الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عموري وكاهيل.. «الموهبة» تتحدى «الغريزة»

عموري وكاهيل.. «الموهبة» تتحدى «الغريزة»
26 يناير 2015 23:18
سيدني (ا ف ب) تتجه الأنظار اليوم إلى نيوكاسل التي تحتضن مواجهة مرتقبة بين الغريزة التهديفية لتيم كاهيل، والمواهب الفنية للواعد عمر عبد الرحمن «عموري»، وذلك عندما تلتقي أستراليا المضيفة مع الإمارات في نصف نهائي كأس آسيا 2015. صحيح أن فارق العمر والخبرة كبير بين كاهيل (35 عاماً) الذي تألق في الملاعب الإنجليزية، حيث لعب من 1998 حتى 2012، قبل أن يقرر الانتقال إلى الدوري الأميركي، وبين عمر عبد الرحمن «23 عاماً» الذي لم يعرف أي فريق في مسيرته الشابة سوى العين، لكن اللاعبين سيكونان على المسافة ذاتها من النجومية عندما يلتقيان اليوم في مباراة نيوكاسل. أكد كاهيل ورغم وصوله إلى نهاية مسيرته الكروية أنه ما زال نجم أستراليا الأول بعد قيادة «سوكيروس» إلى الدور نصف النهائي بتسجيله هدفين رائعين في مرمى الصين حسم بهما أصحاب الضيافة اللقاء 2- صفر. وعانى المنتخب الأسترالي الأمرين في الشوط الأول من اللقاء لكن الفرج جاء في بداية الثاني بهدف أكروباتي رائع لكاهيل، قبل أن يوجه لاعب إيفرتون الإنجليزي السابق ونيويورك ريد بولز الأميركي الحالي الضربة القاضية للصين بكرة رأسية في الدقيقة 65، رافعاً رصيده إلى 3 أهداف في النهائيات الحالية، بعد الأول في المباراة الأولى أمام الكويت، والسادس في مشاركاته الثلاث في البطولة القارية والتاسع والثلاثين في مسيرته الدولية ليعزز مكانته كأفضل هداف في تاريخ «سوكيروس». ويأمل كاهيل أن يواصل تألقه في هذه البطولة القارية لكي يختتم مشواره مع «سوكيروس» بأفضل طريقة من خلال قيادته إلى اللقب القاري للمرة الأولى في ثالث مشاركة له فقط في النهائيات بعد انضمام أستراليا إلى عائلة الاتحاد الآسيوي عام 2006. «شعوري رائع، هذا فوز كبير بالنسبة لنا»، هذا ما قاله كاهيل مباشرة بعد المباراة، مضيفاً «أنا أثق في هذا الفريق، في الشوط الأول تمكنوا «الصينيون» من احتوائي، لم يكن باستطاعتي التحرك، كانوا يمنعوني من الوصول إلى الكرة واضطررت للانتظار «الفرصة المناسبة»، عندما تحصل على الفرصة يجب أن تستغلها، وهذا ما فعلته». وقد استغلها كاهيل، الناجي الوحيد من الجيل الذهبي الذي ضمه إلى جانب مارك شفارتسر وهاري كيويل والهداف مارك فيدوكا، بأفضل طريقة من خلال تسديدة خلفية أكروباتية فجر من خلالها مدرجات ملعب بريزبن، ووضع بلاده على المسار الصحيح نحو بلوغ نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، قبل أن يؤكد هذا الأمر بكرة رأسية رائعة أيضاً. «الهدف كان نابعاً من الغريزة»، هذا ما قاله كاهيل عن هدفه الاستعراضي، مضيفا «الأمر لا يتعلق بي، هناك 23 لاعباً يدفعونا لتحقيق شيء مميز لبلدنا، من الرائع أن نكون في هذه الأجواء». «أنه لا يصدق، هذا الرجل «تيم كاهيل» نجح مجدداً»، هذا ما قاله عن كاهيل القائد العائد من الإصابة ميلي جيديناك، فيما أشاد المدرب آنيج بوستيكوجلو بلاعب ميلوول السابق قائلاً: «في منطقة الجزاء، إنه لاعب من الطراز العالمي». اقترب لاعب الوسط الهجومي الأيرلندي الجذور ولاعب منتخب ساموا تحت 20 سنة، من إسدال الستار على مسيرة طويلة، وهو يريد من دون شك أن تكون نهايته مع «سوكيروس» تاريخية من خلال قيادته إلى اللقب على أرضه وبين الجماهير الأسترالية التي تنظر إلى كرة القدم كرياضة هامشية مقارنة مع الرجبي والكريكيت وحتى كرة السلة. ومن المؤكد أن كاهيل سيكون مصدر القلق الأساسي لمنتخب الإمارات في لقاء اليوم، لكن مهاجم «الأبيض» أحمد خليل شدد