الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بَيت بَعيد» جديد الشاعر عبدالرحيم الخصار

«بَيت بَعيد» جديد الشاعر عبدالرحيم الخصار
18 أكتوبر 2013 00:11
صدر حديثا للشاعر المغربي الشاب عبد الرحيم الخصار مجموعة شعرية رابعة بعنوان “بيت بعيد” وتقع في 130 صفحة من القطع المتوسط. وقدم للمجموعة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة إبداع عربي، الشاعر اللبناني وديع سعادة بكلمة جاء فيها “أحسبُ أنَّ ورقة حطَّت على كتف عبد الرحيم الخصار فحوَّلها ملاكاً، وأنَّ دمعة في عينه جعلها كوناً، وأنَّ لهاثاً في فمه صار عاصفة، وأنَّ طفلاً في قلبه شاخ قبل أن يكبر، وأنَّ موتى كثيرين يتجوَّلون في عروقه. أحسبُ أنَّ عبد الرحيم الخصار “عشٌّ قديم على غصن شجرة مريضة بالحنين، يواصل التغريد وفاءً للطائر الميت”. فزاعة هذه الفزاعةُ لماذا ألبسوها جلباب جدّي؟ جدّي لم يكن يخيف الطيور. كان يترقب عودتها من الشمال ويفرش لها الحنطة في راحة اليد. الفزاعةُ السوداء في الحقل المائل أستعيدها الآن مثل رعب في منام طفل، لأنها لم تكن تخيف الطيور. كانت تخيفني أنا. طريق ليس قدري أن أعيد الذئاب إلى وجاراتها، أنا فقط أهش بهذه العصا هنا وهناك، وغالبا ما أصيب قدمي. هل ضللتُ الطريق؟ لم تكن أمامي من طريق كي أضلّها، أفردتُ جناحيَّ على الدنيا وهمتُ، لكنّ رصاصا كثيرا أسقطني، ولست أتألم لحالي، إنما أشفق على سيقان النسرين التي تكسرت، وعلى الذين رفعوا أصواتهم بالصراخ ثم فجأة ماتوا. أَعدو وأعرف أن حناني سيسقط في حقلِ صُبَّار. تماسيح النهار يتلوه النهار، والليل لا يريد أن يمرّ. ليس عدلا أن تفكري في شيء آخر فيما أنا هنا أفكر فيك، أعرف أنك وحيدة وكئيبة، وأن التماسيح تسبح في هوائك. كيف أحدثكِ عن الحب والقطارات تجتاح غرفتي؟ كيف أكتب لك عن الأزهار وبالكاد أرفع يدي وسط السافانا التي تنمو على البلاط؟ بيتي الجو حارٌّ خارج البيت، لكنّ المطر يسقط في غرفتي، وبعد قليل ستنمو حديقة فوق الطاولة، ستصعد شجرة من رفِّ الكتب، سينحدر شلال من السقف، وسيصير بيتي غابة.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©