الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المداخن» أيقونات تراثية تعبق بكرم الضيافة

«المداخن» أيقونات تراثية تعبق بكرم الضيافة
18 أكتوبر 2013 19:11
هناء الحمادي (أبوظبي) - حبها لتراث الأجداد وارتباطها بالموروث الشعبي، دفع عايدة الزهارنة إلى تعلم المزيد من مهارات صناعة المشغولات التراثية، فمن هواية الرسم، وتنسيق الديكور، وجدت نفسها تعشق رائحة البخور، وتزيين «المداخن»، فاتخذتها هواية تملأ بها وقت فراغها، وتجارة مربحة تزيد من دخلها لاسيما في مناسبات الأعياد، حيث تحرص العائلات الإماراتية على تقديم واجب الضيافة على أكمل وجه. وتسعى الزهارنة لبعث رسالة من وراء اهتمامها بالمداخن، هادفة إلى تعميق روح الأصالة والتراث في نفوس الأجيال الجديدة، من خلال تعزيز ارتباطها بالهوية الوطنية، من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي. ومنذ أربع سنوات تصمم الزهارنة وتبدع بكل دقة، إذ تهمها التفاصيل وتعتني بها، فهي طموحة، وتبحث عن التميز. عن بدايتها، تقول الزهارنة «حبي لمجال الرسم دفعني إلى التفكير مراراً في أن أقدم شيئاً متميزاً، وساعدتني خبرتي في تصميم الديكور كثيراً في تنفيذ الفكرة التي شغلت بالي، وهي تزيين مجموعة من المداخن التراثية لجميع المناسبات وبالأحجام والأشكال كافة». وتتابع «أصمم ما يدور بمخيلتي من أفكار، وأنقلها حرفياً على مداخن البخور والعود، ووسط تشجيع الأهل وافتخاري بنفسي، كانت هذه هي البداية الفعلية لتصاميم، أحياناً تكون فارهة منمقة، وأحايين أُخر عادية صغيرة الحجم، ولكنها تتميز بزخارفها والمواد الداخلة في تزيينها بطريقة لافتة للنظر». وحول ما يميز أعمالها، تقول الزهارنة «ما يميز أعمالي أنها تأتي مختلفة تماماً عن المداخن المصنعة في المصانع، والتي تدخل الآلة في تنسيقها وزخرفتها». وتضيف «أغلب تصاميمي تدخل فيها مواد أقوم أنا بتنسيقها وتنفيذها، حيث تتزين بعض منها بالدانتيل والشرائط والأزرار والتول، والبعض الآخر بالكريستالات». ومع وضع اللمسات الأخيرة في تزيين المداخن، تلفت الزهارنة إلى أن هوايتها جعلتها تستمع بوقتها وتنمي مهارتها، وتحافظ على حضور الماضي في ذاكرة بنات الإمارات، وتوثيق ارتباطهن بتراثهن الذي يمثل جزءاً من تكوين الشخصية الإماراتية. وتضيف «اهتمامي بصناعة التراث وراءه شعور كبير بالانتماء إلى تراثنا وتاريخنا، ولدي استعداد لتعلم المزيد منه، وبذل ما كل لدي من طاقة في سبيل الحفاظ على إرث أجدادنا، وتعريف الأجيال الجديدة به». وعن موسم الطلب على مثل هذه المداخن، تؤكد الزهارنة أن الطلب مستمر طوال السنة، حيث المناسبات تملأ كل البيوت الإماراتية بمختلف أنواعها لكن يبقى للأعراس والمناسبات السعيدة والأعياد وضع مختلف، فكل الطلبيات تختلف عن الأخرى من حيث مواصفات الشكل والمواد الداخلة في تزييين المداخن، بالإضافة إلى الأشكال والأحجام، مشيرة إلى أن الأسعار في متناول الجميع، وتختلف باختلاف طريقة تزيين المداخن وعددها وأحجامها. وعن مشاركاتها في المعارض، تشير الزهارنة إلى أنها شاركت للمرة الثانية في معرض في جامعة زايد، ومعرض آخر في اليوم المفتوح لفعالية محلية، مؤكدة أن الإقبال على شراء المداخن جيد، فالجميع يطمح إلى شراء تلك المدخن التراثية التي تزين بيوت أسر إماراتية، ليبقى «المدخن» الذي تفوح منه رائحة العود والبخور يزين المجالس، وينشر رائحة زكية، تنعش القلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©