الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إياكم ودرجة الصفر

19 أكتوبر 2011 23:16
أصابنا نوع من الذهول من الخسارة التي أفرغت “الأبيض” الإماراتي من كل شحناته النفسية ومن كل زاد العناد الذي تغذى به وهو ينازل التنين الكوري متحدياً ليس فقط طبيعة وهلامية المنافس، ولكن أيضا سحابة اليأس الداكنة التي غطت سماء منتخب الإمارات قبل مباراة سوون. الذهول ليس من أن “الأبيض” سقط في شرك الخسارة الثالثة له، والتي تعدم حسابيا ما لا يقل عن 85 بالمائة من حظوظ التأهل، ولكن من سذاجة السقوط، فأبدا لم يكن “الأبيض” يستحق أن يهزم بعد كل الذي قدمه من أداء وبعد كل الذي أظهره من كفاح جماعي من أجل تغيير الصورة وإبادة حالة اللا تطابق. والذي تعد مشاهدة المباريات الثلاث التي خاضها “الأبيض” إلى اليوم وقد انتصف الدور الثالث من التصفيات، والتي خسرها تباعا أمام الكويت، لبنان وكوريا الجنوبية سيقف على حالة من فقدان التوازن، من عدم الانتظام في الأداء ومن عدم التطابق تكتيكيا مع ضرورات مباريات من هذا العيار، والتي يفترض أن تبرز فيه قوة شخصية المنتخب في فرض الأداء وضبط الإيقاع وتوجيه دفة المباريات، لينتهي بنا الاستقراء السريع والموضوعي، إلى أن المنتخب وهذه حقيقة صادمة لم يقدم في المباريات الثلاث وحدة أداء تنم عن وجود عمق تكتيكي فيه تطابق ولو بمستوى أول بين ما يقدمه جماعياً، وبين حقيقة إمكاناته الفردية برغم كل الذي نتحفظ عليه من أحكام قيمة نطق بها كاتانيتش المدرب السابق لـ”الأبيض” عندما ربط صعوبة هذا التطابق بغياب الثقافة الاحترافية. قد يكون مبكراً الحديث عن الخروج من السباق نحو التأهل للدور الأخير والحاسم حتى وهو ينهي ذهاب الدور الثالث برصيد خال من النقاط، لأنه حسابيا هناك ثلاث مباريات متبقية، ما يعني أن هناك تسع نقاط يمكن جمعها من هذه المباريات، إلا أن ما يجب أن يكون اليوم جوهر الحوار لتعليل الإخفاق، هو إيجاد السر في عدم التطابق بين حقيقة المؤهلات الفردية وبين الأداء الجماعي الذي يجب أن يكون صورة ناطقة بشخصية الفريق. شخصيا لا أريد أن يكون اعتزال “الأبيض” للسباق نحو المونديال، ولو أنه لم يحصل اليوم بشكل كامل عنوانا للعدمية وللتعتيم أو حتى للتحريض على العودة إلى نقطة الصفر المشؤومة، فالأكيد أن هناك عملا أنجز وينجز من قاعدة الهرم إلى قمته، وهناك استراتيجية وضعت بتوافق الجميع، وسار الكل فيها خطوات، لذا يفترض أن يعالج الأمر بكثير من الحكمة، فلا بد أن هناك هفوة ما حصلت أفسدت نظام العمل وعطلت دوران الآلة بالشكل الطبيعي. وهذه الهفوة قد تكون حصلت في الشخصية التي أوكل لها مهمة قيادة “الأبيض” وتبين أنها لم تتوفر على معيار المطابقة، وقد تكون حصلت في محيط الفريق فترك جانباً كبيراً منه من دون احترافية في التدبير، وقد تكون في نظام الدوري الذي لا يفرز نخبا من اللاعبين من ذوي الطاقات الإبداعية الكبيرة. الأكيد لو بحثنا بهدوء عن مكمن الخلل فنسجده سريعا، لتبدأ من جديد رحلة الصعود. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©