واجادوجو، أبيدجان (وكالات)
بدا أمس أن عسكر بوركينا فاسو تفادوا صراعاً على السلطة بتعيين نائب قائد الحرس الجمهوري اللفتنانت كولونيل إسحق يعقوبا زيدا رئيساً للنظام الانتقالي بدلاً من رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال نابيري أونوريه تراوري، فيما وصل الرئيس السابق بليز كومباوري إلى ساحل العاج.
وتوقع مراقبون سياسيون اندلاع صراع على السلطة غداة إعلان زيدا، وهو أيضاً قائد عمليات قوات الحرس الجمهوري الخاصة، توليه مهام الرئيس واعتزامه تشكيل هيئة انتقالية بعد ساعات من تنصيب تراوري نفسه رئيساً انتقالياً لمدة سنة واحدة. لكن الأخير أقر بفوز خصمه بعد دوي إطلاق نار كثيف قرب قصر الرئاسة في العاصمة واجادوجو. وقال في بيان أصدره قادة الأركان بعد احتماع عقدوه برئاسته: «إن القيادة العليا اختارت، خلال تشاور في هيئة أركان الجيوش، اللفتنانت كولونيل إسحق زيدا بالإجماع لقيادة المرحلة الانتقالية بعد رحيل الرئيس كومباوري».
وقد أعلن زيدا، في بيانين مقتضبين، ومؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية وأمس، تعطيل الدستور وإغلاق الحدود البرية والجوية ومواصلة حظر التجول ليلاً، وتولي الحكم نيابة «القوى الحية في الأمة والقوات المسلحة الوطنية». وأوضح أنه يضطلع بمسؤوليات «رئيس المرحلة الانتقالية» و«رئيس الدولة»، داعياً الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني كافة إلى «تحديد أُطر ومضامين لمرحلة انتقالية ديمقراطية سلمية وهادئة ووضع خارطة طريق للانتخابات». وقال إن الجيش تدخل لتجنب الفوضى وضمان الانتقال السريع إلى الديمقراطية. وأكد أن «طموحات التغيير الديمقراطي لدى شباب بوركينا الذين أدت انتفاضتهم إلى استقالة الرئيس السابق لن تتعرض للخيانة». وأضاف: «أحيي ذكرى شهداء هذه الانتفاضة وأنحني أمام تضحيات شعبنا».
وناشد زيدا المجتمع الدولي، خاصة الاتحادالأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) دعم انتقال السلطة في بلاده، قائلاً : «هذا ليس انقلاباً وإنما انتفاضة شعبية. الناس لديهم آمال وتوقعات ونعتقد أننا نفهمهم».
وأوضح أنه سيتم تشكيل هيئة انتقالية بالاتفاق مع كل القوى الحية في الأمة تمهيداً لتنظيم فترة انتقالية للعودة إلى الحياة الدستورية الطبيعية في أقصر وقت ممكن. وذكر وأن كبار المسؤولين يتعين أن يديروا الوزارات بعد حل الحكومة. وقال: «ندعو مجمل القوى الحية إلى التزام الهدوء والثقة بنا، وقوات الدفاع والأمن إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمن الناس والأملاك».
ويحظى زيدا غير المشهور من قبل بتأييد قسم من المجتمع المدني، في حين يتعرض تراوري لانتقاد شعبي، لأنه كان قريباً جداً من كومباوري. وذكرت مصادر عسكرية في أبيدجان عاصمة ساحل العاج أن كومباوري وصل مع بعض أفراد أسرته إلى منتجع أسينا البحري غرب أبيدجان صباح أمس.
من جانب آخر طالبت الولايات المتحدة بقيام المرحلة الانتقالية في إطار الدستور. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان في واشنطن: «ندين بحزم أي محاولة للسيطرة على السلطة بوسائل تتعارض مع الدستور».
عدد اليوم
