الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكونجرس والشراكة عبر الهادي

12 أكتوبر 2015 23:27
يتعين القول إن إدارة أوباما والأعضاء المؤيدين لاتفاقية التجارة عبر الهادي في الكونجرس بحاجة إلى ضبط استراتيجيتهم الآن وتحديد خيارتهم من جديد. وبعد أن استقرت الدول المتفاوضة على اتفاقية «الشراكة عبر الهادي» على صيغتها النهائية، تصبح الخطوة التالية التي يتعين على كل دولة من تلك الدول القيام بها على حدة، هي المصادقة النهائية على الاتفاقية. وفي أميركا، حسب الظاهر، قد تدفع ردود الأفعال على الاتفاقية البعض للاعتقاد بأن تصديق الكونجرس عليها سيكون بمثابة تحدٍّ صعبٍ، إلا أن التوقعات لتلك الاتفاقية، في نظر «دانييل دريزنر» أستاذ السياسة الدولية بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة «تفتس»- ماساتشوستس، الذي يكتب في «واشنطن بوست» أيضاً، يجب ألا تكون متشائمة على هذا النحو لعدة أسباب: أولاً، في رأيه، لأن كل عضو من أعضاء الكونجرس الذين ذكر أسماءهم في مقال نشره، قد صرح تقريباً بما هو متوقع منه قوله في هذه اللحظة من الزمن، وهو باختصار أن التصديق على الاتفاقية ليس أمراً مفروغاً منه، وبالتالي فإن الأعضاء الذين عارضوا الاتفاقية منذ البداية سيعارضون التصديق عليها، والأعضاء الذين عارضوها من قبل وأبرزهم «بيرني ساندرز»، و«روزا ديلاورو» يتوقع أن يعارضوا التصديق عليها. والأمر كان سيصبح أكثر تعقيداً بالنسبة لموضوع التصديق على الاتفاقية، لو كان أعضاء الكونجرس يغيرون موقفهم بشأنها من حين لآخر، وهو ما لم يحدث حتى الآن على الأقل. ثانياً، أن المشكلة المتعلقة بمرات التصويت السابقة على الاتفاقية، لم تكن تتعلق، بالضرورة، بالاتفاقية ذاتها، بقدر ما كانت تتعلق باستراتيجية إدارة أوباما التصويتية من أجل تأمين الموافقة عليها. فمن المعروف أن التصويت على المسائل المتعلقة بالتجارة كان يمثل دائماً تحدياً صعباً للديمقراطيين. وهذه الاتفاقية لم تكن استثناء من ذلك. ثالثاً، وأخيراً، أن موسم الانتخابات الرئاسية التمهيدية لن يكون له، كما هو متوقع، تأثير حاسم على مصير اتفاقية الشراكة عبر الهادي في الكونجرس، فلو أحال الرئيس أوباما الاتفاقية للكونجرس للنظر فيها اليوم، فإن فترة المراجعة لدى المشرعين، التي تتراوح ما بين 60 و90 يوماً ستبدأ على الفور، وهو ما يعني أن الرئيس لو أحال الاتفاقية هذا الخريف، فإن نظر الكونجرس فيها سيتم في تاريخ ما في الربيع القادم، أي في منتصف الانتخابات التمهيدية الرئاسية. ويتعين القول إن إدارة أوباما والأعضاء المؤيدين لاتفاقية التجارة عبر الهادي في الكونجرس سيكونون بحاجة إلى ضبط استراتيجيتهم، لأن نفس المجموعات التي عارضت الاتفاقية بقوة ستعود بأقصى قوّتها لمعارضتها عند طرحها للتصديق. وفي الحقيقة أن نشوب صراع ممتد في الكونجرس حول الاتفاقية سيكون بمثابة محصلة تعيسة لها، وخصوصاً بعد أن استقر المتفاوضون بشأنها على صيغتها النهائية، التي تستحق الدفاع عنها بالفعل، نظراً لأنها قد تجنبت الكثير من الجوانب التي كان قد تم انتقادها خلال مراحل المفاوضات المختلفة التي استغرقت زمناً طويلاً. ودعم الاتفاقية في الكونجرس ممكن يقيناً، إذا ما قدمت الإدارة دفاعاً مقنعاً عنها. وإذا ما تذكرنا في هذا السياق أن ممثل الولايات المتحدة التجاري «مايكل فورمان» قد ظل يعقد اجتماعات دورية مع أعضاء الكونجرس طيلة فصل الصيف لإقناعهم بجدوى الاتفاقية وأهمية التصديق عليها، فإن ذلك يدفعنا للقول أيضاً إنه إذا ما تمكن الرئيس أوباما من المساهمة برأيه، وجهده الشخصي مع الأعضاء بنفس الطريقة، التي فعل بها ذلك مع زعماء الدول المتفاوضة بشأن الاتفاقية في المرحلة النهائية من المفاوضات، فإن عملية التصديق، ستغدو أقل صعوبة نسبياً. ومع ذلك، سنكون مفرطين في تفاؤلنا إذا ما قلنا إن الأصوات المطلوبة قد باتت مضمونة بالفعل، بيد أن الشيء المؤكد هو أنها في المتناول. بول نادو* * كاتب صحفي مقيم في طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©