الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سنودن»: هل يعود إلى أميركا؟

12 أكتوبر 2015 23:27
يبدو أن إدوارد سنودن قد ظل خلال العامين الماضيين ينتظر دعوة للعودة إلى وطنه أميركا. ومع أن هذا المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، قد سعى للحصول على حق اللجوء في روسيا، إلا أنه لمّح في المقابلة التي أجراها مع إذاعة «بي بي سي» يوم الإثنين الماضي، إلى أنه مستعد، بل ولديه الرغبة، في التوصل إلى صفقة مع حكومة الولايات المتحدة. وكان سنودن قد فجَّر جدلاً عالمياً عام 2013 عندما سرَّب آلاف الوثائق، التي تكشف أسرار برامج المراقبة الهاتفية واسعة النطاق من قبل وكالة الأمن القومي، وقد وجهت له ثلاثة اتهامات جنائية، كما اتهم بخرق قانون الجاسوسية الأميركي، وسيحاكم إذا ما عاد إلى الولايات المتحدة من دون حضور هيئة محلفين، ويمكن أن يُحكم عليه بالسجن 30 عاماً، أو مدى الحياة، إذا ما عاد قبل ترتيب صفقة مع السلطات الأميركية، بحسب صحيفة «الجارديان». وقال سنودن في مقابلته مع «بي بي سي» إن قانون الجاسوسية «يدين أي شخص يكشف عن معلومات للعموم سواء كانت تلك المعلومات صحيحة أم خاطئة». وأضاف: «ليس مسموحاً لك حتى أن تشرح لهيئة المحلفين دوافعك للكشف عن تلك المعلومات.. فإذا ما اعترفت بأنك قمت بذلك، فستذهب إلى السجن لتقضي فيه بقية حياتك». ويشعر سنودن بأن الأمر على هذا النحو «غير عادل»، وعلى ما يقال فإن هذا السبب تحديداً هو الذي حال بينه وبين التمكن من التوصل إلى صفقة مع حكومة الولايات المتحدة، خلال العامين الماضيين. ويعتقد 167 ألف أميركي قدموا التماساً للعفو عن سنودن، أن ما فعله كان صائباً، وذلك كما جاء في الالتماس الذي وقعوا عليه في شهر يوليو الماضي، والذي عززوه بخطاب موجه إلى رئيس تحرير «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي جاء فيه: «لقد حان الوقت كي يعفو الرئيس أوباما عن إدوارد سنودن. فما قام بتسريبه، كان من أجل مصلحة الشعب الأميركي». وكان هذا ما كتبه «باري ليفاين» وهو أحد الموقعين على الالتماس. وكتب ليفاين أيضاً: «إن الحكم على ما عمله سنودن بأنه ضد حكومة الولايات المتحدة الأميركية، يعد في واقع الأمر إدانة لتلك الحكومة أكثر من كونه إدانة لسنودن نفسه»! وفي الحقيقة، أن ما يحظى به سنودن من شعبية لدى البعض قد يغذي رغبة الحكومة للتوصل إلى صفقة معه. وقد كتبت «الجارديان» في معرض التدليل على هذه الشعبية أن «من الأسباب الإضافية التي تمثل إحراجاً للحكومة الأميركية، وقد تدفعها للتوصل إلى صفقة ما معه، تلقي سنودن لجوائز قيمة من بعض الجهات، بالإضافة إلى شعبيته العامة، وخصوصاً في أوساط الشباب، والدليل على ذلك أنه منذ أن بدأ الكتابة على تويتر منذ أسبوع بشأن موضوع العودة، بلغ عدد المتابعين له 1,3 مليون متابع». ولكن مشاعر الحكومة الأميركية ذاتها تجاه هذا الأمر كانت مختلطة وغير واضحة إلى حد ما. فالبيت الأبيض أنكر أنه كان هناك طلب للعفو في يوليو، وقالت «ليزا موناكو» مستشارة الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في تصريح لها بشأن هذا الأمر إنه «كان يجب على سنودن أن يقبل بنتيجة أعماله في جميع الأحوال». ولكن الكونجرس قبل ذلك بشهر واحد، كان قد وافق على قانون ينص على ضرورة حصول السلطات على إذن مسبق للحصول على بيانات هاتفية جماعية من شركات الاتصالات، وهو ما يمثل في واقع الأمر جزءاً مما طالب به وزير العدل السابق «إيريك هولدر» وأطلق عليه صفة «الحوار الضروري»، بخصوص عملية التجميع واسع النطاق للسجلات الهاتفية، وهذا يؤشر من ناحية أخرى على أن ما قام به سنودن من تسريب للمعلومات، هو الذي قاد لهذا التغيير بشكل مباشر. ومع ذلك قالت «ميلاني نيومان» المتحدثة باسم وزارة العدل، إن سنودن «حتى إذا ما عاد إلى أميركا، فسيواجه اتهامات». أما «بن وايزر» محامي سنودن فقد رحب بموقف «هولدر» وقال في تصريح لـ«ياهو نيوز» إن: «هذا موقف مهم.. ولا أعتقد أننا قد رأينا هذا النوع من الاحترام من قبل أي شخص على هذا المستوى الوزاري الرفيع من قبل». ويدَّعي سنودن المكروه من البعض والمحبوب من البعض الآخر، أنه مستعد لمواجهة حكم بالسجن من جانب الحكومة، بل ويقول إنه قد أعلن عدة مرات عن «استعداده للتطوع بالذهاب إلى السجن». والسلطات على حد زعمه «قالت إنها لن تعذبني، وهو ما كان يمثل بداية لحوار بهذا الشأن، ولكننا لم نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك». وبدورها كتبت «ذي أتلانتك»: «نستطع أن نقرأ بسهولة بين السطور أن الشهورة الأخيرة قد جعلت الاتفاق بين الطرفين بشأن ترتيبات ما ممكنة، أقرب مما كان عليه الأمر في السابق.. ولكن كلمة اتفاق «أقرب» تختلف عن عبارة اتفاق «قريب» بما فيها الكفاية، فهما لا تعطيان المعنى نفسه، بطبيعة الحال. إنيكا فريدريكسون* * كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©