على ضرورة عدم سقوطه في فخ التركيز حصراً على لاعب إيفرتون السابق، مضيفاً «التهديد لن يأتي من كاهيل وحسب. بالنسبة لي، الأمر لا يتعلق بلاعب واحد، إذا كنت تريد النجاح، فعليك التفكير بالفريق بأكمله». وواصل «علينا أن نعمل بجهد كبير كفريق وسنرى إذا سيكون بإمكاننا الفوز بالمباراة، لن نبخل بأي جهد»، مشيراً إلى أن أستراليا، مثل اليابان التي أطاح بها «الأبيض» من ربع النهائي، من أفضل منتخبات القارة الآسيوية. وإذا كان لأستراليا كاهيل، فإن منتخب الإمارات يضم علي مبخوت الذي يتصدر هدافي البطولة برصيد 4 أهداف، ورفيق الدرب «عموري» الذي خطف الأضواء في هذه النهائيات ليس بسبب تسريحة شعره التي جعلته قريباً من حيث الشبه بنجم مانشستر يونايتد الإنجليزي الدولي البلجيكي مروان فلايني أو مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي الدولي البرازيلي دافيد لويز، بل بسبب قدراته الكروية ومهاراته في أرضية الملعب. «أنا سعيد جداً بالاهتمام الذي أحظى به، لكن هدفي في الوقت الحالي، هو أن نقدم كل ما لدينا في البطولة»، هذا ما قاله عمر عبد الرحمن بعد الفوز على البحرين 2-1 في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول. ولعب صانع ألعاب العين الذي يعتبر النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان مثاله الأعلى كروياً، دوراً أساسياً في وصول بلاده إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1996 والثالثة في تاريخها، ولعل أبرز لقطاته في نهائيات النسخة السادسة عشرة التمريرة الرائعة التي قام بها أمام البحرين واضعاً مبخوت في موقع مثالي ليسجل أسرع هدف في تاريخ النهائيات بعد 14 ثانية فقط على بداية اللقاء. وارتبط اسم عمر (23 عاماً)، ووالده لاعب كرة قدم سابق، وشقيقاه محمد وخالد الموجودان أيضاً مع فريق العين والأول مع المنتخب في أستراليا، بالانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي الذي خاض معه تجربة في صيف عام 2012، وقد لعب وجود عمر عبد الرحمن تحت إشراف المدرب مهدي علي منذ 2004، كما حال مبخوت وأحمد خليل، بعد أن تدرج بقيادته مع المنتخبات العمرية دوراً في تألق هذا اللاعب، وهذا ما تطرق إليه نجم العين، قائلًا: «نعرف بعضنا جيداً، نحن جميعاً مقربون من بعضنا في أرضية الملعب وخارجها». وتابع عمر «سجل علي مبخوت ثلاثة «قبل أن يصل إلى أربعة أهداف أمام اليابان» وأحمد خليل هدفين «أمام قطر»، وبالتالي أمل أن أتمكن من مساعدة أحدهما على إحراز لقب هداف البطولة». ومن المؤكد أن عمر عبد الرحمن يشكل مركز الثقل الأساسي في منتخب الإمارات، لكن سبق للمدرب علي أن حذر من الاعتماد كثيراً على نجم الوسط العائد من إصابة أبعدته عن الملاعب منذ 23 نوفمبر الماضي وتعرض لها أمام السعودية في مباراة نصف نهائي خليجي 22 والتي خسرتها الإمارات 2-3. وقد طالب مهدي علي لاعبي فريقه بأن لا يعتمدوا حصرا على زميلهم، مضيفاً «بالطبع أن عمر لاعب موهوب جداً، وإنه من الركائز الأساسية في الفريق، لكننا نلعب كفريق وعمر عضو في هذا الفريق، ولكي يتمكن من تقديم أفضل ما لديه، وأن يظهر جميع مؤهلاته وقدراته هو بحاجة إلى دعم من الفريق». وسيكون «عموري» تحت مراقبة لصيقة من الأستراليين في مباراة اليوم من أجل منعه من تزويد مبخوت أو خليل بالكرات، وهذا ما أكده مدافع «سوكيروس» ترنت ساينسبوري الذي حذر الإماراتيين، مما ينتظرهم، قائلاً: «لا أعتقد أن الإمارات لديها قدرة التحمل لكي تجارينا لمدة 90 دقيقة، وحصلنا على الضوء الأخضر في هذه المباراة «من أجل الهجوم بشراسة» ولا مجال للتخفيف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©