السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخاوف من «حرب عصابات» تهدد النفط والإعمار

19 أكتوبر 2011 23:36
لندن (رويترز) - حذر استشاريون في مجال المخاطر من أن الكتائب الموالين للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي قد تلجأ لهجمات الكر والفر ضد الساسة الليبيين والموظفين الأجانب والمنشآت النفطية في منطقة فزان جنوب غرب البلاد إذا طردوا من معاقلهم الأخيرة. ومن غير المرجح أن تبدأ حركة تمرد واسعة النطاق كتلك التي شهدها العراق بعد إطاحة الرئيس الراحل صدام حسين على يد قوات قادتها الولايات المتحدة، لكن قد تصعب حرب عصابات، الأوضاع على حكام ليبيا الجدد وشركات النفط التي تفكر في العودة من جديد. ويقول فراس ابي علي نائب رئيس قسم توقعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “اكسكلوسيف اناليسيس” إن “أنصار القذافي لن يستطيعوا شن تمرد لأنهم لا يتمتعون بدعم شعبي لكن لديهم القدرة الفنية على تنفيذ حملة تفجيرات واغتيالات تستهدف الأجانب وقيادات المجلس الوطني الانتقالي”. وبعد 8 أشهر من القتال، يمكن أن تتسبب أساليب حرب العصابات التي استخدمت على مر تاريخ ليبيا ضد المستعمر، بتعطيل جهود إعادة إعمار البلاد وتنفر العاملين الأجانب بقطاع النفط الذين يعتبرون أساسيين لإعادة الإنتاج إلى مستوياته قبل الحرب والتي بلغت 1.6 مليون برميل يومياً. كما يمكن أن تعقد قرارات شركات الطيران والنفط الأجنبية الواقعة في حيرة بين العودة لممارسة نشاطها وحماية موظفيها في ليبيا التي تنتشر فيها الأسلحة والألغام بكثافة. وفي الوقت الحالي اختار الكثير من هذه الشركات عقد لقاءات شكلية سريعة مع حكام ليبيا الجدد في طرابلس إلى أن تحصل على مزيد من الضمانات المتعلقة بالسلامة. وفي الأسبوع الماضي خفضت شركة “كونترول ريسكس” تقييمها لخطر السفر إلى طرابلس إلى “عال” لكن التصنيف لا يزال عند درجة “مفرط” في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد. لكن هذا كان قبل اندلاع تبادل لإطلاق النيران في العاصمة الجمعة الماضي، بين قوات المجلس الانتقالي وما يصل إلى 50 من أنصار القذافي. وحتى بالنسبة لمن يعتقدون أن المكاسب تبرر المخاطر، فإن أقساط التأمين عالية لممارسة نشاط تجاري في دولة تعهد حلف شمال الأطلسي بتمديد حملته الجوية والبحرية فيها حتى ديسمبر المقبل على الأقل. ويقول محللون إن المنطقة الأعلى خطراً من حيث الهجمات هي فزان تلك المنطقة الصحراوية في الجنوب الغربي الغنية بالنفط والتي سيطر عليها المقاتلون الموالون للقذافي حتى أواخر سبتمبر المنصرم. ويوجد في فزان حقل الفيل وتديره شركة إيني الإيطالية، وحقل الشرارة الذي تشغله شركة ريبسول. ويعتقد الكثير من الليبيين أن العقيد المخلوع يختبيء هناك. ومثلت طاقة الحقلين البالغة نحو 330 ألف برميل يومياً نحو خمس إجمالي إنتاج ليبيا من النفط قبل الحرب. وفي حين أن الأثر على صناعة النفط في هذه المنطقة سيكون أقل منه في حوض سرت الذي يعتبر الآن آمناً نسبياً، فإن الهجمات قد تبطئ أو حتى توقف الزيادة في إنتاج النفط التي ينتظرها الزعماء الليبيون الذين يحتاجون المال بشدة والدول المستهلكة على حد سواء. وقال هنري سميث من كونترول ريسكس إن المنشآت التي تقع في منطقة فزان النائية هدف سهل للميليشيات المتجولة التي يمكن أن تضرب ضربتها ثم تختفي بسرعة في الصحراء. وأضاف “أخطر التهديدات الأمنية للأصول النفطية هي في بحر رمال أوباري بين غدامس وسبها وغات. إنها ليست آمنة ومن ذهب إلى هناك سيقول لك إن حمايتها ستظل صعبة خاصة في ظل عدم وجود قوة أمنية مركزية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©