هددت حركة العدل والمساواة بالانسحاب من مفاوضات الدوحة إذا لم تلب الحكومة مطالبها وتلتزم بتطبيق ما جاء في ''اتفاق النوايا الحسنة وبناء الثقة'' الذي تم التوقيع عليه بين الطرفين في الدوحة مؤخراً·
واتهم محمد حسين شرف مدير مكتب حركة العدل والمساواة في القاهرة في اتصال هاتفي مع ''الاتحاد''، الحكومة السودانية بخرق الاتفاقية، حين قررت طرد منظمات الإغاثة التي تمد يدها لإنقاذ أهل دارفور المنكوبين، مؤكداً عدم قدرة الحكومة على تغطية حاجة دارفور من الغذاء· كما اتهمها بالتهاون في تنفيذ المطالب الأخرى التي تضمنتها الاتفاقية ''الأمر الذي يهدد بانهيار المفاوضات المقبلة في الدوحة''· موضحاً أن ''الحكومة لم تنفذ مطلباً واحداً مما تم التوافق عليه في اتفاق النوايا الحسنة''· وقال إنه ''إذا استمرت الحكومة في هذا الاتجاه، فإن كل الخيارات مفتوحة أمامنا بما فيها خيار تصعيد القتال في دارفور''·
وعن طبيعة هذه المطالب خاصة أن الحكومة ماضية في تنفيذ مشاريع كبرى للتنمية في دارفور وإعلانها الصفح والحوار مع الحركة وغيرها من القوى المقاتلة في الإقليم، قال شرف: الحكومة تلتزم بالقول وليس بالفعل، المطالب التي تقدمنا بها إلى مفاوضات الدوحة وتضمنتها الاتفاقية لم تكن سوى المرحلة الأولى الممهدة للاتفاقية الإطارية وصولاً لوقف إطلاق النار·
وأضاف أن ''مطالبنا مشروعة ومعلنة يعرفها كل مهتم بمشكلة دارفور، ونحن نطالب برفع الظلم عن أهلنا في دارفور ووحدة الإقليم وإطلاق الأسرى المكبلين في سجون الخرطوم من أبناء دارفور والمشاركة في الحكم بنسبة تتوافق مع حجم وعدد سكان دارفور''·
واعتبر أن ''اتفاق النوايا الحسنة'' لم يكن سوى ''بالون اختبار'' لصدقية الحكومة في حل مشكلة أهل دارفور عبر الحوار السلمي ''لكنها فشلت حتى الآن في إثبات ذلك ولاتزال تمضي في تتجاهلها للاتفاقية''· وأكد أن مشاركة الحركة في مفاوضات الدوحة مرهونة ''الى حد بعيد بتنفيذ كل ما جاء في اتفاق النوايا الحسنة''·
وعن اتهام السلطات السودانية لفرنسا وتشاد بدعم حركة ''العدل والمساواة'' وإعلانها العثور على أدلة تؤكد ذلك، قال شرف ''لقد دأبت الحكومة على إطلاق التهم وإلحاقها جزافاً بالآخرين، فهي تارة تتهم دولاً مجاورة، ودولاً أوروبية وأميركا تارة أخرى، مما يدل على تخبطها واضطراب مواقفها''· وأضاف ''اننا نستمد قوتنا العسكرية من الداخل، حيث نجحت قواتنا في الاستيلاء على مخزن للذخيرة تابع للقوات الحكومية بالإضافة إلى آليات عسكرية''·
وعن تقييمه للخطوة التي قامت بها الحكومة مؤخراً بإطلاق سراح زعيم حزب المؤتمر د·حسن الترابي قال شرف: ليس لدينا الثقة بأنه سيستمتع لوقت طويل بهذا الإفراج، قد يفاجأ بين الحين والآخر بجنود الحكومة تكبل يديه من جديد· وأضاف أنه ''ليس مهماً أن الحكومة أطلقت سراح الترابي، المهم أن تطلق سراح الرأي العام وتلغي القوانين التي تكبل الحريات وتنشر العدل والمساواة بين المواطنين على اختلاف أعراقهم ودياناتهم وانتماءاتهم السياسية'
عدد اليوم
