوطن واستقراره يعد فريضة. وأوضح العلماء أن إراقة الدماء وإزهاق الأنفس وإضاعة الأموال وبث الشائعات في المجتمع الإسلامي الآمن بدافع افتراءات أو شبهات عند أصحاب الهوى، يُعد خروجا على الإسلام ومن الحرب لله ورسوله والسعي في الأرض بالفساد والتخريب ويستوجب ذلك تطبيق حد الحرابة المنصوص عليه في القرآن الكريم . طالب علماء الدين شباب الأمة الإسلامية بالإقبال على طلب العلم، والعمل والإنتاج والبعد عن الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله والتصدي للمفسدين في الأرض الذين يروعون الآمنين والحيلولة دون نشر الفوضى بالبلاد. كما طالب العلماء بالتصدي لكل ما يهدد الاستقرار والأمن والسلام الاجتماعي والتفرغ للعمل والإنتاج والتقدم، مؤكدين أن ترويع الآمنين خروج على تعاليم الإسلام وخيانة للأوطان. ودعا الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إلى التصدي لكل من يسعى للإفساد في الأرض وإنزال العقوبة الرادعة بهؤلاء مدللا على وجوب تلك العقوبة بما ورد في قول الله تعالى «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم». مصلحة المجتمع وأضاف أن الله جل وعلا أطلق لولي الأمر تحديد العقوبة بحسب الجزاء الشرعي لها ومصلحة المجتمع، وشرع المولى تبارك وتعالى هذا العقاب القاسي لهم بالقتل أو تقطيع أرجلهم وأيديهم أو النفي، من أجل ردعهم ولعدم الإفساد في الأرض، مشدداً على ضرورة ردع الحاكم لهذه الظاهرة، مذكرا برأي الإمام أحمد بن حنبل: «لو كان هناك حاكم قوي فاجر وآخر عادل ضعيف يقدم الأول على الثاني» لأن فجور الحاكم يأتي على نفسه أما قوته فتصب في صالح المسلمين، ولا نريد حاكما فاجرا ولكن نريد حاكما قويا يحفظ أمن المجتمع وسلامته وأن يطبق القانون على الصغير والكبير مصداقا لقول عثمان بن عفان: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». أهل العلم كما يرى أنه لا يصح أن يتصدى للدعوة إلا أهل العلم والذكر كما يقول الله سبحانه وتعالي «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، أما إثارة المشكلات الفكرية وافتعال القضايا الهامشية فهو أمر خطير ومناخ المرحلة الراهنة يحتاج الى المخلصين والداعين الى الحق من أهل الذكر لا من غيرهم، ويحتاج لأهل العلم وليس أهل الهوى حتى يحافظوا على جمع شمل الأمة، ووحدة صفها، والبعد عن إثارة الفتن، وأن تتم مناقشة القضايا الخلافية في المجامع الإسلامية العلمية المتخصصة حتى لا يحدث تأجيج للفتن لأن هذه ظواهر سلبية لا تخدم إلا أعداء الأمة والمتربصين بها. وطالب علماء الدين بأن ينشغلوا بإصلاح المجتمع الإسلامي ونصحه للقضاء على تلك الظواهر التي تخرج عن تعاليم الإسلام بدلا من الانشغال بالسياسة والظهور على شاشات الفضائيات وإحداث فتن تضر بالمجتمع ولا تنفعه من خلال الحديث في أمور تضر ولا تنفع. مخالفة للقرآن والسنة ويؤكد الدكتور رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بجامعة الأزهر أن ترويع الآمنين مخالفة للقرآن والسنة، وجعلها القرآن كبيرة من الكبائر، مستشهدا بقول الله تعالى: «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» في دلالة على نعمة الأمن. وشدد على أن ترويع الإنسان لأخيه الإنسان جريمة تصل العقوبة فيها لحد الحرابة وهذا جزاء دنيوي أما جزاء المفسدين يوم القيامة فهو الخزي والندامة ولعنة الله تعالى. مطالبا بإنزال العقوبة ضد الخارجين على القانون ومن يهددون أمن المجتمع وسلامته حتى لا تشيع الفوضى في المجتمعات، إلا في حالة الدفاع عن النفس والعرض والمال مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما جاءه رجل يقول له: «يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني قال قاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار»، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم عمومية الحكم بتحريم تخويف المسلم أو ترويعه، ونهى عن إدخال الرعب عليه بأي وسيلة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون مرة معه في سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، وأمرره على جسد أخيه النائم ففزع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً»، وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله ألا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة»، كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الإشارة بالسلاح وقال: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، وفي هذا الحديث تحذير من الإشارة بأي آلة مؤذية قد تؤدي الإشارة بها إلى القتل- ولو على سبيل المزاح- كالسكين والآلات الأخرى الحادة وفي هذا تأكيد على حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه. مواجهة التحديات كما يؤكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق أن الإسلام دين أمن وسلام وتعاون، وأن تحقيق أمان العالم الإسلامي وسلامته واستعادة تضامنه ضرورة حتمية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية كما دعا المسلمين إلى التعاون في القضاء على أسباب الخلافات في صفوفهم، والعمل الجاد لتحقيق الأمن الاجتماعي بينهم. وقال إن الإسلام جاء بتعاليم وأحكام سامية تكفل تنظيم جميع أنواع العلاقات في المجتمع بما يحقق خير الجميع، ومصلحتهم في شتى الميادين والمجالات، والإنسان المسلم وفقا لمقتضيات عقيدته وشريعته مطالب بأن يكون دائما مع نفسه وغيره أمنا كاملا، وسلاما تاما، فالسلام اسم من أسماء الله عز وجل، كما أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم في الدنيا، وبينهم وبين خالقهم، وهو تحية المسلمين عند ربهم يوم يلقونه في الآخرة. وأوضح ان الإسلام دين رحمة، وأمان، وسلام للجميع، والمسلمون مسؤولون عن إبراز هذه الحقائق من خلال سلوك صحيح رشيد واع بحقائق الإسلام، وأهدافه السامية، ورعايته حقوق الجميع في المجتمع الإسلامي ولو كانوا مخالفيه في العقيدة، والسلام واجب في الإسلام في العادات والعبادات، وبهذا يعيش المسلم دائما في سلام بالسلام مع الله، والسلام مع النفس والآخرين في الدنيا، وأمان العالم الإسلامي ضرورة حتمية في كل عصر وفي هذا العصر بالذات، وهذا يتطلب من المسلمين الاعتصام بحبل الله تعالى عقيدة وشريعة، ومنع الخلاف والشقاق في القضايا العامة المشتركة، والتمسك الحق بتعاليم الإسلام في جميع المجالات يضمن إقامة مجتمع متماسك قوي، لا تفكك فيه ولا ضعف ولا تنازع.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©