مقتل طفلة يهز النظام القضائي الإسباني

قبل عام خرجت ماري لوز كورتيس (5 سنوات) من منزلها بمدينة هولفا الواقعة جنوب إسبانيا لشراء بعض الحلويات، لكنها لم تعد ثانية· وبعد شهرين عثر على جثتها طافية عند مصب أحد الأنهار· ويمكن أن تكون حالة ماري لوز مجرد حالة قتل مأساوية أخرى لطفلة على يد مجرم ممن اعتادوا الاعتداء على الأطفال جنسياً، بيد أنها كشفت عن عيوب خطيرة داخل النظام القضائي الإسباني· ولا تزال القضية تحتل العناوين الرئيسية في مختلف وسائل الإعلام، فيما تواجه حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو نزاعاً مع قضاة يهددون بإضراب غير مسبوق هذا الشهر· ومن المعتقد أن ماري لوز قتلت على يد رجل في الثالثة والأربعين من عمره كان قد أحيل للمحاكمة في قضية اعتداء على طفل، وكان من المفترض أن يكون في السجن وقت اختفاء الطفلة، بيد أنه بعد مرور نحو عامين من إحالة الرجل للمحاكمة، فإن القاضي رافائيل تيرادو لم يمثل للأمر بمحاكمته بالفعل· وقد أثار فعل الإهمال من جانب القاضي تيرادو فضيحة، لكن المجلس الأعلى لسلطة القضاء اكتفى بتغريم القاضي 1500 يورو· وتحدث والد ماري لوز عن ''عار وطني''، بينما أخذت كل من الحكومة الاشتراكية والمعارضة المحافظــــــة في توجيه الاتهام للهيئة العليا للقضــــــــاة بالمحاباة في حماية زميل يستحق عقوبة أشد· وقد أعلنت الحكومة عن عقوبات أشد للقضاة الذين يسيئون التصرف، لكن اتحاد القضاة في المقابل رفض هذه الإجراءات· وقال انه من غير الإنصاف أن تسلط السلطات الضوء على أخطاء نادرة من قبل القضاة وغيرهم من الموظفين المعاونين في السلك القضائي الذين يعانون الأمرين من أكوام القضايا التي يتعاملون معها· ويفصل القضاة في إسبانيا وعددهم 46000 قاض فيما لا يقل عن 8 ملايين قضية جديدة سنوياً· وينعكس ضعف التنسيق بين المحاكم الاقليمية وأجهزة الكمبيوتر والبيروقراطية ونقص العمالة بشدة على عمل المحاكم التي تجد نفسها آخر كل عام مكتظة بنحو 5ر2 مليون قضية لم يتسن الفصل فيها· وقد تعرضت محاولات إصلاح النظام القضائي للتهميش بفعل الصراعات السياسية التي تؤثر على القضاء· وقد اتفقت الحكومة والمعارضة مؤخراً على تشكيل مجلس عام للسلطة القضائية وصفته إحدى الصحف بأنه الأكثر تسييساً منذ عقــــود من الزمان، حيث وضع كل من الحزبين الرئيسيين 9 من الأعضاء القريبين من أفكاره في الهيئــــــة المكونة من 21 عضواً والرقيبة على عمل القضاة